تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

(ورُوِي عنْ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أنهُ قَالَ: تعلَّمُوا العلمَ وَعَلِّمُوهُ ولا تَكُونُوا جَبَابِرةَ العُلماءِ فلا يَقُوم جَهْلُكُم بِعِلْمِكُم. وقَالَ في مِنْهَاجِ اليَقِين: وينبغي لِمَنْ اسْتَدَلَّ بِفِطْرَتِهِ على اسْتِحْسَانِ الفضائِلِ واستِقْبَاحِ الرذائِلِ أَنْ يَنْفِيَ عَنْ نَفْسِهِ رَذائِلِ الجَهْلِ بفضائِلِ العِلْمِ ويَنْفِيْ غَفْلَةَ الإهْمَالِ باسْتِيْقَاظِ المُعَانَاةِ ويَرْغَب في العلم رَغْبَةَ مُتَحَقِّقِ لِفَضائِلِهِ واثقٍ بِمَنَافِعِهِ وَلا يُلْهيهِ عنْ طَلَبِِهِ كثرةُ مالٍ وُجِد ولا نفوذُ أمرٍ وَعُلُوُّ مَنْزِلَةٍ فإنَّ مَنْ نفذَ أَمرُهُ فَهُوَ إلى العِلْمِ أحوجُ ليكونَ أَمرُهُ وَنَهيهُ على البَراهينِ الشَّرْعِيةِ وَمَنْ عَلَتْ مَنزلَتُهُ فهو بالعلم أَحَقُّ لِيُعْرَفَ فَضْلَهُ ونهيهُ على البراهينِ الشرْعِيَّةِ.

شِعْرًا:

لَو كانَ هَذا العِلمُ يَحصُلُ بِالمُنى

(ما كانَ يَبقى في البَرِيَّةِ جاهِلُ

(فاجهِد وَلا تَكسَل وَلا تَكُ غافِلاً

(فَنَدامَةُ العُقبى لِمَن يَتكاسَلُ

(

شِعْرًا:

يقولونَ ذِكرُ المَرءِ يبقى بنَسلِهِ

(وليسَ لهُ ذكرٌ إذا لم يكُنْ نَسْلُ

(فقلتُ لُهمْ نَسلي بدائعُ حِكمَتي

(فَمنْ سَرَّهُ نَسلٌ فأنّا بِذا نَسلوا

(شِعْرًا:

تَفَّننْ وَخُذْ منْ كُلِّ عِلْمٍ فإنَّما

(يفوقُ امرُوءٌ في كل فَنٍّ لهُ عِلْمُ

(فَأنْتَ عَدُوٌ لِلذي أنْتَ جَاهلٌ

(

(بِهِ ولِعلْمٍ أَنْتَ تُتْقِنُهُ سِلْمُ

(آخر:

العِلمُ زَينٌ وَتَشْرِيفٌ لِصَاحِبِهِ

(فاِطلُبْ هُدِيتَ فُنُونَ العِلمِْ وَالأَدَبا

(كَمْ سَيِّدٍ بَطَلٍ آبَاؤُهُ نُجُبٌ

(

(كَانَا الرُؤوسَ فَأَمْسَى بَعدَهُم ذَنَبَا

(وَمُقرِفٍ خامِلِ الآبَاءِ ذِي أَدَبٍ

(نَال المَعَاليَ بِالآدابِ وَالرُتبَا

(الْعِلْم زَيْنٌ وَذُخْرٌ لا فَنَاءَ لَهُ

(

(نِعْمَ القَرينُ إِذَا مَا صَاحِبٌ صَحِبَا

(قَدْ يَجْمَعُ الْمَالَ شَخْصٌ ثُمَّ يُحْرَمُهُ

(عَمَّا قَلِيلٍ فَيَلْقَى الذُّلِّ والْحَرَبَا

(وَجَامعُ العلمِ مَغْبُوطٌ بِهِ أَبَدَا

(

(وَلا يُحاذرُ مِنْهُ الْفَوْتَ والسَّلَبَا

(يا جامِع العِلمِ نعم الذخر تجمعه

(لا تعدلن بهِ درًا وَلا ذَهبا

(

آخر:

بَعْضُ الرِّجَالِ لَهُ رَأيٌ وَمَعْرِفةٌ

(يَدْرِي وَيَعْلَمُ أَنَّ الوَقْتَ مِنْ ذَهَبِ

(وَهَمُّهُ في عُلُومِ الدَّينِ يُتْقِنُهَا

(وَهُمُ أَقْرَانِهِ في اللَّهْوِ وَاللَّعِبِ

(آخر:

ولا تَطْلُبَنَّ الْعِلْمَ لِلْمَالِ وَالرِّيَا

(فَإنَّ مَلاكَ الأَمْرِ في حُسْنِ مَقْصَدِ

(وَكُنْ عَامِلاً بَالْعِلْمِ فِيمَا اسْتَطَعْتُهُ

(

(ليُهْدَى بِكَ الْمَرءُ الذي بِكَ يَقْتَدِي

(حَرِيصًا عَلى نَفَعِ الْوَرَى وَهُدَاهُمْ

(

(تَنَلَ كُلَّ خَيْرٍ فِي نَعيمٍ مُؤَبَّدِ

(

(فَصْلٌ): وقَالَ في منهاجِ اليَقينِ: (واعلمْ أنَّ لكلِّ مَطْلُوبٍ باعِثًا والباعثُ على المطلوبِ شيئآنِ: رغبةً، أو رَهْبةٌ، فليكنْ طالبُ العلمِ رَاغِبًا رَاهِبًا أما الرَغبةُ ففي ثوابِ اللهِ تعالى لطالِبي مَرْضَاتِهِ وحافِظِي مُفْتَرَضاتِهِ بإقامَتِها وتعليمِها مَنْ لا يَعْلَمُها والأمْرُ بالمعروفِ، وأما الرَهْبَةُ فمِنْ عِقابِ اللهِ تعالى لِتاركِي أوامِرِهِ وَمُهْمِلي زواجِرِهِ فإذا اجْتَمَعَتْ الرغبةُ والرهبةُ أدَّتَا إلى كُنْهِ العلمِ وحقيقةِ الزُهدِ بإِذنِ اللهِ لأنَّ الرغبةُ في الثوابِ أقوَى الباعثَينِ على العلمِ والباعثُ الآخرُ حُبُّ النَّبَاهَةِ ونَحِوها والَرهبةُ منَ العِقابِ أَقوَى السَّبَبَيْنِ في الزُهْدِ وَقَدْ قَالَتِ الحُكماءُ: (أَصْلُ العِلْمِ الرَغبةُ وَثَمَرَتُهُ السعادةُ وأَصْلُ الزُهْدِ الرَّهْبةُ وثَمَرَتُهُ العِبَادةُ) فإذا اقتَرَنَ العِلمُ والزُهدُ فقدْ تمَّتْ السعادةُ الدِّينِيةْ والدُنْيَوِيَّةُ وعمَّتْ الفَضِيلةُ. وقد رُوِيَ عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنهُ قَالَ: «من ازْدادَ في العِلْمِ رُشدًا ولمْ يزدَدْ في الدنيا زُهْدًا لم يزدَدْ مِن اللهِ إلا بُعْدًا». وقَالَ مالكُ بنُ دينارٍ: مَنْ لم يُؤْتَ مِنَ العلمِ ما يَقْمَعُهُ فما أوتِي منهُ لا يَنفعُهُ. وقَالَ بعضُ الحُكماءِ: الفقيهُ بغيرِ وَرَع كالسِّراجِ يُضِيءُ

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير