تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

يا طالما اختلفوا فما اتَّفَقوا على - شيءٍ سواهُ فغيرُهُ لم يَسلَمِ

كم آيةٍ فيهِ تُخالفُ بعضَهم - لكن على تغييرها لم يُقْدِمِ

ولئِن أخلَّ بها فأَنَّى وافَقَتْ - نَقلَ النقيضِ ونصُّها لم يُخْرمِ

ولو استُهينَ بضبطهِ لَرأيتَهُ - نُسَخاً بهنَّ النَّقلُ لم يَتَقَوَّمِ

وإذا تعطَّل كُلُّهنَّ فقُل لَنا - كيفَ الصحيحُ وأين يوجَدُ واسلَمِ

والحال أنَّ له كذا ألفاً من الـ - نُسَخِ التي اتَّفَقَت بضبطٍ مُحْكَمِ

يَرضَى النقيضُ نقيضَهُ كنظيرهِ - فيهنَّ وَهْوَعليه غيرُ مُسَلِّمِ

وإذا افتَرَضناهُ حديثاً باطلاً - ضبطوه نقلاً كالطراز المُعلَمِ

كحديث عنترة الفوارسِ وابن ذي - يَزَنٍ وبعضٍ من رجال الدَّيلَمِ

فتُرى لَوَ انَّ الأصمعيَّ رَوَى الذي - نجدٌ رَواهُ من الحديثِ المُتْهَمِ

وأبا عُبَيْدَةَ مثلَهُ وجُهَيْنَةً - وسواهما من كاتبٍ ومُترجمِ

هل يستوي النقلُ الذي أودى به - نقضُ الرواة فصارَ كالمتهدِّمِ

ولَوِ الحواريُّونَ نَصُّوهُ على - قَدَرٍ بمجتمعٍ لهم ومُخَيَّمِ

جعلوهُ في التعبيرلفظاً واحداً - لا فرقَ فيه لناظرِالمتوسِّمِ

ولَوَ انَّهم كتبوا كما شاءَ الهوى - شُقَّ الكتابُ لِكذْبهِ وبهِ رمُي

ولكانَ في التاريخِ ما هُوَ ضِدُّهم - دَحضاً وضِدُّ مسيحهم كمُسَيْلِمِ

أو كانَ سُطِّرَ بعد حينٍ مثلما - قد ظَنَّ بعضُ الناسِ ظَنَّ مُرَجِّمِ

هل من يُصدِّقهُ ويترُكُ دينَه ُ- بسَماعهِ عن حادثٍ مُترَدِّمِ

وإذا تقرَّر بعد ذلك أنَّه - هذا الصحيح وأنه لم يُثْلَمِ

لزِمَت به ثِقَةُ الجميعِ بأنهُ - حقٌ وغيرَ الحقِّ لم يتكَلَّمِ

واستلزَمَ التصحيحُ إقراراً بما - في طيِّهِ كاللازمِ المستلزِمِ

فتَعَيَّنَ الإيمان فيه بكل ما - يرويه تصديقاً بغير تَوَهُّمِ

وغدا المُماري في المسيح كأنَّه - في الشمس مارَى في الضحى المُتبَسِّمِ

وتعطَّلَت آراءُ كلِّ مكذِّبٍ - ومُفنَّدٍ ومُرجِّمٍ ومُنجِّمِ

شَهِدَت عجائبُهُ له في عصرهِ - فدَرَى الحكيم وتاهَ منْ لمْ يفهَمِ

ولنا عليه أدلَّةٌ قطعيَّةٌ - عقلاً ونقلاً ليس قطعَ تحكُّمِ

قد جاءَ لا بيتٌ ولا مالٌ ولا - فرسٌ ولا شيءٌ يباع بدرهمِ

يأوي المغارةَ مثلَ راعي الضأنِ لا - راعي الممالكِ في السرير الأعظَمِ

وهو ابنُ يوسُفَ لا ابن قيصرعندهم - يغزو بجيشٍ في البلاد عَرَمْرَمِ

فأتاه من شعبِ اليهود جماعةٌ - كانوا على الدين التليدِ الأقدمِ

وتبرَّأوا من دين موسى صاحب الـ - طُّورِ المكلَّمِ في الغمامِ الأدهمِ

وتباعدوا من قومِهِم بمذلَّةٍ - يأبون كل كرامةٍ وتنعُّمِ

وتعلَّقوا بحبال مسكينٍ أتى - بالذُلّ مثلَ السائلِ المسترحِمِ

قالوا هوَ ابن الله جهراً والعِدى - من حولهم مثل الذِّئاب الحُوَّمِ

والناس بين عواذِلٍ وعَواذِرٍ - لهم وبين مُحَلِّلٍ ومُحرِّمِ

ما غرَّكم يا قوم فيهِ أسيَفُهُ - أم جاهُهُ أم مالُه في الأنعمِ

هو ساحرٌ يطغي فقالوا لم نَجِدْ - من ساحرٍ يُحيي الرميمَ بطلْسَمِ

كانت رجال الله تُحيي ميّتاً - بصلاتها ودعائها المتقدمِ

ونراه يُحيي المائتين بأمرِهِ - فهو الإله ومَنْ تَشكَّكَ يَنْدَمِ

ولئن همُ انخدعوا لغَفْلتِهِم فقد - ضَعُفَتْ عقولُهُم كَمَنْ لم يَحْلَمِ

فتُرى بما خَدَعوا البلاد ومَن بها - من عالِمٍ يُفتي ومن مُتَعَلِّمِ

فإذا اعتبرنا ما ذكرتُ بدا لنا - بالحقِّ وجهُ الحقِّ غيرَ مُلثَّمِ

وهُوَ الدليلُ لنا على إثباته - كالشمس تَطْلُعُ في سماءِ الأنْجُمِ

ولكلِّ معترض علينا منةٌ - أن كان يدحَضُهُ بقولٍ مُلْزِمِ

ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[10 Sep 2007, 06:32 ص]ـ

ووجدت له أيضا أبياتا جميلة في الزهد، قد لا تختلف في معانيها عن شعر الزهد المعروف في تراث المسلمين. وأنقلها كما وجدتها في بعض المنتديات بدون عنوان، ومع إحساس بوجود أخطاء في وزن بعض الأبيات (وقد أكون مخطئا في ذلك، فلست خبيرا بالشعر وإن كنت أحب قراءته):

لعمرك ليس فوق الأرض باق ... ولا مما قضاه الله واق

وما للمرء حظ غير قوت ... وثواب فوقه عقد النطاق

وما للميت إلا قيد باع ... ولو كانت له أرض العراق

وكم يمضى الفراق بلا لقاء ... ولكن لا لقاء بلا فراق

وأخسر ما يضيع العمر فيه ... فضول المال يجمع للرفاق

وأفضل ما أشغلت به كتاب ... خليل نفعه حلو المذاق

وعشرة حاذق فطن لبيب ... يفيدك من معانيه الدقاق

مضى ذكر الملوك بكل عصر ... وذكر مآثر العلماء باق

وكم علم جنى مالا وجاهاً ... وكم مال جنى حرب السباق

وما نفع الدراهم مع جهول ... يباع بدرهم وقت النفاق

إذا حمل النضار على نياقٍ ... فأيّ الفخر يحسب للنياق؟

ألا يا جامع الاموال هلا ... جمعت لها زمانا لافتراق

رأيتك تطلب الإبحار جهلا ... وأنت تكاد تغرق فى السواقي

أتأكل كل يوم ألف كبش؟ ... وتلبس ألف طاق فوق طاق؟

فضول المال ذاهبة جزافا ... كماء صُب في كأس دهاق

مضت دول العلوم الزهر قديما ... و قامت دولة الصّفر الرقاق

أبرزت الخلاعة معصميها ... و بات الجهل ممدود الرواق

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير