8 - التفكير الادعائي: وهو التفكير الذي يدعي صاحبه أنه فعل وفعل مما لم يفعله لكنه مع كثرة التمادي في الدعاوي الفارغة والبطولات الخيالية يصدق نفسه في النهاية فما يزال يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذاباً، وما يزال يكذب ويكذب حتى يصدّق نفسه.
وأكثر من يقع في حبائل هذا التفكير الوبائي هم الفارغون الذين لا يعملون فيخدعون أنفسهم ويرضونها بالدعاوى العريضة الفارغة ويكتفون بذلك.
9 - التفكير التحليلي السببي: وهو التفكير المتمعن الذي يميل صاحبه إلى البحث عن أسباب كل حادث ومقدماته ونتائجه ومقاصد القائمين عليه وما هو الموقف المناسب حيال هذا الحادث وما هو دوره هو فيه.
10 - التفكير التبريري القدري: وهو التفكير الذي يبادر صاحبه إلى إخلاء نفسه من أي مسئولية حيال أي أمر يقع ويقلى بتبعة ذلك على الأقدار ويبرر كل تصرف منه مهما كانت نتائجه.
11 - التفكير الجزئي: وهو التفكير الذي ينظر صاحبه إلى الحدث مبتوراً من سياقه ومنفصلاً عن قاعدته الكلية العامة الذي هو في الحقيقة جزء منها.
12 - التفكير الكلي التجميعي: وهو التفكير الذي يهتم بالنظر في الأمور الكلية العامة غير ملتفت إلى التفاصيل والجزئيات في الأشياء والأحداث.
ماهو التفكير المثالي؟
بعد هذا الاستعراض السريع لبعض أنواع التفكير مع عدم التوسع في ذكرها، وفي ضرب الأمثلة لها أشير إلى ما يمكن أن نسميه التفكير المثالي مستنبطاً ذلك من الأنواع السابقة.
فالتفكير المثالي: هو التفكير التوليدي النقدي الاستيعابي السببي الكلي التمعن مع ملاحظة أن كل شيء بقدر، وأن هذا لا ينفي البحث عن الأسباب، فالله هو خالق الأسباب والمسببات.
خصائص الفكر المثالي:
والمرء القادر على التفكير المثالي له خصائص يتميز بها عن غيره، وهذه الخصائص هي:
1 - الرؤية النافذة لحقائق الأشياء وجوهرها وعدم الاكتفاء بالنظرة السطحية للأمور.
2 - الصدق والجد والمثابرة في التفكير والاستغراق في ذلك بعمق حتى يصل الإنسان إلى الصورة المثالية التي ذكرها قبل قليل.
3 - الاستقلال عن التقليد للآخرين لمجرد ذلك حيث أن البعض يكوِّن تفكيره آخر كلام سمعه أو آخر كتاب طالعه؛ ولذلك تجده ينتقل من الفكر إلى نقيضه فهو كالإسفنجة التي تتشرب أي سائل توضع فيه.
4 - المزاوجة بين العالم الخارجي من حولك والذي سيكون موضوع تفكيرك من خلال ما تتلمسه بأحاسيسك وبين مشاعرك الداخلية وخبراتك وتجاربك ومعلوماتك السابقة وليكن هذا المزج والتزواج بتوازن.
5 - التميز والوضوح في اللفظ الذي يعبر عن هذه الرؤية إذا أن الفكر الناضج ما لم يعبر عنه بلغة بليغة فصيحة بينه ويبقى كالدرة المدفونة في التراب بل إن دقة ووضوح التعبير دليل على دقة ووضوح التفكير.
6 - التقويم للمشاعر والانفعالات وعدم الانسياق وراءها دائماً؛ إذ قد تكون مضللة وخاطئة وغير صائبة، فمثلاً رجل رأى سائقاً يتوقف في الطريق وينزل من سيارته ويحمل طفلاً والدماء تنزف منه وحين تأمل الرجل في الطفل عرف أنه ابنه فانهال على السائق ضرباً ظاناً أنه آذى ابنه بالسيارة، بينما الحقيقة أن الذي آذاه سائق آخر فرَّ وتركه ينزف في الطريق فهرع هذا السائق لإنقاذه.34،35
يتبع إن شاء الله .....
30 - اللغة والفكر افتتاحية مجلة البيان عدد 147 ذو القعدة 1420 - مارس2000.
31 - د. محمد الشنيطي، أسس المنطق والمنهج العلمي، ص137.
32 - د. محمد نجاتي، علم النفس في حياتنااليومية، ص258.
33 - التفكير العلمي والإبداعي د. عبد الله البريدي.
34 - حتي لا تكون كلاً د. عوض القرني.
35 - سيأتي إن شاء الله في مبحث ((حصافة الفكر وحسن التدبير وعلاقته بالتمكين)) توسع في موضوع التفكير والذكاء وكيف نتعلم التفكير.
ـ[محمد المصري]ــــــــ[19 Aug 2007, 08:53 م]ـ
*تقسيم المعرفة بالنسبة إلي الحقوق:-
يمكن تقسيم المعرفة المطلوبة للفئة المسلمة المتحركة للتمكين لدين الله في الأرض إلي ثلاث حقوق واجبة* ... وهي كالآتي:-
1 - حق الله. 2 - حق الناس 3 - حق النفس.
1 - حق الله:-وهو التوحيد حق الله علي العبيد، أو ما يعرف اصطلاحا ((بعلم العقيدة))، والتوحيد: هو قاعدة كل ديانة جاء بها من عند الله تعالى رسولٌ. ويقرر الله سبحانه وتعالى هذه الحقيقة ويؤكدها، ويكررها في قصة كل رسول على حدة، كما يقررها في دعوة كل الرسل إجمالاً، على وجه القطع واليقين:
¥