(الْعُلْيَاءُ فَاسْعَوا إِلَيْهِ يَا ذَوِيْ الْهِمَمِ
(لَلْعِلْمُ أَشْرَفُ مَطْلُوبٍ وَطَالَبُهُ
(للهِ أَكْرَمُ مَن يَمْشِي عَلَى قَدَمِ
(
الْعِلْمُ نُورٌ مُبِينٌ يَسْتَضِيءُ بِهِ
(أَهْلُ السَّعَادَةِ وَالْجُهَالُ في الظُلَمِ
(الْعِلْمُ أَعْلَى حَيَاةٍ لِلْعِبَادِ كَمَا
(أَهْلُ الْجَهَالَةِ أَمْوَاتٌ بَجَهْلِهم
(الْعِلْمُ وَاللهِ مَيراثُ النُّبُوةِ لا
(مِيراثَ يُشْبِهُهُ طَوْبَى لِمُتْسَمِ
(لأَنَّهُ إِرْثُ حَقٍ دَائِمٍ أَبَدًا
(وَمَا سَوَاهُ إِلى الإِفْنَاءِ وَالْعَدَمِ
(الْعِلْمُ مِيزَانُ شَرْعُ اللهِ حَيْثُ بِهِ
(قِوَامُهُ وَبِدُونِ الْعِلْمِ لَمْ يَقُمِ
(وَسُلْطَةُ الْعِلْمِ تَنْقَادُ الْقُلُوبُ لَهَا
(إلى الْهُدَى وَإلى مَرْضَاةِ رَبِهِم
(وَيَذْهَبُ الدِّينُ وَالدُّنْيَا إِذَا ذَهَبَ العِـ (ـلْمُ الذِي فِيهِ مَنْجَاةٌ لِمُعْتَصِمِ
(الْعِلْمُ يَا صَاحِ يَسْتَغْفِرْ لِصَاحِبِهِ
(أَهْلُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِينَ مِن لمَمِ
(كَذَاكَ تَسْتَغْفِرُ الْحِيتَانُ في لِجَجٍ
(مَنْ البِحَارِ لَهُ فِي الضَّوءِ وَالظُّلَمِ
(وخارجَ في طِلابَ العِلْمِ مُحْتَسِبًا
(مُجَاهدٌ في سَبِيلِ اللهِ أَيَّ كَمِي
(وأَنَّ أَجْنِحَةَ الأَمْلاكِ تَبْسُطُها
(لِطَالِبِيهِ رَضِىً مِنْهُمْ بِصُنْعِهِمْ
(وَالسَّالِكُونَ طَرِيقَ الْعِلْمِ يُسْلِكُهُمْ
(إِلى الْجِنَانِ طَرِيقًا بَارِئَ النَّسَمِ
(وَالسَّامِعُ الْعِلْمَ وَالوَاعِي لِيَحْفَظهُ
(مُؤْذِيا نَاشِرًا إِيَّاهُ في الأُمَمِ
(فَيَا نَضَارَتَهُ إِذَا كَانَ مُتصفًا
(بِذَا بِدَعْوَةِ خَيْرِ الْخَلْقِ كُلِّهْمُ
(كَفَاكَ فِي فَضْلِ أَهْلِ الْعِلْمِ أَنْ رُفِعُوا
(مِنْ أَجْلِهِ دَرَجَاتٍ فَوْقَ غَيْرِهِمُ
(وَكَانَ فَضْلِ أَهْلِ أَبِينَا في القَدِيمِ عَلَى
(الأَمْلاكِ بالْعِلْمِ مِنْ تَعْلِيمِ رَبِهمُ
(كَذَالِكَ يُوسُفُ لَمْ تَظْهَرْ فَضِيلَتُهُ
(لِلْعَالِمِينَ بِغَيْرِ الْعِلْمِ وَالْحِكم
(وَقَدَّمَ الْمُصْطَفَى بِالْعِلْمِ حَامِلَهُ
(أَعْظَمْ بِذَلِكَ تَقْدِيمًا لِذِي قَدم
(كَفَاهُمُوا أَنْ غَدَوْا لِلْوَجى أَوْعِيَةُ
(وَاضْحَتِ الآي مِنْهُ فِي صُدُورِهِم
(وَأَنْ غَدَوْا وُكلاءٌ في القِيَامِ بِهِ
(قَوْلاً وَفِعْلاً وَتَعْلِيمًا لِغَيْرِهِم
(وَخَصَّهُم رَبُّنَا قَصْرًا بِخَشْيَتِهِ
(وَعَقْلِ أَمْثَالِهِ فِي أَصْدَقِ الْكَلِمِ
(وَمَعْ شَهَادَتِهِ جَاءَتْ شَهَادَتُهُمْ
(حَيْثُ اسْتَجَابُوا وَأَهْلُ الْجَهْلِ فِي صَمَمِ وَالعَالِمُونَ عَلَى العُبَّادِ فَضْلِهِمُ
(كَالْبَدْرِ فَضْلاً عَلَى الدُّرِي فَاغْتَنِمِ
(وَبَالْمِهُمِّ الْمُهِمِّ ابْدَأْ لِتَدْرِكَهُ
(وَقَدِّمِ النَّصَ عَلَى الآرَاءِ فَافْتَهِمِ
(قَدِّمْ وُجُوبًا عُلُومَ الدِّينِ إِنْ رِهَا
(يَبْيِنُ نَهْجُ الْهُدَى مِنْ مُوجِبِ النَّقْمِ
(وَكُلُّ كَسْرِ الفَتَى فَالدِّينُ جَابُرهُ
(وَالْكَسْرُ في الدِّينِ صَعْبٌ غَيْرُ مُلْتَئِمِ
(مَا الْعِلْمِ إلا كِتَابُ اللهِ أَوْ أَثَرٌ
(يَجْلُوا بِنُورِ هُدَاهُ كُلَّ مُنْبِهِمِ
(مَا ثَمَّ عِلْمٌ سِوَى الوَحْيِ الْمُبِينِ وَمَا
(مِنْهُ اسْتُمِدَّ إِلا طُوبَى لِمُغْتَنِمِ
(وَالكَتْمُ لِلِعِلْمِ فَاحْذَرْ إِنَّ كَاتِمَهُ
(فِي لَعْنَةِ اللهِ وَالأَقْوَامِ كُلِّهُمِ
(وَمِنْ عُقُوبَتِهِ أَنْ في الْمَعَادِ لَهُ
(مِنْ الْجَحِيمِ لِجَامًا لَيْسَ كَاللُّجُمِ
(وَكَاتِمُ العِلْمِ عَمَّنْ لَيْسَ يَحْمِلُهُ
(مَاذَا بِكِتْمَانْ بِلا صَوْنٌ فَلا تُلمِ
(وَإِنَّمَا الْكَتْمُ مَنْعُ العِلْمِ طَالِبُهُ
(مِن مُسْتَحِقٍ لَهُ فَافْهَمْ ولا تَهِمِ
(وَاتْبِعِ الْعِلْمِ بِالأَعْمَالِ وَادْعُ إِلى
(سَبِيلِ رَبَّكَ بِالتِّبْيَانِ وَالْحِكَمِ
(وَأَصْبَره عَلَى لاحِقٍ مِنْ فِتْنَةٍ وَأَذَى
(فِيهِ وَفِي الرُّسْلِ ذِكْرَى فَاقْتَدِهْ بِهِم
(لِوَاحَدٌ بِكَ يَهْدِيهِ الإِلِهُ لِذا
(خَيْرٌ غَدًا لَكَ مِن حُمْرٍ مِن النَّعَمِ
(وَاسْلُكْ سَواءَ الصَّراطِ الْمُسْتَقِيمِ وَلا
(تَعْدلْ وَقُلْ رَبِّي الرَّحْمَنُ وَاسْتِقمِ
(يَا طَالبَ الْعِلْمِ لا تَبْغِي بِهِ بَدَلاً
¥