تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

لدينا مكين أمين) فسيدنا يوسف جعل المُلك جزءا من المشروع، إذا المشروع الذي قدمه سيدنا يوسف ما كان ينجح لولا الله ثم وجود هذا الملك العاقل الذي يقدر الملكات والإمكانيات والقدرات، وبالتالي أقول إن المشاريع الإصلاحية متنوعة ومتغيرة ولها علاقة بالنظام الحاكم وبطبيعة الناس وبعلاقتهم بهذا النظام، إن الأنظمة لها الأثر في المشاريع الإصلاحية.

- ألا تعتبر مسألة التعامل مع السلطة من القضايا التي يجب إعادة النظر فيها خاصة إذا استحضرنا ما تتعرض له الشعوب الإسلامية من ضغوط دولية من أجل إفراغ هذه الشعوب من محتواها الثقافي والحضاري؟

لا شك أن قضية التعامل مع الحكومات من القضايا التي أعيد النظر فيها وأظن أن قيادات الحركات الإسلامية عمومها وصلت إلى نوع من النضج في هذه القضية، لكن هناك بعض الأنظمة لا تزال متصلبة، وفي الأنظمة التي نجد فيها نوعا من المرونة والأخذ والعطاء نجد أن الإسلاميين ليس لديهم أي إشكالية في التعامل معها. القيادة الإسلامية أظن أنها أعادت النظر بشكل صحيح وقطعت أشواطا ممتازة، ونحن نطلب من الحكومات أن تبدي نوعا من المرونة لإيجاد قواسم مشتركة بينها وبين الحركات الإسلامية وتفسح مجالا للانفتاح على المجتمع وعلى الشعوب، خاصة أن الحركات الإسلامية جزء من هذه الشعوب.

- هناك من يقول بأن طرح قضية الخلافة الإسلامية لا يتلاءم مع الواقع الحالي، ألا يعد هذا من إعادة النظر؟

من الناحية الفكرية والنظرية أوضح الرسول صلى الله عليه وسلم أنه سوف تكون خلافة راشدة على منهاج النبوة ولم ينكرها عليه الصلاة والسلام، ولكن من حيث الواقع الذي نحن فيه هل بالفعل يمكن أن تقوم الخلافة في المنظور الواقعي، لا أظن. إذ لابد أن يكون المد الإسلامي وفق الأقطار ثم يحدث التطور المنشود نحو الخلافة، وعادة هذا التطور يأخذ زمنا طويلا وأجيالا عدة، وهذا من طبيعة الحضارات. لكن ما هو حكم الخلافة الراشدة؟ فالقيم في الخلافة الراشدة قيم راقية حتى الغرب لم يصل إليها إلى يومنا هذا سواء في جانب الحريات أو في جانب العدالة أو المساواة أو الدستور أو مراقبة الحكام، وبالتالي من حيث القيم الخلافة الراشدة هذه نحن نطرحها بقوة بل قابلة للتطبيق على بعض الأقطار التي تتاح لها الفرصة في هذا الجانب على اعتبار أن احترام الإنسان وكرامته وحقوق المرأة والحريات وغيرها تدخل ضمن فقه الخلافة الراشدة أصلا.

أما من الناحية السياسية بمعنى الدولة الواحدة الكبرى هذه القضية في تصوري الواقع بعيد عنها، لكن لا بد على الأمة أن تعمل من أجل تحقيقها ولو بعد أجيال لأنها قضية ربانية، نحن علينا أن نبذل الجهد أما تحقيقها ربما يأخذ أجيالا. على أن نتذكر أن الخلافة الراشدة من ناحية الفكر الإنساني فهي فكر راق جدا ويرتكز على أصول من كتاب الله وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم، ولكن لا بد أن نوضح معنى ملامح الخلافة ومعالمها ومنهجيتها ومؤسسات دولة الخلافة.

هذه المعاني لا بد أن نوضحها للناس حتى يفهموا معنى الخلافة الراشدة لأن في ذهن كثير منهم أن الخلافة ما هي إلا خليفة يملك الأرض ومن عليها فقط وطبعا هذا ليس صحيحا أصلا.

- ما هو اللقب المناسب لمن يحكم المسلمين؟

في تصوري بالنسبة للوقت الحاضر ليس مهما إطلاق كلمة خليفة أو رئيس دولة أو رئيس جمهورية أو ملك أو أي لقب آخر، إن ما يهمني هو قرب هذا الشخص أو بعده من الشريعة، أما المصطلحات فلا تهمني، فلو جاء ملك مثلاً وجعل أو زعيما أو قائدا المرجعية الكبرى له كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهدي الخلافة الراشدة فلن تكن لدي مشكلة معه.

- في إطار التجربة الإسلامية هل ترى أنها حققت المستوى المطلوب من التطبيق؟

الأتراك في الفقه السياسي قطعوا مسافات كبيرة وهم من التجارب الرائدة التي تحتاج إلى الدراسة والاستفادة منها. والنقطة المهمة جدا أن الإنسان البعيد عن الحدث وعن المعترك يحسن تصيد الأخطاء، وأظن أن المسلمين الأتراك يستحقون الاحترام والتقدير خصوصا في ظل قيادة رجب أردوغان فهو رجل انتماؤه واضح للأمة وللإسلام وعبر عن ذلك بزيارة باكستان أو مساعدة ضحايا الزلزال بمائة وخمسين مليون دولار ففي هذا رسالة واضحة على عكس باقي العالم الذي لم يهتم كما ينبغي بزلزال باكستان بعكس عاصفة كاترينا التي قلبت الدنيا والشعوب

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير