تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وكذلك كذب تسعة رهط من قوم صالح عن علم، لما اجتمع رأيهم على قتله، وأرادوا القضاء على أهله، كما قال تعالى في شأنهم وادعائهم لصدقهم: ? وَكَانَ فِي المَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ وَلا يُصْلحُونَ قَالُوا تَقَاسَمُوا بِاللهِ لنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلهُ ثُمَّ لنَقُولنَّ لوَليِّهِ مَا شَهِدْنَا مَهْلكَ أَهْلهِ وَإِنَّا لصَادِقُونَ ??.

أما إن اتفق فعل القلب الذي هو النية والإرادة، مع فعل البدن الذي هو القدر والاستطاعة، وتوافق الفعل الظاهر مع الفعل الباطن ظهر الصدق في الأفعال، كما روي عن عبد الله بن عباس أنه قال: (مَا رَأَيْتُ شَيْئًا أَشْبَهَ بِاللمَمِ مِمَّا قَال أَبُو هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلي الله عَليْهِ وَسَلمَ إِنَّ اللهَ كَتَبَ على ابْنِ آدَمَ حَظَّهُ مِنَ الزِّنَا أَدْرَكَ ذَلكَ لا مَحَالةَ فَزِنَا العَيْنِ النَّظَرُ وَزِنَا اللسَانِ المَنْطِقُ وَالنَّفْسُ تتَمَنَّي وَتَشْتَهِي وَالفَرْجُ يُصَدِّقُ ذَلكَ كُلهُ وَيُكَذِّبُه)، وهو حديث صحيح وراه البخاري، وروي الإمام أحمد بإسناد الثقات عن خُزَيْمَةَ بْنَ ثَابِتٍ الأَنصارى أنه رَأي فِي المَنَامِ أَنَّهُ سَجَدَ على جَبْهَةِ النَّبِيَّ صَلي الله عَليْهِ وَسَلمَ، فَأَخْبَر رسول الله بذلك، فَاضْطَجَعَ لهُ رَسُولُ اللهِ صَلي الله عَليْهِ وَسَلمَ وَقَال له صَدِّقْ بِذَلكَ رُؤْيَاكَ، فَسَجَدَ على جَبْهَةِ رَسُول اللهِ صَلي الله عَليْهِ وَسَلمَ)، وقال تعالى عن إسماعيل عليه الصلاة والسلام: ? وَاذْكُرْ فِي الكِتَابِ إِسْمَاعِيل إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الوَعْدِ وَكَانَ رَسُولا نَبِيًّا ? (مريم/54).

ومن معاني الصدق مطابقة الخبر للحقيقة، ووقوعه على نحو يتوافق معها، فعند البخاري من حديث أبي هريرة ? قَال: شَهِدْنَا خَيْبَرَ فَقَال رَسُولُ اللهِ صَلي الله عَليْهِ وَسَلمَ لرَجُلٍ مِمَّنْ مَعَهُ يَدَّعِي الإِسْلامَ، هَذَا مِنْ أَهْل النَّارِ فَلمَّا حَضَرَ القِتَالُ، قَاتَل الرَّجُلُ أَشَدَّ القِتَال حتى كَثُرَتْ بِهِ الجِرَاحَةُ، فَكَادَ بَعْضُ النَّاسِ يَرْتَابُ، فَوَجَدَ الرَّجُلُ أَلمَ الجِرَاحَةِ، فَأَهوى بِيَدِهِ إِلي كِنَانَتِهِ، فَاسْتَخْرَجَ مِنْهَا أَسْهُمًا فَنَحَرَ بِهَا نَفْسَهُ، فَاشْتَدَّ رِجَالٌ مِنَ المُسْلمِينَ، فَقَالُوا يَا رَسُول اللهِ صَدَّقَ اللهُ حَدِيثَكَ، انْتَحَرَ فُلانٌ فَقَتَل نَفْسَهُ، فَقَال: قُمْ يَا فُلانُ، فَأَذِّنْ - في الناس - أَنَّهُ لا يَدْخُلُ الجَنَّةَ إِلا مُؤْمِنٌ، إِنَّ اللهَ يُؤَيِّدُ الدِّينَ بِالرَّجُل الفَاجِرِ).

وعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، قالت: (دخلت على عَجُوزَانِ مِنْ – اليهود -، فقالتا لي: إن أهل القبور يعذبون في قبورهم فَكَذَّبْتُهُمَا وَلمْ أُنْعِمْ أَنْ أُصَدِّقَهُمَا فخرجتا، ودخل على النبي ?، فأخبرته، فقال: صَدَقَتَا إِنَّهُمْ يُعَذَّبُونَ عَذَابًا تَسْمَعُهُ البَهَائِمُ كُلهَا).

والصدق يطلق على تنفيذ الوعد والوفاء بالعهد، أو مطابقة الفعل لما تم في شروط العقد، وإن لم يفعل المرء كان كاذبا منافقا، ولم يكن في عهده صادقا، قال تعالى عن عمن قالوا آمنا بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم: (وَليَعْلمَ الذِينَ نَافَقُوا وَقِيل لهُمْ تَعَالوْا قَاتِلُوا فِي سَبِيل اللهِ أَوْ ادْفَعُوا قَالُوا لوْ نَعْلمُ قِتَالا لاتَّبَعْنَاكُمْ هُمْ للكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ للإِيمَانِ يَقُولُونَ بِأَفْواهِهِمْ مَا ليْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَاللهُ أَعْلمُ بِمَا يَكْتُمُونَ) وقال تعالى: ? وَإِذَا قِيل لهُمْ ارْكَعُوا لا يَرْكَعُونَ وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ للمُكَذِّبِينَ ? (المرسلات/48)، ومن السنة عند البخاري عن طَلحَةَ بْنَ عُبَيْد ِاللهِ قال: جَاءَ رَجُلٌ إِلي رَسُول اللهِ صَلي الله عَليْهِ وَسَلمَ مِنْ أَهْل نَجْدٍ، ثَائِرَ الرَّأْسِ يُسْمَعُ دَوِيُّ صَوْتِهِ، وَلا يُفْقَهُ مَا يَقُولُ، حتى دَنَا – من النبي صلي الله عليه وسلم - فَإِذَا هُوَ يَسْأَلُ عَنِ الإِسْلامِ، فَقَال رَسُولُ اللهِ صَلي الله عَليْهِ وَسَلمَ: خَمْسُ صَلوَاتٍ فِي اليَوْمِ وَالليْلةِ، فَقَال: هَل على غَيْرُهَا؟ قَال:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير