وقال – جل وعلا - وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا} النساء: 115 {.
يقول حذيفة – رضي الله عنه -: عليكم بالعتيق.
ويقول ابن مسعود – رضي الله عنه -: من كان متأسيا؛ فليتأس بأصحاب النبي – صلى الله عليه وسلم –، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبكل حال.
ومذهبهم في الأسماء والصفات أنهم يمرونها كما جاءت بلا كيف، نقلت هذه العبارة عن عشرات من السلف الصالح، لاسيما في القرون – القرنين: الثاني والثالث، بعد أن كثر اللغط والتأويل والتعطيل في أسماء الله وصفاته؛ فقالوا عبارتهم المشهورة (أمروها كما جاءت بلا كيف) قالها مالك، والأوزاعي، وقالها مكحول، وقالها الليث، وقالها غيرث واحد من السلف (أمروها كما جاءت بلا كيف)، بمعنى أن كلَّ ما ورد في الكتاب والسنة من الأسماء والصفات يجب إمراره، والإيمان به على مراد الله – جل وعلا - ولا نأوله، ولا نعطله، ولا نحرفه، ولا نشبهه، ولا نمثله، ولا نكيفه، والميزان في ذلك قول الله – سبحانه وتعالى - لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} الشورى: 11 {.
فإذا أخبر الله – جل وعلا – عن نفسه بصفة وجب إثباتها، والإيمان بمعناها وآثارها، كما قال الإمام مالك – رحمه الله – في الاستواء (الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة)، وكذا نقول في سائر الصفات.
اليد معلومة، والكيف مجهول، والإيمان بها واجب، والسؤال عن الكيفية بدعة.
وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ} الرحمان: 27 {.
الوجه معلوم، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عن الكيفية بدعة.
وكما قال - تبارك وتعالى - وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا} الفجر: 22 {.
نقول: المجيء معلوم، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة؛ فنتجنب – بذلك - مزالق الجهمية، والمعتزلة، والخوارج، والرافضة، ومن نهج نهجهم من الفرق الأخرى.
((المتن))
وأَرُدُّ عُهدتها إلى نُقَّالِها ///وأصونُها عن كُلِّ ما يُتَخَيَّلُ
((الشرح))
وأرد عهدتها يعني: أرد معناها إلى أولئك النَّقَلَة الذين نقلوها لنا بكل صدق وأمانة، ولا نتجاوز ما هم عليه من الإيمان بها، وبمعانيها على الوجه الذي يليق بجلال الله وعظمته؛ فلا نكيف، ولا نمثل، ولا نعطل، ولا نتجاوز مواقفهم: بإفراط، أو تفريط، بتشبيه، أو تعطيل؛ وبهذا الأمر كان أهل السنة وسطا بين المشبهة والمعطلة، كانوا وسطا في باب الصفات بين المشبهة والمعطلة، فهو يقول: أنا لا أتحول عن منهج السلف في باب الأسماء والصفات؛ فأثبت لله ما أثبت لنفسه، وما أثبته له رسوله - صلى الله عليه وسلم –، وأنفي عنه ما نفى عن نفسه، أو نفاه عنه رسوله - صلى الله عليه وسلم –، ولا أتحول عن هذا المبدأ الذي كان عليه السلف الصالح.
((المتن))
قُبْحاً لِمَنْ نَبَذَ القرآن وراءَهُ /// وإذا اسْتَدَلَّ يقولُ قالَ الأخطَلُ
((الشرح))
قُبْحاً لِمَنْ نَبَذَ القرآن وراءَه، ويجوز تسهيل الهمزة؛ فنقول: القران، وأصلا (القرآن) وتسهل فيقال: القران.
من هو الأخطل؛ حتى نعرف أصحاب هذه العقيدة؟
الأخطل شاعر نصراني في الصدر الأول في عهد الدولة الأموية، وهذا الأخطل نصراني، وهو معروف بسكره وفجره؛ فضلا عن كونه كافرا نصرانيا.
هناك فرقتان بالأحرى تفرعتا عن الجهمية والمعتزلة، وهما أقرب الناس إلى أهل السنة، وهم مسلمون، لكنهم مبتدعة في هذا الباب، أي باب الأسماء والصفات، هاتان الفرقتان يقولون في الصفات بخلاف ما قرره القرآن، والشيخ – هنا – يقول: أنا أقرر ما قرره القرآن، ولا أقرر من الأخطل؛ لأن الأشاعرة، والماتريدية - نسأل الله لنا ولهم الهداية، والعودة إلى الصواب - ماذا يقولون في القرآن؟ إنه عبارة عن كلام الله! أو حكاية عن كلام الله، طيب يا مساكين! لماذا قلتم هذا؟
¥