تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وهو قول طاوس والحسن وبن سيرين والزهري وربيعة والأوزاعي ويحيى بن سعيد الأنصاري وبه قال أبو ثور

وكل هؤلاء يجعل وقت الظهر والعصر النهار كله إلى المغرب ووقت المغرب والعشاء الليل كله على ما تقدم من أصولهم في ذلك

قال أبو حنيفة وأصحابه إن أغمي عليه يوما وليلة قضى وإن أغمي عليه أكثر لم يقض وجعلوا من أغمي عليه يوما وليلة في حكم النائم ومن أغمي عليه أكثر في حكم المجنون الذي رفع عنه القلم

الاستذكار ج:1 ص:72

قالوا وإنما قضى عمار لأنه أغمي عليه يوما وليلة وهو قول إبراهيم النخعي وقتادة والحكم وحماد وإسحاق بن راهويه

وقال الحسن بن حي من أغمي عليه خمس صلوات فما دونهن قضي ذلك كله وإن أغمى عليه أياما قضى خمس صلوات ينظر حين يفيق فيقضي ما يليه

وقال عبيد الله بن الحسن المغمى عليه كالنائم يقضى كل صلاة في أيام إغمائه

وبه قال أحمد بن حنبل وهو قول عطاء بن رباح

ورواية محمد بن رستم عن محمد بن الحسن أن النائم إذا كان نومه أكثر من يوم وليلة لم يقض - منكرة شاذة خارجة عن الأصول لأن رسول الله أمر النائم بقضاء ما نام عنه من الصلوات ولم يحد في ذلك حدا ولو كان من شرعه في ذلك حد بعدد أو وقت لذكره والله أعلم

واختلف عن الثوري في المغمى عليه قال مرة كقول أبي حنيفة وقال الفريابي عنه إنه كان يعجبه أن يقضي صلاة يوم وليلة كقول الحسن بن حي

وروي عن قبيصة عن سفيان فيمن أغمي عليه يومين وليلتين ثم أفاق بعد طلوع الشمس لم يكن عليه قضاء الفجر وإذا أغمي عليه قبل الفجر ثم أفاق بعد ما طلعت الشمس فأحب إلي أن يقضي

1 (6 - باب النوم عن الصلاة)

23 - مالك عن بن شهاب عن سعيد بن المسيب أن رسول الله حين قفل (1) من خيبر أسري (2) حتى إذا كان من آخر الليل عرس (3) وقال لبلال ((اكلأ (4) لنا الصبح)) (5) ونام رسول الله وأصحابه وكلأ بلال ما قدر له ثم استند إلى راحلته وهو مقابل الفجر (6) فغلبته عيناه فلم يستيقظ رسول الله ولا

الاستذكار ج:1 ص:73

بلال ولا أحد من الركب حتى ضربتهم الشمس (1) ففزع رسول الله (2) فقال بلال يا رسول الله أخذ بنفسي الذي أخذ بنفسك فقال رسول الله ((اقتادوا)) (4) فبعثوا رواحلهم (5) واقتادوا شيئا (6) ثم أمر رسول الله بلالا فأقام الصلاة فصلى بهم رسول الله الصبح ثم قال حين قضى الصلاة ((من نسي الصلاة فليصلها إذا ذكرها فإن الله تبارك وتعالى يقول في كتابه وأقم الصلوة لذكرى طه 14

هذا الحديث مرسل في الموطأ عند جميع رواته فيما علمت

وقد ذكرت في ((التمهيد)) من تابع مالكا عن بن شهاب من أصحابه في إرساله ومن وصله فأسنده

وذكرت هناك من روى عن النبي - عليه السلام - من أصحابه نومه عن الصلاة في سفره فإنه روي عنه من وجوه ذكرتها في حديث زيد بن أسلم من ((التمهيد))

وقول بن شهاب عن سعيد بن المسيب في هذا الحديث إن رسول الله حين قفل من خيبر أسرى - أصح من قول من قال إن ذلك كان مرجعه من غزاة حنين

وفي حديث بن مسعود أن نومه ذلك كان عام الحديبية وذلك في زمن خيبر

وكذلك قال بن إسحاق وأهل السير إن نومه عن الصلاة كان حين قفوله من خيبر

والقفول الرجوع من السفر ولا يقال قفل إذا سار مبتدئا

قال صاحب العين قفل الجيش قفولا وقفلا إذا رجعوا وقفلتهم أنا هكذا وهو القفول والقفل

وخروج الإمام بنفسه في الغزوات من السنن وكذلك إرساله السرايا كل ذلك سنة مسنونة

الاستذكار ج:1 ص:74

والسرى سير الليل ومشيه وهو لفظة مؤنثة وسرى وأسرى لغتان قرئ بهما ولا يقال لسير النهار سرى ومنه المثل السائر عند الصباح يحمد القوم السرى

والتعريس نزول آخر الليل ولا تسمي العرب نزول أول الليل تعريسا

وقوله اكلأ لنا الصبح أي ارقب لنا الصبح واحفظ علينا وقت صلاته

وأصل الكلء الحفظ والمنع والرعاية وهي لفظة مهموزة قال الله تعالى قل من يكلؤكم بالليل والنهار الأنبياء 42 أي يحفظكم

ومنه قول بن هرمة

(إن سليمى والله يكلؤها (1)

)

وفي هذا الحديث إباحة المشي على الدواب بالليل وذلك على قدر الاحتمال ولا ينبغي أن يصل المشي عليها ليلا ونهارا وقد أمر - عليه السلام - بالرفق بها وأن ينجى عليها بنقيها

وفيه أمر الرفيق بما خف من الخدمة والعون في السفر وذلك محمول على العرف في مثله

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير