ـ[ذكرى]ــــــــ[11 Nov 2010, 03:16 م]ـ
جاء في كتاب مفتاح دار السعادة لابن القيم مانصه:
[منعاً بمنع]
وتأمل حكمة الله عز و جل في حبس الغيث عن عباده، وابتلائهم بالقحط إذا منعو الزكاة وحرموا المساكين، كيف جوزوا على منع ما للمساكين قِبَلَهم من القوت بمنع الله مادة القوت والرزق وحبسها عنهم، فقال لهم بلسان الحال منعتم الحق فمنعتم الغيث، فهلا استنزلتموه ببذل ما لله قِبَلَكُم.
[وصداً بصد]
وتأمل حكمة الله تعالى في صرفه الهدى والإيمان عن قلوب الذين يصرفون الناس عنه، فصدهم عنه كما صدوا عباده، صداً بصد، ومنعا بمنع.
[وإتلاف بإتلاف]
وتأمل حكمته تعالى في محق أموال المرابين، وتسليط المتلفات عليها كما فعلوا بأموال الناس ومحقوها عليهم وأتلفوها بالربا، جوزوا إتلافا بإتلاف، فقلَّ أن ترى مرابياً إلا وآخرته إلى محق وقلة وحاجة.
[وكما تكونون يولى عليكم]
وتأمل حكمته تعالى في تسليط العدو على العباد إذا جار قويهم على ضعيفهم، ولم يؤخذ للمظلوم حقه من ظالمه، كيف يسلط عليهم من يفعل بهم كفعلهم برعاياهم وضعفائهم سواء، وهذه سنة الله تعالى منذ قامت الدنيا إلى أن تطوى الأرض ويعيدها كما بدأها.
وتأمل حكمته تعالى في أن جعل ملوك العباد وأمراءهم وولاتهم من جنس أعمالهم، بل كأن أعمالهم ظهرت في صور ولاتهم وملوكهم، فإن استقاموا استقامت ملوكهم، وإن عدلوا عدلت عليهم، وإن جاروا جارت ملوكهم وولاتهم، وإن ظَهرَ فيهم المكر والخديعة فولاتهم كذلك، وإن منعوا حقوق الله لديهم وبخلوا بها منعت ملوكهم وولاتهم ما لهم عندهم من الحق، وبخلوا بها عليهم، وإن أخذوا ممن يستضعفونه ما لا يستحقونه في معاملتهم أخذت منهم الملوك ما لا يستحقونه وضربت عليهم المكوس والوظائف، وكل ما يستخرجونه من الضعيف يستخرجه الملوك منهم بالقوة، فعمَّالُهم ظهرت في صور أعمالهم.
وليس في الحكمة الإلهية أن يولىَّ على الأشرار الفجار إلا من يكون من جنسهم.
ولما كان الصدر الأول خيارَ القرون وأبرها كانت ولاتهم كذلك، فلما شابوا شابت لهم الولاة، فحكمه الله تأبى أن يولي علينا في مثل هذه الأزمان مثل معاوية وعمر بن عبد العزيز فضلاً عن مثل أبي بكر وعمر، بل ولاتنا على قدرنا، وولاة من قبلنا على قدرهم، وكل من الأمرين موجب الحكمة ومقتضاها. مفتاح دار السعادة 2/ 175 - 179
فنسأل الله أن يغفر لنا ذنوبنا التي سلطت علينا، فلنراجع أنفسنا ونياتنا وأعمالنا، فلعل هذا يكون فتح لأهل القرآن لأن يراجعوا أنفسهم مع كتاب الله، وسيعود أمر أهل القرآن إلى قوة بإذن الله، ولكن بعد أن نراجع أنفسنا مع تعاملنا مع كتاب الله، فالله حكم عدل جل جلاله، لايمكن أن يحرم قوم كرامته إلا إذا أخلوا بحمل هذه الكرامة، فالله الله في العودة إلى القرآن ياأهل القرآن، واعملوا بما علمتم، وتدبروا وتذكروا ماحفظتم، واعلموا أن القرآن نور الله ولن يُطفأ نور الله، ولكن هذا النور يحتاج إلى مشاعل، ولن يُشعل هذا القرآن إلا بقلوب تحمل هم العمل بهذا القرآن فلا يكفي حفظ الألفاظ وتوزيع الجوائز وتخريج الحفاظ بالآلاف المؤلفة، ثم لانجد أثر لهذا الحفظ إلا مارحم ربي، وأبشروا فإن الله يقول: {يريدون ليطفئوا نور الله بأفواهم والله متم نوره ... } ففي الآية إشارة إلى إعداد الوسائل التمهيدية ابتغاء إطفاء نور الله بأفواههم، فجاء قوله تعالى: {والله متمّ نوره} بهدوء المتمكن الواثق من قوة نفسه وعجز عدوه.
{والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لايعلمون}
أما الكلمة التي أنصح بها أمير تلك البقعة الطاهرة هي قوله تعالى: {ويحذركم الله نفسه} وقال جل جلاله في الحديث القدسي: من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب، وأحسب أن أهل القرآن هم أولياء الله، فهل لك طاقة بحرب الله؟!
أسأل الله أن يردك إليه رداً جميلاً، ولاتظن أن العمارة الحسية أهم من العمارة القلبية، فإن كنت تبذل للإصلاح في إعمار هذا البلد حسياً وتصرف عنه مايعمره معنوياً، فإن قوم عاد كانوا ينحتون من الجبال بيوتاً، وقالوا من أشد منا قوة، فأخذهم الله أخذ عزيز مقتدر.
فنسأل الله من قلب صادق في هذه الأيام الفاضلة، كما شرَّفك بخدمة هذا البلد الأمين فجهودك فيها ملموسة ولاتُنكر، نسأله كما شرفك بخدمتها وتنظيمها أن يجعله تنظيماً شاملاً حسياً ومعنوياً. انه ولي ذلك والقادر عليه.
ـ[طارق عبدالله]ــــــــ[11 Nov 2010, 03:32 م]ـ
الله أكبر .... الله أكبر .... الله أكبر
أفي بلاد الحرمين ..... يحدث هذا!!!!
الله أكبر ... يمنع عباد الله والعكّف على كتابه ... ماعلمنا عن آبائهم إلا نصرة كتاب الله وسنة نبيه ... فما دهاكم أيها الآل الكرام ...
وإني أعيذكم وذريتكم أن يكون أحد منكم ممن يصدق عليه قوله تعالى: .... ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها ....
أعيذكم وذرياتكم من ذلك ومن مسالك الظلم الآسنة .....
¥