تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقلب صفحات الأهرام (الصحيفة) وفرغ محتوياتها وموادها في كشوف تعينه على البحث، وفى هذا يقول "الجندي" (ومما يذكر أنني أجريت إحصاء ومراجعة لما يلزمني قراءته فبلغ حوالي ألف كتاب لابد للمثقف أن يقرأها .. قرأت في دار الكتب خلال عشرين عاما منذ 1946: 1966م أكثر من ألف كتاب على الأقل .... ). ويقول أيضا في دلالة واضحة على مدى الصبر الذي تحمله من أجل إعداد إحدى موسوعاته: "… وأصبح لي منذ بضع وعشرين سنة موقعا في دار الكتب لا أغيب عنه إلا لِمَامًا، وقد قرأتُ به مئات من الكتب. بل لقد اضطررتُ وأنا أُعِدُّ "الموسوعة الإسلامية العربية" الجامعة أن تكون لي قائمة تضم أسماء الكتب التي تلزمني وأرقامها حتى لا يضيع الوقت كل يوم في البحث عن هذه الأرقام، ومن ثم عكفت على دراسة ما يزيد على نصف مليون بطاقة أخذت من الوقت أكثر من خمسة أشهر راجعت فيها بطاقات يحويها أكثر من 180 صندوقا، وأعددت من خلال ذلك مجلدا يحوي أكثر من خمسة آلاف كتاب، هذا بالإضافة إلى فهارس ضخمة للصحف والمجلات التي صدرت منذ 1871 حتى اليوم، ومنها فهرس خاص لأعداد صحيفة الأهرام التي صدرت في الفترة الممتدة ما بين الحربين العالميتين يحوي مواد الأهرام الأدبية والفكرية والاجتماعية والأحداث التاريخية ".

والمرحلة الثالثة في حياة أنور الجندي هي مرحلة الانتقال من إطار الأدب إلى آفاق الفكر الإسلامي الرحب والتوسع في دراسات الاجتماع والحضارة والتربية والأخلاق ,وهذه المرحلة إنما جاءت نتيجة الإحساس بالترابط الموثوق العرى بين الأدب ومجالات الفكر الأخرى فلا سبيل إلى دراستها -كما يرى الباحث -مجزأة أو بعزل الأدب عنها بل هي كل متكامل في وحدة جامعة.

ملامح المنهج العلمي عند أنور الجندي:

وفي المبحث الخاص بالدراسة النقدية لجهود الجندي في الدفاع عن الإسلام تحدث الباحث عن سمات منهج الجندي فيقول (الجندي لا يلقي الكلام بل يقدم أفكاره واستنباطاته في إطار من الوقائع المنظورة ومؤيدة بشهادات المنصفين ..... فكان موضوعي الرؤية .. ) كما ألمح إلى أمر هام يعد سمة للكاتب المسلم وهو الرجوع إلى الحق بعد تبينه؛فالجندي كان يقوم بتنقيح كتاباته ويسوي فكره ويقوّم اعوجاجه وهذا ملاحظ في المقارنة بين كتاباته الأولى وكتاباته بعد النضج والاستواء الفكري الذي وصل إليه بعد طول صبر ولأي , يقول الجندي (على الكاتب المسلم أن يكشف ما أخطأ فيه إذا تبين له وجه الحق، ولقد كانت هناك جوانب من التاريخ خفيت علينا زمنا ومن ثم قد ضللنا الطريق بالنسبة لمجموعة من الأعلام فكتبنا عنهم سواء في موسوعة (الأعلام الألف) أو في مؤلفات أخرى ولقد جاء الخطأ من نقص المعلومات التي كانت بين أيدينا والتي كان النفوذ الأجنبي قد قدمها إلينا سواء في مناهج الدراسة أو في الثقافة، ولقد كان أخطر ما هنالك ما خفي علينا من مخططات الشعوبية والماسونية وبروتوكولات صهيون).

المعاصرة في إطار الأصالة:

وأنور الجندي كما اثبت الباحث من دعاة الجمع بين الأصالة والمعاصرة في إطار إسلامي فهو من دعاة الانفتاح على الثقافات بشروط يراها الجندي ضرورة لا غنى عنها يحددها المفكر أنور الجندي بقوله (إن دعوة الانفتاح في مجال الفكر والثقافة لابد أن تكون مشروطة بحاجة الأمة الإسلامية وبما يصلح لها وفى ظل حريتها الكاملة في قبول ما يتفق مع جوهر فكرها على أن يصبح كل ما تقبله مادة خاما من حقها أن تشكلها كما تريد وفق جوهر فكرها وجملة القول أننا في حاجة إلى العلوم التجريبية وحدها وفى حاجة إلى الوسائل والأدوات ولسنا في حاجة إلى المذاهب والأيدلوجيات، وان أكبر أهدافنا قبل هذا وبعده هو الخروج من التبعية).

المكونات الأساسية لفكر أنور الجندي:

عرضها الباحث تفصيلا مؤكدا على أهمها وهي القراءة الواسعة المستوعبة للفكر الإسلامي, والدراسة التي قام بها أنور الجندي لتيارات الفكر الغربي كله من وجودية وفرويدية وديمقراطية مقارنا لها بالنظم السياسية والاجتماعية الإسلامية.

ثانيا: لقاءاته الواسعة مع كل أعلام العصر ومراسلته لهم في مختلف بلاد الإسلام ودراسته لمذاهبهم وكتاباتهم مع تقييم لتلك الكتابات والدور الذي قاموا به في النهضة الإسلامية.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير