أ-أثناء استدلالهم فهم يأخذون بجميع النصوص فلا يأخذون بعضها ويتركون البعض الآخر.
ب-جمع الأدلة من الكتاب والسنة وأقوال الصحابة ومن أتى بعدهم أثناء الاستدلال لما يريد منه من مسائل وهذا يدل على قوة المنهج الذي سلكوه فلا يدعون حجة لمحتج عليهم.
ج-الشمولية أثناء عرض مسائل الاعتقاد، فيذكرونها كلها خاصة إذا ذكروا عقائدهم وما يدينون الله به فإن الشمولية تظهر في عرضهم بهذه الطريقة بوضوح ().
كل ذلك مما يبين مالهذه العقيدة من مكانة عظيمة في نفوس أولئك الأئمة الأعلام الذين لم يتركوا مسلكاً من المسالك القويمة المذكورة إلا انتهجوه في إيضاحها والذب عنها وبيانها، والحط على من خالفها أو حاول نقض صرحها وبنيانها ().
فجزاهم الله عن الإسلام والمسلمين خيراً.
الخاتمة
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، أحمده سبحانه حمداً كثيراً على توفيقه وإعانته على إتمام هذا البحث، وأشكره سبحانه شكراً جزيلاً على نعمه التي لا تعد ولا تحصى، والصلاة والسلام على من ختم الله به النبوة، وأكمل به الدين، وأتم به النعمة، نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان من سلف وخلف هذه الأمة.
أما بعد:
فأختم هذا البحث بأهم النتائج التي خلصت إليها من خلاله:
1 - أن السلف الصالح من كبار التابعين اتفقوا في مباحث العقيدة ولم يختلفوا فيها، فجاءت أقوالهم فيها متحدة متفقة، مع وجود الخلاف، وأحياناً الخلاف القوي أو التضاد في أبواب الحلال والحرام، والمعبر عنها بالأحكام الفقهية أو الأحكام العملية، دون العقيدة.
2 - أن قضية تدوين العلوم ظهرت عند السلف في وقت مبكر منذ عصر النبوة وظهر أكثر بعد القرن الأول وكان لهذا التطور عوامل عديدة.
3 - تفنن السلف في طريقة التصنيف والتريب وكان هذا على مراحل: كانت البداية في التصنيف الشامل دون ترتيب أو تبويب أو تميز لعلم دون علم بل كان الدين كله واحد ولم يظهر هذا التقسيم إلى فقه وعقيدة وغير ذلك إلا بعد ظهور البدع وظهور مصنفاتهم البدعية، وعرفت باسم المسانيد.
4 - تميز منهج السلف في الاستلال والرد على المخالفين في مسائل الاعتقاد بالشمولية والاستيعاب لأنواع الأدلة والحجج المختلفة.
5 - اعتنى السلف بالتدوين في العلوم كلها وكان أبرز اهتمامهم هو فيما يخص مسائل الاعتقاد، وظهر هذا الاهتمام من خلال كثرة مصنفاتهم في علم الاعتقاد حيث بلغت ما يزيد على ثلاثمائة مصنف.
6 - اهتم السلف بالرد على أهل البدع حيث بلغ عدد مصنفاتهم في الرد على أهل البدع أربعة وخمسين مصنفاً.
7 - إن العقيدة السليمة هي التي تجمع المسلمين على كلمة سواء، ولما كانت العقيدة السلفية هي التي تعصم من التفرقة في الدين، هي التي تجمع المسلمين على كتاب الله وسنة نبيه n كان لابد لنا من التمسك بها والاعتصام بحبلها، والثبات على ذلك.
8 - منهج الكتابة في علم العقيدة يختلف في تدوينه عن غيره من العلوم، وذلك لتميز هذا العلم عن غيره من العلوم فتدوين الخلاف في مسائل الاعتقاد يختلف عن تدوين الخلاف في مسائل علم الفقه.
وأخيراً فلا شك أن عمل ابن آدم يعتريه النقص ولابد؛ إذ الكمال لله عز وجل، ولا معصوم من الخطأ إلا من عصمه الله، والمجتهد مأجور ولو أخطأ، فما كان في هذا البحث من صواب وكمال؛ فمن الله وبتوفيقه، وأحمد الله عليه، وما كان فيه من خطأ وتقصير؛ فمني والشيطان، وأستغفر الله منه، وكما يقول ابن رجب t: (( .. ويأبى الله العصمة لكتاب غير كتابه، والمنصف من اغتفر قليل خطأ المرء في كثير صوابه)) ().
ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله؛ فالشكر في الختام وهو مِسْك لصاحب الفضيلة الأستاذ الدكتور/ ناصر بن عبدالكريم العقل، بارك الله له في علمه وعمله وولده وجمعنا به وبمن نحب في أعلى عليين إخواناً على سرر متقابلين مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً، اللهم صل على محمد وآله وصحبه وسلم تسليماً. ? ????????? ??????? ????? ??•??????? ????? ????????? ????? ????????? ????? ??????????????? ????? ???????????? ?? ????? ?????????????? ????? ? ().
مقدم البحث
الطالب / أحمد عسيري
السنة المنهجية للدراسات العليا – قسم العقيدة
1426 – 1427هـ
فهرس المصادر والمراجع
1. جهود علماء السلف في تقرير العقيدة والدفاع عنها "القرن السابع الهجري"،
¥