تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ج- ما يمنحه الله للمجاهدين من أسباب النصر التي تخرق الأسباب المادية المألوفة، والتي تكون سبباً لتصديق الناس بهذه الدعوة. قال - تعالى -: ((يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ جاءتكم جنود فأرسلنا عليهم ريحاً وجنوداً لم تروها)) [الأحزاب/9] وهذا في غزوة الأحزاب. ومثله صار في بدر وغيرها من المشاهد.

9 - أنه سبب لرأب صدع المسلمين وتآلفهم وقلة خلافاتهم: إذ يكون جل همهم ملاحقة عدوهم ونشر دينهم ودعوة الناس إلى الله. قال - تعالى -: ((هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين، وألف بين قلوبهم لو أنفقت مافي الأرض جميعاً ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم إنه عزيز حكيم)) [الأنفال/26 - 63] وقال ((وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم، واصبروا إن الله مع الصابرين)) [الأنفال/46]. وقال: ((يسألونك عن الأنفال؟ قل: الأنفال لله والرسول، فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم، وأطيعوا الله ورسوله إن كنتم مؤمنين)) [الأنفال/1].

10 - أنه سبب للهداية قال - تعالى -: ((والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا)) [العنكبوت/69]، قال سفيان بن عيينة لابن المبارك: إذا رأيت الناس قد اختلفوا فعليك بالمجاهدين وأهل الثغور، فإن الله - تعالى - يقول: (لنهدينهم) [القرطبي 13/ 364] وقال ابن جرير: "لنهدينهم سبلنا، يقول: لنوفقنهم لإصابة الطرق المستقيمة، وذلك إصابة دين الله الذي هو الإسلام الذي بعث الله به محمداً - صلى الله عليه وسلم -" (الطبري 21/ 15].

11 - أنه سبب لاستمساك المسلمين بدينهم، وحرصهم على الحفاظ عليه، وذلك لأنهم بذلوا في سبيله الغالي والرخيص، فلا يمكن أن يفرطوا فيه أو يتهاونوا به. قال سيد قطب: "ولابد من تربية النفوس بالبلاء ومن امتحان التصميم على معركة الحق بالمخاوف ... ليؤدي المؤمنون تكاليف هذه العقيدة كي تعز على نفوسهم بمقدار ما أدوا في سبيلها من تكاليف، والعقائد الرخيصة التي لا يؤدي أصحابها تكاليفها، لا يعز عليهم التخلي عنها عند الصدمة الأولى، فالتكاليف هنا هي الثمن الذي تعز به العقيدة في نفوس أهلها قبل أن تعز في نفوس الآخرين" [الظلال 2/ 145].

ثامناً: عوامل النصر:

الأول: الإيمان والتقوى. قال - تعالى -: ((إن الله يدافع عن الذين آمنوا)) [الحج/38] وقال - تعالى -: ((إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد)) [غافر/51]. وقال - تعالى -: ((ولقد أرسلنا من قبلك رسلاً إلى قومهم فجاءوهم بالبينات فانتقمنا من الذين أجرموا، وكان حقاً علينا نصر المؤمنين)) [الروم/47] وقال - سبحانه -: ((وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم ... الآية)) [النور/55] والآيات الدالة على أن الإيمان عامل مهم من عوامل النصر على الأعداء كثيرة جداً.

وأما التقوى فقال - تعالى -: ((يا أيها الذين آمنوا قاتلوا الذين يلونكم من الكفار وليجدوا فيكم غلظة واعلموا أن الله مع المتقين)) [التوبة/123] وقال - تعالى -: ((تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علواً في الأرض ولا فساداً، والعاقبة للمتقين)) [القصص/83] وقال: ((ومن يتق الله يجعل له مخرجاً)) [الطلاق/2] وقال جل وعز: ((وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئاً)) [آل عمران/120] وقال - سبحانه -: ((بلى إن تصبروا وتتقوا ويأتوكم من فورهم هذا يمددكم ربك بخمسة آلاف من الملائكة مسومين)) [آل عمران/125] وغير ذلك من الآيات.

الثاني: الإعداد، وذلك بإعداد الآتي:

أ- إعداد القوة الضاربة.

ب- إعداد المال اللازم.

ج - إعداد الجنود الصالحين للجهاد.

ويجمع هذه الألوان من الإعداد قوله - تعالى -: ((وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم وما تنفقوا من شيء في سبيل الله يوف إليكم وأنتم لا تظلمون)) [الأنفال/60].

الثالث: الثبات.

الرابع: ذكر الله كثيراً.

الخامس: طاعة الله وطاعة رسوله.

السادس: عدم التنازع، ومما يدل على هذه الثلاثة أول سورة الأنفال.

السابع: الصبر.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير