تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

(فَأَوَّلُ مَنْ ابْتَدَعَ الرَّفْضَ كَانَ مُنَافِقًا زِنْدِيقًا يُقَالُ لَهُ " عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَبَأٍ " فَأَرَادَ بِذَلِكَ إفْسَادَ دِينِ الْمُسْلِمِينَ كَمَا فَعَلَ " بولص " صَاحِبُ الرَّسَائِلِ الَّتِي بِأَيْدِي النَّصَارَى حَيْثُ ابْتَدَعَ لَهُمْ بِدَعًا أَفْسَدَ بِهَا دِينَهُمْ وَكَانَ يَهُودِيًّا فَأَظْهَرَ النَّصْرَانِيَّةَ نِفَاقًا فَقَصَدَ إفْسَادَهَا وَكَذَلِكَ كَانَ " ابْنُ سَبَأٍ " يَهُودِيًّا فَقَصَدَ ذَلِكَ وَسَعَى فِي الْفِتْنَةِ لِقَصْدِ إفْسَادِ الْمِلَّةِ فَلَمْ يَتَمَكَّنْ مِنْ ذَلِكَ؛ لَكِنْ حَصَلَ بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ تَحْرِيشٌ وَفِتْنَةٌ قُتِلَ فِيهَا عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَجَرَى مَا جَرَى مِنْ الْفِتْنَةِ وَلَمْ يَجْمَعْ اللَّهُ - وَلِلَّهِ الْحَمْدُ - هَذِهِ الْأُمَّةَ عَلَى ضَلَالَةٍ؛ بَلْ لَا يَزَالُ فِيهَا طَائِفَةٌ قَائِمَةٌ بِالْحَقِّ لَا يَضُرُّهَا مَنْ خَالَفَهَا وَلَا مَنْ خَذَلَهَا حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ؛ كَمَا شَهِدَتْ بِذَلِكَ النُّصُوصُ الْمُسْتَفِيضَةُ فِي الصِّحَاحِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) (35/ 184)

وفي تاريخ ابن خلدون رحمه الله:

و كان مما أنكروه على عثمان إخراج أبي ذر من الشام و من المدينة إلى الربذة و كان الذي دعا إلى ذلك شدة الورع من أبي ذر و حمله الناس على شدائد الأمور و الزهد في الدنيا و أنه لا ينبغي لأحد أن يكون عنده أكثر من قوت يومه و يأخذ بالظاهر في ذم الإدخار بكنز الذهب و الفضة و كان ابن سبأ يأتيه فيغريه و يعيب قوله المال مال الله و يوهم أن في ذلك احتجانه للمال و صرفه على المسلمين حتى عتب أبو ذر معاوية فاستعتب له و قال سأقول مال المسلمين و أتى ابن سبأ إلى أبي الدرداء عبادة بن الصامت .... ) (2/ 586)

و في موضع آخر:

ثم لما فشا التكبر على عثمان و الطعن في الآفاق كان عبد الله ابن سبأ و يعرف بابن السوداء من أشد الناس خوضا في التشنيع لعلي بما لا يرضاه من الطعن على عثمان و على الجماعة في العدول إليه عن علي و أنه ولي بغير حق فأخرجه عبد الله بن عامر من البصرة و لحق بمصر فاجتمع إليه جماعة من أمثاله جنحو إلى الغلو في ذلك و انتحال المذاهب الفاسدة .... ) (3/ 214)

و في تاريخ الإسلام للذهبي رحمه الله:

وقال سيف بن عمر عن عطية عن يزيد الفقعسي قال: لما خرج ابن السوداء إلى مصر نزل على كنانة بن بشر مرة وعلى كنانة بن حمران مرة وانقطع إلى الغافقي فشجه الغافقي فكلمه وأطاف به خالد بن ملجم يجيبون إلى الوصية فقال: عليكم بناب العرب وحجرهم ولسنا من رجاله فأروه أنكم تزرعون ولا تزرعوا العام شيئا حتى تنكسر مصر فتشكوه إلى عثمان فيعزله عنكم .... ) (1/ 441)

و في موضع آخر:

(ولما رجع الأمراء لم يكن للسبائية سبيل إلى الخروج من الأمصار فكاتبوا أشياعهم أن يتوافوا بالمدينة لينظروا فيما يريدون وأظهروا أنهم يأمرون بالمعروف وأنهم يسألون عثمان عن أشيياء لتطير في الناس ولتحقق عليه فتوافوا بالمدينة فأرسل عثمان رجلين من بني مخزوم ةمن بني زهرة فقال: انظرا ما يريدون وكانا ممن ناله من عثمان أدب فاصطبرا للحق ولم يضطغنا فلما رأوهما أتوهما وأخبروهما فقالا: من معكم على هذا من أهل المدينة قالوا: ثلاثة قالا: فكيف تصنعون قالوا: نريد أن نذكر له أشاء قد زرعناها في قلوب الناس ثم نرجع إليهم ونزعم لهم أنا قررناه بها فلم يخرج منها ولم يتب ثم نخرج كأننا حجاج حتى نقدم فنحيط به فنخلعه فإن أبى قتلناه

فرجعا إلى عثمان بالخبر فضحك وقال: اللهم سلم هؤلاء فإنك إن لم تسلمهم شوا. فأما عمار فحمل علي عباس بن أبي لهب وعركه وأما محمد بن أبي بكر فإنه أعجب حتى رأى أن الحقوق لاتلزمه وأما ابن سارة فإنه يتعرض للبلاء

وأرسل إلى المصرين والكوفيين ونادى: الصلاة جامعة - وهم عنه في أصل المنبر - فأقبل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فحمد الله وأثنى عليه وأخبرهم بالأمر وقام الرجلان فقال الناس: اقتل هؤلاء فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من دعا إلى نفسه أو إلى أحد وعلى الناس إمام فعليه لعنة الله فاقتلوه "

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير