ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[14 May 2007, 07:16 ص]ـ
أتذكر أول ما طلب بعض المسؤلين إلزام الباحثين قديماً بوضع نسخة من رسائلهم في مكتبة الرسائل الجامعة، أن بعض الباحثين رفض هذا الإلزام بحجة أن رسالته ربما يسطو عليها بعض الباحثين دون عزو، وكان يوافق على طلبه فما زالت الأمور تتطور حتى أصبح إيداع الرسالة في المكتبة عرفاً جامعياً الآن، وخصصت قاعات للرسائل الجامعية تحفظ فيها، ويؤذن للباحثين في الدراسات العليا ومن في حكمهم من الباحثين بالاطلاع عليها وتصوير بعضها لا كلها.
والإشكال في الرسائل الجامعية أن سرقتها سهلة لأن نسخها محدودة في الغالب وانتشارها قليل، وكم من رسالة علمية سطا عليها بعضهم، فأخذها برمتها وتقدم بها لنيل درجة علمية في مكان آخر بعيد عن الأنظار، وقد لقيت بعض الباحثين في جامعات أوربية يكتبون في موضوعات قتلت بحثاً في الجامعات عندنا، فيأتي بعضهم في زيارة سريعة لقاعة الرسائل الجامعية، ويعكف على (الاقتباس العلمي) الذي يبلغ مئات الصفحات دون أدنى إشارة للباحث الأول، وربما يقول في آخر مقدمته (وقد سمعتُ بعد تسليمي للرسالة برسالة بعنوان: (كذا وكذا) لأحد الباحثين في جامعة كذا ولم أطلع عليها)، وهو قد عكف على النقل منها أياماً وأسابيع!!
ولا شك أن الأمر مع النشر الالكتروني الآن اختلف، فهذه الرسائل الآن قد سربت بشكل أو بآخر، وقد يكون بحسن نية، دون إذن أصحابها، بل وأكاد أجزم أنه بدون إذن المسؤلين في عمادة شؤون المكتبات بجامعة أم القرى. حيث لا أثر لهذه الرسائل على موقع الجامعة، وقد كانت جامعة أم القرى تنشر مجلتها على الموقع، ثم رأت نشرها بهيئة PDF حفظاً لحقوق الباحثين، ثم يبدو أن أمر التقنية قد ألغى كل القيود، فهناك برامج تحول من أي صيغة لأخرى، وإذا ضيعت الأمانة فلا سبيل إلى حفظ الحقوق.
غير أني أرى استئذان من نعرفه من الباحثين أصحاب هذه الرسائل في نشرها في مكتبة الشبكة، فإن طابت نفسه بذلك وإلا فلا حتى لا نقع في الإثم والحرج.
وإن كنت أرى أن بعض الباحثين سيفرح بنشر رسالته، خاصة الذين قاموا بتحقيق مخطوطات ثم لم تطبع هذه الرسائل لصعوبة نشرها وهي على هيئة مشروعات علمية اشترك فيها عدد من الباحثين، وأذكر أن بعض الباحثين طلبت منه رسالته إعارة بضعة أيام، فأقسم أنه لا يدري أين هي نسخته، وأنه نسي العنوان الكامل للكتاب الذي حققه!! فمثل هؤلاء ربما يكون من السار لهم نشر رسائلهم، وأما بعض الباحثين أصحاب الموضوعات الجيدة التي لم تسبق فقد يسوؤه الأمر لأنه ينوي نشر الرسالة، فيرغب أن تنشر في كتاب قبل أن تنشر بهذه الصورة. ولله الأمر من قبلُ ومن بعدُ.
ـ[مصطفى علي]ــــــــ[14 May 2007, 07:30 ص]ـ
مثل هذه الرسائل مثل كتب المكتبة الوقفية، ومثلها مكتبة المشكاة، ومثلها الشاملة، ومثلها ومثلها ومثلها ...
فحتى لا نخدع أنفسنا أو نحرم جزءًا دون جزء. فالموضوع لا بد من التفكير فيه جملة.
وسرقة أي بحث أو جزء منه ونسبته لغير صانعه محرم طبعًا.
وفيه تساءل: هل هناك فارق بين الاطلاع عليه في مكتبة الجامعة أو الاطلاع عليه في النت. أو تنزيله وقراءته والاستفادة منه.
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[14 May 2007, 04:35 م]ـ
هل هناك فارق بين الاطلاع عليه في مكتبة الجامعة أو الاطلاع عليه في النت. أو تنزيله وقراءته والاستفادة منه.
نعم, والفرق أن الاطلاع عليه في مكتبة الجامعة مأذون فيه, ولا سبيل إلى إخراج الرسالة من مكتبة الجامعة فهي محفوظة لأصحابها, كما لا سبيل إلى تصوير إلا بعضاً منها, وبعض الرسائل - وقد اصطدمت ببعضها - لا يسمح صاحبها بتصوير أي ورقة منها إلا بإذن منه, فأستأذن منه, ويسمح بكل طيب نفس, ويُبَارَك لي فيما فعلت, ولا أتحمل إثمه أو على الأقل شبهته.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[14 May 2007, 06:02 م]ـ
وحتى يكون ذلك فإني أنئى بنفسي وبمن أحب من إخواني عن التهافت على حقوق الآخرين المحفوظة لهم شرعاً بأي حجة ..
بارك الله فيك
لعل من نافلة القول أن كثيرا من الإخوة الفضلاء العاملين على نشر مثل هذه البحوث والكتب المصورة عندهم (شبهة علمية) فلا يرون أنه يحق لأحد حجر العلم وعدم نشره أو التكسب من ورائه ... الخ
ولم يفعلوا ذلك مع اعتقاد تحريمه، ولذا تراهم ينشطون نشاطا منقطع النظير في نشر الكتب على الشبكة وتوفيرها لتصل لعموم الناس في أي بلد كانوا، والإقبال عليها كما ظاهر لمن اطلع على مواضع نشر المصوارت يعلم يقينا أن أكثر طلاب العلم اليوم لم يرفع رأسا بالقول بالمنع.
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[14 May 2007, 09:32 م]ـ
بارك الله فيك
لعل من نافلة القول أن كثيرا من الإخوة الفضلاء العاملين على نشر مثل هذه البحوث والكتب المصورة عندهم (شبهة علمية) فلا يرون أنه يحق لأحد حجر العلم وعدم نشره أو التكسب من ورائه ... الخ
- العلم الذي لا يحق لأحد حجره هو الذي يجب على كل أحد نشره, لا أيَّ علم.
- ثم أليس الأجدر بهذه الملتقيات الشرعية المباركة أن تترفع عن هذه الشبه, إن قلنا أنها لا ترقى إلى التحريم, من يتقي الشبه إن لم يتقها أهل العلم في هذه الملتقيات.
والإقبال عليها كما هو ظاهر لمن اطلع على مواضع نشر المصوارت يعلم يقينا أن أكثر طلاب العلم اليوم لم يرفع رأسا بالقول بالمنع.
- ما هكذا يستدل على الرأي سلمك الله, فإن لغيرك أن يقول: أكثر طلبة العلم اليوم المطلعين على هذه المصورات يتحاشون تصويرها, إما لاعتقادهم بحرمة الاعتداء الذي فيها, أو لما فيها من الشبهة. ثم لو اجتمع أهل الأرض كلهم على أخذ حقٍّ ماليٍّ حسِيّ أو معنويٍّ فكريّ من آدميٍّ بغير رضاه لما تغير حكم الشرع بحرمة ذلك.
¥