العربية والإسلامية.
والحدث الثاني لما اشتد النقاش حول الحجاب فقال أوردغان إن الحجاب لا يحكم فيه لا الساسة الأتراك ولا الساسة الأوروبيون وإنما يحكم فيه علماء الإسلام، أظن أن الرجل عنده ملفات إسلامية ساخنة بين كل الحين والحين يخرج للناس ملفا. في أحداث العراق أيضا الدولة الوحيدة التي أتعبت أمريكا هي تركيا إذا قارناها بأي دولة إسلامية أو عربية أخرى، والبعد الإسلامي كان حاضرا في هذه القضية وأظن هذا شيء رائع أن القيادة الإسلامية السياسية تصل إلى هذا المستوى.
- تثار قضية تجديد الخطاب الديني بشكل قوي جدا، السؤال كيف نجدد الخطاب الديني؟
التجديد أو الإصلاح فيه ثوابت تحتاج إعادة طرح في أسلوب يلائم العصر، ففي جانب العقيدة مثلا الإيمان بالله واليوم الآخر هذا ثابت من الثوابت يحتاج بعض المنظرين في هذا الجانب أقوياء مثل ابن تيمية رحمة الله الذي أعاد مثلما قلنا نحن للعقيدة وهجها من حيث الطرح بالنسبة للأمة وكذلك فعل الغزالي وعبد القادر الجيلاني. الأمة تحتاج بين الحين والحين من ينظر ويحيي العقيدة الموجودة الكامنة ويلائمها مع العصر.
وفي الجانب الأخلاقي يحتاج إلى تمازج وعملية يحدث فيها نوع من التجديد ومحاربة الأخلاق السيئة. في الجانب العلمي أيضا يحتاج إلى تجديد لكن باعتباره حقا للإنسانية كلها تستفيد الأمة الإسلامية منه.
- كيف تنظر إلى الثقافة التاريخية لدى الحركة الإسلامية؟
الثقافة التاريخية وفقه النهوض في الحركة الإسلامية وفي عموم الأمة ضعيف ويحتاج من أبناء الحركة أن يهتموا به حتى يدخل ضمن المناهج التي لا تزال تعاني من نوع من الركود لدى الحركات الإسلامية. في فترة معينة نوعا ما سدت ثغرة ضخمة عندما كان الإسلام هو الحل أمام المد الاشتراكي أو المد العلماني في الستينيات وفي غيرها حيث الكتابات كانت نافعة، أما الآن فالأمة ليست لديها مشكلة في كون أن الإسلام هو الحل ولكن كيف يمكن تطبيق هذا الحل.
لهذا بدأت بالاهتمام بالجانب التاريخي أو فقه النهوض أو فقه الحضارات والذي يحتاج إلى اهتمام وعمق ثم تبسيط للمعلومة لأن الموجود تناول التاريخ بأسلوب نخبوي يصعب على كثير من الناس فهمه.
- الحل هو الإسلام، هل هذا الشعار يتوافق مع سنة التغيير والإصلاح؟
لا شك أن فكرة "الحل هو الإسلام" فكرة مركزية تلتقي عليها الأمة يعني أي حركة نهوض تحتاج إلى فكرة مركزية، فبالنسبة لنا نحن الفكرة المركزية هي عقيدتنا وديننا (ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء) التبيان لكل شيء يعني برامج منبثقة من ديننا تكون واضحة من حيث الأهداف والوسائل والقدرة على التنفيذ سواء في المجال الاجتماعي أو الاقتصادي أو السياسي أو القضائي أو مؤسسات الدولة.
- هناك من يقول إن الحركة الإسلامية تعيش في مثالية أي أنها لا تملك برامج سياسية واقتصادية؟
إذا نظرنا للحركة الإسلامية في عمومها فهي قفز قفزات كبيرة مثلا في تركيا واضح أن الحركة هناك تملك برامج سياسية واقتصادية واجتماعية ونجحت إلى حد كبير باعتراف الخصوم والأعداء.
إذا نظرنا إلى المغرب أيضا هناك قفزات واضحة المعالم سواء في الجانب السياسي حيث توجد للإسلاميين برامج واستطاعوا أن يتفاهموا مع الشعب والحكومة ومع الدولة بطريقة أو أخرى.
كما أثبتت الانتخابات الأخيرة في مصر أن الأخوان قوة لا يستهان بها وعندهم قدرة على تحريك الناس ومنظمين وعندهم أهداف ورؤى وحركت سكونا استمر فترات طويلة. أظن أن الحركة الإسلامية خصوصا في المعترك السياسي خطت خطوات نحو النهوض لكن لا تزال هناك إشكالية في الجانب الفكري والجانب التأصيلي لاجتهادات العاملين في الميدان، بحيث يكون المفكرون والعلماء مساندين للحركة الإسلامية من حيث التأصيل والفكر يلائم المستجدات. أشعر أن حركة القادة السياسيين ممتازة ولديهم قدرة على الاجتهاد، لكن قادة الفكر والقادة الشرعيين لديهم ضعف، وجمال الإسلام يكون في الانسجام بين القادة السياسيين والقادة الفكريين والشرعيين، فالأمة تحتاج الآن إلى شخصيات نيرة ذلك أن الخطاب الديني الذي يطرح من خلال الفضائيات مثلا خطاب عام وليس فيه عمق فكري يصنع حضارة مطلوبة خاصة الذي تجسده شخصيات تبرز على الفضائيات الحالية.
¥