وأفضل أحوال القراءة هو أن تقرأ قراءة صامتة متمعنة في جو هادئ وارتياح نفسي، وألا يكون بعد الأكل حتى الشبع مباشرة أو أثناء الشعور بالجوع الشديد، وأن تكون الإضاءة والتهوية والحرارة والبرودة جيدة ومناسبة، وأن تكون الجلسة مريحة ومعتدلة، وحبذا أن يكون في يد القارئ قلم يخط به بعض الخطوط تحت العبارات المهمة ويكتب به بعض العناوين ويرقم به بعض الأرقام ويلخص بعض الأفكار وكذلك اختيار الوقت المناسب بعد النوم الكافي17.
يتبع إن شاء الله ....... الحلقة القادمة ((المعادلة الثلاثية)) 16 - الدعوة إلي الله بالقراءة عابد الثبيتي شبكة التبيان،وانظر مفكرة الإسلام.
17 - حتي لا تكون كلاً د. عوض بن عبد الله القرني
ـ[محمد المصري]ــــــــ[17 Aug 2007, 02:44 م]ـ
*المعادلة الثلاثية (المعرفة- العقل- الفكر):-م
الفكر:- هو ناتج معادلة التفاعل بين العلم والعقل، ولذلك سنقوم بتعريف الناتج من التفاعل أولاً،وقد تكلمنا علي أحد شرطي التفاعل وهو العلم ويبقي أن نتكلم عن شرط التفاعل الثاني وهو العقل.
تعريفات للفكر:-
الفكر بإنه (إعمال العقل في المعلوم للوصول إلى معرفة مجهول)، ويقولون: فكّر في مشكلة: أعمل عقله فيها ليتوصل إلى حلها18.
-ويعّرف التفكير بأنه (إعمال الإنسان لإمكاناته العقلية في المحصول الثقافي المتوفر لديه بغية إيجاد بدائل أو حل مشكلات أو كشف العلاقات والنسب بين الأشياء) 19.
ويقولون: فكّر في مشكلة: أعمل عقله فيها ليتوصل إلى حلها،
والتفكير:- هو عملية معالجة للمعلومات، فهناك كم كبير من الصور والأصوات والإحساس من الخارج عن طريق الحواس ومن الداخل من الذاكرة. والتفكير هو عملية تصنيف ومقارنة وتقييم لهذه المعلومات على ضوء منظومة الإيمان والاعتقاد والقيم … وبالتالي صياغة استراتيجية ينتج عنها تعبير لغوي أو سلوكي كما ينتج عنها تأثيرات فسيولوجية في العضلات والتنفس ولو البشرة وتعبيرات الوجه .. ) 20.
ولعلنا نعرف تعريف آخر لعملية التفكير بأنها (إعمال الإنسان لإمكاناته العقلية في المحصول الثقافي المتوفر لديه بغية إيجاد بدائل أو حل مشكلات أو كشف العلاقات والنسب بين الأشياء) (ومن خلال هذا التعريف ندرك أن الفكر ليس شيئاً مطابقاً للأحكام والمبادئ، ولا مطابقاً للثقافة أو العقل أو العلم، وإنما هو استخدام نشط لكل ذلك بغية الوصول إلى المزيد من الصور الذهنية عما يحيط بنا من أشياء وأحداث ومعطيات حاضرة وماضية وتوسيع مجال الرؤية لآفاق المستقبل.
وبناء على هذا فإن العالم غير المفكر، فقد يكون المرء عالماً ولايكون مفكراً. وقد يكون مفكراً ولايكون عالماً، وذلك لأن الميدان الأساس للعلم هو الإلمام بالجزئيات؛ أما ميدان الفكر فهو إبصار (الكليات) والاشتغال عليها؛ وقليل أولئك الذين يسمح لهم الاشتغال بالجزئيات بالتوجه إلى النظر الكلي، كما أن طبيعة الاشتغال بالقضايا الكبرى (تزهد) المفكرين في الاهتمام بالمسائل الجزئية، حيث يرون أنها مندرجة في أنظمة أشمل تتحكم فيها.
مهمة الفكر رسم مخطط الحركة وجعلها اقتصادية، بحيث تتكافأ نتائجها مع الجهد والوقت المبذول فيها، كما أنه يحيّد كل الوسائل والأساليب التي ثبت قصورها ويكثف الخبرات والتجارب المكتسبة في بعض المقولات والمحكات النهائية، ويساعد على طرح البدائل والخيارات في كل حقل من حقول العمل، وهذا كله لايتأتى عن غير طريق الفكر.
إذن فلابد من وجود معرفة تمر علي جهاز العقل فيتفاعل معها تفاعل إيجابي وينتج فكر إيجابي، وإذا كنا قد تكلمنا شذراً عن المعرفة،فلابد أن نلقي ضوءاً علي الجهاز المتلقي للمعرفة وهو العقل وهو شرط التفاعل الثاني.
- إن العقل البشري نعمة عظمى من الله ـ جل وعلا ـ وله قدرات هائلة، هي أكثر مما يظن. ويمكن القول: إنه أشبه بعملاق نائم! وقد دلّت الدراسات النفسية والتربوية، وأبحاث الكيمياء والفيزياء والرياضيات أن ما تم استخدامه من إمكانات العقل لا يزيد على 1% من إمكاناته الحقيقية. الحاسب الآلي (كراي) حاسوب عملاق يزن سبعة أطنان، فإذا عمل بطاقة 400 مليون معادلة في الثانية مدة مئة عام، فإنه لن ينجز سوى ما يمكن للدماغ البشري أن ينجزه في دقيقة واحدة21 ((فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الخَالِقِينَ)) 22.
¥