تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

لغة الدعاء والصالة المطلوبة من الله هي رحمته وقيل مغفرته وقيل كرامته وقيل ثناؤه عن الملائكة ذكر هذه الأوجه الشيخ شهاب الدين بن الهاشم رحمه الله وقرئها بالسلام خروجاً من كراهة أفراد أحدهما عن الآخر فقال (والسلام) أي التحية (على نبي دينه الاسلام) وهو نبينا صلى الله عليه وسلم وقال الله سبحانه وتعالى ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين.

والنبي إنسان أوحي إليه بشرع وأن لم يؤمر بتبليغه فإن أمر بذلك فرسول أيضاً فالنبي اعم من الرسول وقيل هما بمعنى واحد وهو معنى الرسول والنبي بالهمزة من النبأ أي الخبر لأنه مخبر عن الله تعالى وبلا همز وهو الأكثر من النبوة وهي الرفعة لأن النبي مرفوع الرتبة والدين ما شرعه الله تعالى من الأحكام والإسلام هو الخضوع والانقياد لألوهية الله تعالى ولا يتحقق إلا بقبول الأمر والنهي والإيمان هو التصديق بما جاء من عند الله والإقرار به وهما وإن اختلفا مفهوما فما صدقهما واحد فلا يصح في الشرع أن يحكم على احد بأنه مؤمن وليس بمسلم وبالعكس ولا نعني بوحدتهما سوى هذا وقوله (محمد) بدل من نبي فيكون مجروراً ويجوز رفعه على أنه خبر لمبتدأ محذوف وهو اسم من أسماء نبينا صلى الله عليه وسلم وهي كما نقل ابن الهاشم عن أبي بكر بن عربي وعن النووي رحمهما الله ألف اسم واختار هذا الاسم لوجوه منها في القرآن في سياق الامتداد ومنها أنه أشهر وأكثر استعمالاً في ألسنة الصحابة والتابعين فمن بعدهم وقوله (خاتم رسل ربه) أي وأنبيائه قال الله تعالى ولكن رسول الله وخاتم النبيين (و) الصلاة والسلام على (آله وهم مؤمنو بني هاشم وبني المطلب وقيل جميع الأئمة وقيل عترته الذين ينتسبون إليه وهم أولاد فاطمة ونسلهم وقيل أقربائه من قريش وقيل غير ذلك (من بعد ه) أي تباعه (وصحبه) من بعده أيضاً وهو اسم جمع لصاحب بمعنى الصحابي وهو من اجتمع به مؤمناً ولو ساعة ومات على ذلك وقيل من طالت صحبته لو كثرت مجالسه له والأخذ عنه وقيل غير ذلك ولما حمد الله تعالى وصلى على نبيه محمد صلى الله عليه وسم قال (ونسأل الله لنا الأمانة فيما تواخينا) أي تحرينا وقصدنا فلان يتوخى الحق ويتأخاه أي يقصد هو يتحراه ويقال تآخيت الشيء أي تحريته والتحري طلب الأحرى وكثيراً ما يستعمله الفقهاء بمعنى الاجتهاد والألفاظ الثلاثة متقاربة وقال الشيخ زكريا رحمه الله الاجتهاد والتحري والتوخي بذل المجهود في طلب المقصود انتهى ويقال اجتهد في حمل الصخرة ولا يقال اجتهد في حمل نواة وذكر أبو عبيدة أن التوخي لا يكون غلا في الخير ولعمل هذا هو السبب في تخصيص الناظم التوخي بالذكر دون التحري وقوله (من الإبانة) أي الإظهار والكشف (عن مذهب) مفعل يصلح للمصدر والمكان والزمان بمعنى الذهاب وهو المرور أو محله أو زمانه واصطلاحاً ما ترجح عند المتجهد في مسئلة ما بعد الاجتهاد فصار له معتقداً ومذهباً وهو المراد هنا وقوله (الإمام) أي الذي يقندي به وقيل غير ذلك وأبدل من الإمام قوله (زيد) بن ثابت ابن الضحاك الصحابي الأنصاري الخزرجي من بني النجر يكني ابا سعيد وقيل أبا عبد الرحمن وقيل ابا خارجة قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة وهو ابن خمس عشرة سنة وتوفي بالمدينة سنة خمس وأربعين قاله الترمذيوقيل غير ذلك ومناقبه شهيرة وفضائله كثيرة روى أن ابن عمر رضي الله عنهما قال يوم مات زيد اليوم مات عالم المدينة وخطب عمر رضي الله عنه بالجابية فقال من يسأل عن الفرائض فليأت عنه وقال مسروق دخلت المدينة فوجدت بها من الراسخين في العلم زيد بن ثابت رضى الله عنه وقال الشعي علم زيد بن ثابت بخصلتين بالقرآن والفرائض.

(فائدة) قد اجتمع في اسم زيد رضى الله عنهم ناسبات تتعلق بالفرائض لم تجتمع في اسم غيره افراداً وجمعاً وعددا وطرحا وضرباً فأما الأفراد فالزاي بسبعة وهي عدد أصول المسائل وعدد من يرث بالفرض وحده والياء بعشرة وهي عدد الوارثين بالاختصار وعدد الوارثات بالبسط والدال بأربعة وهي أسباب الارث والأصول التي لا تعول وأما الجمع فالزاي مع الياء بسبعة عشر وهي عدد الوارثين والوارثات بالاختصار والزاي مع الدال بأحد عشر وهي عدد الوارثات على طريق البسط بزيادة مولاة المولاة والياء مع الدال أربعة عشر وهي عدد الوارثين بالبسط خلا المولى لأنه قد يكون أنثى والزاي مع

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير