الأولى: مجموعة يهودا وهو تاجر يهودي عاش بين عامي 1877 - 1951م وأهديت مجموعته بعد وفاته للمكتبة وعدد مخطوطات هذه المجموعة (1135) مخطوطة.
المصدر الثاني: هو ما قدمته الحكومة الإسرائيلية للمكتبة وعدد هذه المخطوطات 543 مخطوطة إضافة إلى ما هو موجود في المكتبة أصلاً من مخطوطات وعددها 465 مخطوطة!!! (ندوة التراث العربي المخطوط في فلسطين ص 102 - 103).
وثمة مصدر رابع ذكره الأستاذ فيليب طرازي في كتابه (خزائن الكتب العربية في الخافقين 2/ 662) وذلك عند ترجمته للمستشرق (أغناطيوس غولد تسهير) فقال: (وكان الأستاذ غولد تسهير جمّاعة للكتب ولا سيّما المخطوطات القديمة وانتهز فرصة سياحته في الشرق كي يقتني من نوادرها وذخائرها ما استطاع، ثم حملها معه إلى وطنه وأنشأ منها ومما جمعه من مؤلفات المستشرقين خزانة ذات قيمة كبيرة، إلأ أن أسرته باعتها بعد وفاته من دار كتب الأمة اليهودية والجامعة العبرية في القدس) ا. هـ
وبالنسبة لذكر هذه المصادر فإنني أتيت بها لأبين أن جميع هذه الكتب التي امتلكها هؤلاء المستشرقون هي من تراثنا العربي الذي نهب وسلب وصودر عبر هؤلاء ويكون هؤلاء قد ساهموا في حملة التغريب التراثي على حين غفلةٍ منا ..
ويوجد فيها من المخطوطات النفيسة الشئ الكثير ففيها عدداً من النسخ المكتوبة بخطوط مؤلفين مشهورين مثل: عبد الغني النابلسي والمرتضي الزبيدي وشمس الدين الجزري وعلي بن إبراهيم الحلبي وغيرهم (المخطوطات الاسلامية في العالم 3/ 454).
ومن الأمثلة المحزنة لسرقات مكتبة الجامعة العبرية هو سرقة ذلك المخطوط النادر الذي لا ثاني له في العالم ألا وهو كتاب " فضائل البيت المقدس " لمؤلفه أبي بكر الواسطي في القرن الخامس الهجري وكان هذا الكتاب ضمن مجموع نادر في مكتبة جامع أحمد باشا الجزار في عكا (المكتبة الأحمدية) وبما أنها نسخة وحيدة ونادرة فقد صورتها دار الكتب المصرية عام 1932م ثم أعادتها إلى المكتبة وفي عام 1948م احتلت إسرائيل مدينة عكا واستولت على كنوزها ثم اختفى هذا المجموع الأصلي ولم يبرز هذا المخطوط إلا عام 1969م حيث قام بتحقيقه باحث إسرائيلي هو إسحاق حسون لينال به درجة الماجستير من الجامعة العبرية ثم صدرت مطبوعة عام 1979م.
فما الذي حدث لهذه المخطوطة، لقد سرقت من مكانها الآمن في عكا لتستقر في مكتبة الجامعة العبرية.
وقد تعقب هذا التحقيق الأستاذ عصام الشنطي بالنقد والتمحيص في دراسة وافية نشرت في مجلة معهد المخطوطات العربية (مج36 ج1،2 - 1992).
وألفت الانتباه إلى مدى اهتمام اليهود بكتب الفضائل بالذات حيث يقول الشيخ المحقق الفاضل مشهور حسن آل سلمان:" ولا بدّ من الإشارة إلى أن اليهود نشروا كتباً كثيرة في فضائل الأقصى ولديهم حبٌّ وولعٌ في اقتناء الكتب في فضائل البلدان لا سيما مكة والمدينة ولديهم دراسات عن مشاعر المسلمين نحو مقدساتهم من خلال كتب الفضائل؛ كي يتبين لهم الخط البياني لنمو المشاعر أو ضمورها، فحينئذ يساهمون في بث ما يؤدي إلى ضمورها استعدادا ً للمعركة."ا. هـ (ندوة بلاد الشام ومستقبل الإسلام 20 - 21).
ويا ليت اقتصر أمر الجامعة العبرية على نهب تراث فلسطين فحسب بل وامتد أيضاً إلى تراث بلاد الشام كله ويذكر لنا الشيخ المحقق مشهور حسن آل سلمان قصة مخطوط أخرى أشبه بقصة مخطوطنا السابق " حيث ذكر مخطوطة كتاب " تأويل الرؤيا " لابن قتيبة الدينوري وقال في مقدمة تحقيقه أن هذا المخطوط كان في مطلع الثلاثينات ملكاً لمكتبة مجمع اللغة العربية في دمشق وقام بوصف دقيق لهذا المخطوط والإشارة لمكانه المذكور آنفاً العلامة الأديب علي الطنطاوي رحمه الله وذلك على صفحات مجلة الرسالة الأدبية ثم اختفى هذا المخطوط ليظهر في أواخر التسعينات من هذا القرن محققا في الجامعة العبرية في القدس ومع المقارنة مع المخطوط والوصف القديم من الشيخ علي الطنطاوي تجد أن المخطوط هو بعينه الذي كان في سوريا حتى تمت له عملية الاغتيال التراثي هذه - بأي صورة من الصور - حتى آل بعدها للجامعة العبرية " وقس على هذا الكثير الكثير.
ولم يقتصر تهويد تراثنا على الجامعة العبرية فحسب، بل توزع على أكثر من مؤسسة ومركز ومكتبة خاضعة لسلطة اليهود وتحت تصرفهم منها:
¥