ـ[خالد الصالح الناصر]ــــــــ[17 Sep 2010, 02:33 ص]ـ
حينما نطلق العنان للعقل فإنه سيلج في دهاليز محيرة لا نهاية لها؛ والسر في ذلك أن العقل كون لا نهاية له
وفي الوقت نفسه فإن العقل قاصر عن فهم أقرب الأشياء إليه
فهاك نفسك أيها العقل والتي تعيش بين جنباتها فإنك عاجز عن فهمها كما أنت عاجز عن فهم ذاتك
لم أجد ألذ من ذل التسليم لخالق الوجود بكل ما فيه
بما فيها تلك السلسلات الذهنية العقلية التي لا تنتهي وإن انتهت انتهت بك للحيرة والتي تُعد الخطوة الأولى للولوج في بحر الإلحاد الذي هو التيه بعينه الذي لا تهتدي بعده لشيء ولا ترى فيه شيئا بل هو عماء في عماء
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[17 Sep 2010, 04:27 م]ـ
قرأت أغلب كتب أركون، والانطباع الذي تولد لدي (وقد أكون مخطئا) أنه علماني غير مؤمن، بل ومعاد للدين، ومدرسته تغريبية صرفة .. ولعل هذا يفهم بسبب طبيعة نشأته في منطقة القبايل (البربرية) في الجزائر، والحساسية الشديدة الذي غذاها الاستعمار الفرنسي بين العرب والبربر، لدرجة أن كثيرا من البربر شعروا في فترة من الفترات بانتمائهم لفرنسا وثقافتها، أكثر من انتمائهم للعرب وثقافتهم.
وأركون علماني، شديد الإيمان بالعلمانية في نمطها الفرنسي المعادي للدين، ويرى من حق الدولة أن تتدخل في الشأن الديني وتديره ..
وإن كانت جل كتابات أركون حول القرآن والإسلام، فهذا لا يعطي أي مبرر لجعله بمثابة "خادم للإسلام"، بمعنى أنه أدى دورا في تقديم الإسلام كدين رباني المصدر.
لم يتطرق أركون في أي كتاب من كتبه للإسلام والقرآن من زاوية الباحث المؤمن بهما (على خلاف طارق رمضان، مثلا، الذي يدافع بشدة، أيضا عن العلمانية، ولكنه يرفض النمط الفرنسي المعادي للأديان وللروحية)، وإنما انطلق في حميع ما يكتبه من أن القرآن نتاج ثقافي إنساني ليس ذا مصدر رباني. ولا يمكن التذرع في ذلك بأنه كان يخاطب في ذلك الساحة الأكاديمية الغربية، أو أنه كان يلتزم تماما بمنهجية البحث الأكاديمي، التي تفرض عليه الحيادية الاعتقادية، إلى غير ذلك من الشعارات التي توهم بالموضوعية، في حين أنها تستبطن أوهاما كبيرة. وإلا فيوجد عدد كبير من مشاهير الباحثين الأكاديميين الذين لم يمنعهم امتلاكهم لأدوات البحث الأكاديمي الدقيق في عدم إنكار إيمانهم ومعتقاتهم في بحوثهم وكتاباتهم.
صحيح أن أركون عبر عن انتمائه للإسلام والمسلمين، وقال في عدد من التصريحات إنه "مسلم"، ولكنه (في جميع ما قرأته أو شاهدته، وقد أكون مخطئا) ذكر الأمر في سياق الانتماء الاجتماعي والثقافي فقط، وليس في سياق التدين والإيمان بالمعتقدات والمقدسات والمعاد، إلخ .. وهذا أمر يقول به الملحدون والشيوعيون العرب، كما يقول به الملحدون في كل المجتمعات. ففي تونس، مثلا، كان رئيس الحزب الشيوعي محمد حرمل، وعدد من أفراد مكتبه السياسي، يرددون دائما أنهم "مسلمون شيوعيون" وكان حرمل يحضر في المناسبات الدينية الرسمية، في رمضان والأعياد، ويحضر مجالس ختم الحديث النبوي في جامع الزيتونة، ويدافع عن انتمائه للإسلام.
ولذلك فمن المغالطة الحديث عن أركون من زاوية الإيمان، على الأقل في ما يتعلق بكتاباته وإنتاجه الفكري، وهذا هو الذي يهمنا أكثر (أما إيمانه الذاتي، وهل كان حقا مؤمنا أم غير مؤمن، فتلك مسألة دفنت معه، وسيلقى الله عليها، ولن يفيد إطالة الحديث فيها دفاعا وهجوما) ..
وفي المقابل، يجب الاعتراف بتميز الرجل في امتلاك أدوات البحث والتحليل الأكاديمي، واشتراكه مع نصر حامد أبو زيد في تقديم عدد كبير من المقولات التي أدت لحركة علمية نشيطة وخلقت تحديات هامة في ميدان البحث العلمي المتعلق بالقرآن وبالإسلام عموما. وهذه تحسب له "أكاديميا" فقط. فالرجل لم يخدم الإسلام من موقع المؤمن به والداعي له، وإنما يمكن القول إنه خدم الإسلام بحثيا من خلال تسليط الأضواء عليه أكثر، ودفع عدد كبير من الباحثين للاهتمام به، بل وإنتاج مدرسة كاملة من الأتباع، أدت كتاباتهم وستؤدي إلى حركية علمية كبيرة.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[18 Sep 2010, 06:57 ص]ـ
¥