تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

والقُعْدد: اللئيم؛ لقعوده عن المكارم، ورجلٌ قعْدِيٌّ، بالضّم والكسر: عاجز. وقعيد النَّسب، وقُعْدُدٌ وقُعْدَدٌ وأقْعَدُ وقُعُودٌ: قريب الآباء من الجد الأكبر. أو: هو الأقرب نسباً إلى الأب الأكبر، فكأنه قاعِدٌ معه. ومن ذلك ذو القَعْدة: الشهر الذي كانت العرب تقعد فيه عن الأسفار.

وأيضا القُعْدُد: البعيد الآباء منه، ضِدٌّ، والجبان اللئيمُ القاعد عن المكارم، والخامل. ولمادة قعد معان أخرى تنظر في (المعاجم) اللغوية.

وقد لخص كلام أهل اللغة يعقوب الباحسَين في كتاب (القواعد الفقهية) بقوله: ( .. وقواعد البيت أساسه، ومنه قوله تعالى: {وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل}، والقواعد أيضاً جمع قاعدة، وهي: المرأة المُسِنَّة، لكونها ذات قعود. وقواعد السحاب أصولها المعترضة في آفاق السَّمَاء، شبهت بقواعد البناء. وقواعد الهودج: خشبات أربع معترضات في أسفله).

(وبوجه عام: فإن المعنى اللغوي لهذه المادة: هو الاستقرار والثبات. وأقرب المعاني إلى المراد في معاني القاعدة هو: الأساس، نظراً لابتناء الأحكام عليها، كابتناء الجدران على الأساس).

قال الراغب الأصبهاني في معنى القاعدة في اللغة: (الأساس، وهي تجمع على قواعد، وهي أسُسُ الشيء وأصوله، حسياً كان ذلك الشيء: كقواعد البيت، أو معنوياً: كقواعد الدين. أي: دعائمه. وقد ورد هذا اللفظ في القرآن. ثم ذكر الآيتين السابقتين فقال: فالقاعدة في الآيتين الكريمتين بمعنى الأساس، وهو ما يرفع عليه البيان). وقال الزجّاج: (القواعد: أساطين البناء التي تعمده).

وقد لخص ما سبق وزاد عليه الأستاذ خالد بن عثمان السبت في كتابه: (قواعد التفسير، جمعاً ودراسة)، قال: (معنى القواعد لغة: جمع قاعدة، وهي: الأصل والأساس الذي يبنى عليه غيره ويعتمد، وكل قاعدة هي أصل التي فوقها، ويستوي في هذا الأمور الحسية والمعنوية، فهي في كل شيء بحسبه، فقاعدة البيت: أساسه. ومنه قوله .. فذكر الآيتين السابقتين. وقواعد الهودج: هي الخشبات الأربع المعترضة في أسفله، تركب عِيدانُه فيها. وقواعد السحاب: أصولها المعترضة في آفاق السماء. وقاعدة الباب: وهي الأصل الذي تبنى عليه مسائله).

وهذا الأخير أظنه: الأقرب في الدلالة على المطلوب دون تكلف وتمحل. وهناك تعاريف أخرى أعرضت عنها اختصاراً.

وحتى يكون التعريف جامعاً مانعاً –كما يقول المناطقةُ- ينبغي أن نراعي التعاريف التي تقرر التعريف على وجه منيف، وبيان لطيق، وطور رشيق، وطرز أنيق، بطريق الإيجاز والاختصار. كما قيل: التعريف ينبغي أن يكشف عن خبايا أستار العلم الذي يوضحه ويعرفه، ويُبين طرق الوصول إلى ذخائر كنوزه، ويرفع النقاب عن وجوه رموزه، من غير تطويل ممل ولا اختصار زائد مخل. حتى يراه الطالب مغنماً عظيماً وظفراً جسيماً.

ب- معنى القاعدة اصطلاحاً: أمَّا القاعدة من الناحية الاصطلاحية: (فهي قضية كلية منطبقة على جميع جزئياتها).

وعرفها أبو البقاء بقوله: (القاعدة اصطلاحاً: قضية كلية من حيث اشتمالها بالقوة على أحكام جزئيات موضوعها).

وقال التهانوي: (هي: في اصطلاح العلماء تطلق على معانٍ ترادف الأصل والقانون، والمسألة والضبط والمقصد، وعرفت بأنها أمر كلي منطبق على جميع جزئياته عند تعرف أحكامها منه .. وأنه يظهر لمن تتبع موارد الاستعمالات أن القاعدة هي الكلية التي يسهل تعرف أحوال الجزئيات منها).

وعرفها سعد الدين التفتازاني بأنها: (حكم كلي ينطبق على جزئياته ليُعرف أحكامها منه، كقولنا: كل حكم دل عليه القياس فهو ثابت).

وبهذا عرفها الشيخ خالد الأزهري حيث قال: (القاعدة لغة: الأساس، واصطلاحاً: حكم كلي منطبق على جميع جزئياته لتُتَعَرف أحكامها منه).

وبتعريف سعد الدين عرفها ابن خطيب الدهشة، لكنه نص على أن الانطباق على جميع الجزئيات، قال في تعريف القاعدة: (حكم كلي ينطبق على جميع جزئياته لتتعرف أحكامها منه).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير