تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

سمى الله عز و جل دعاء غيره شركاً قال عز وجل: (???? ???????? ????????? ?????? ???? ???????? ?????? ??????? ????) فعُلم أن دعاء غير الله شرك أكبر كما أن دعاء الله عبادة. و كما قلت لكم القاعدة متى ثبت كون الشيء عبادة فصرفه لغير الله عز وجل شرك، قال عز و جل على لسان إبراهيم (???????????????? ????? ????????? ??? ????? ???? ??????????? ?????? ?????? ???? ??????? ?????????? ?????? ??????? ???? ??????? ?????????????? ????? ??????????? ??? ????? ????) يعبدون فسمى الدعاء عبادة كما أن دعاء غير الله شرك.

و الدعاء، وهذه الأشياء المذكورة من العبادات المحضة التي لا يجوز صرفها لغير الله عز و جل فإن التصرفات و الأفعال التي يفعلها الإنسان نوعان: منها عبادات محضة تسمى عبادات، و منها عادات فأما العبادات كالمذكورات يعني كالإسلام المذكور مثل: الصلاة، و الزكاة، و الحج، و مثل الإيمان،

و الإحسان، و الدعاء، و الخشية، و الخوف، و الرجاء، و التوكل، و الرغبة، و الرهبة، ... الخ فهذه عبادات محضة لا تصرف إلا لله، و متى صرفت لغير الله فهو شرك أكبر مخرج من الإسلام ناقل من الملة، و أما العادات فإنما تكون عبادات بالنيات. العادات يصح أن تكون عبادة بالنية و يصح أن لا تكون عبادة؛ لأنها ليست عبادة محضة، يعني يصح أن تُنوى لله فتكون عبادة مأجوراً عليها، و يصح أن لا تُنوى لله عبادة بمعنى النوم مثلاً و الأكل هذا إذا نوى به التقوي على طاعة الله و استحضر هذا واستحضر هذا و أحضره فهو عبادة، و إذا عزب هذا عن خاطره فهو عادة لا يشترط لا يجب صرفها لله عز و جل على وجه العبادة، و مثل إطعام الأولاد إذا نوى به الصدقة فهو عبادة، و إذا نوى به العادة المجردة فهو شيء لا يؤجر عليه ولا يثاب إلا برحمة الله عز و جل، إنما يكون عبادة بالنية فهذا هو الضابط بين العبادات و العادات. و الدعاء إنما كان من الإسلام و الإيمان بهذه المنزلة العظمى، قال العلماء: لأنه يتضمن إقرار العبد بأمور، يتضمن الإقرار الباطن أولاً بسمع الله عز و جل لدعائه، و لو نادى ربه نداءً خفياً، و لو دعا ربه تضرعاً و خفية، فإنه يعلم أن الله يسمع دعاءه في جوف الليل وغياهب الظلمات و الوحدة و الخلوة يعلم أن الله يسمعه، وإلا لما دعا، إذاً يتضمن إقرار العبد أن الله يسمع دعاءه. ثانياً: يبصر حاله. ثالثاً: يعلم مراده. رابعاً: يقدر على كشف ما به، و إعطاءه ما سأل. خامساً: فيه التذلل، و الخضوع، و التضرع تضرعاً التضرع هو غاية التذلل والإلحاح، سمي تضرعاً من الضرع و هو مص الفصيل لضرع أمه ولد الناقة أو البقرة ترى من حاله الإلحاح و الحاجة والشدة و الرغبة سمي تضرعاً كما يقال من الضرع و هو شدة الحاجة، فلما كان الدعاء متضمناً لهذه الأمور كان من العبادة بهذه المكانة، و من الدين بهذا المكان المكين، و كان صرفه لغير الله شركاً أكبر و ذنباً لا يغفر كما قال تعالى: (?????? ?????? ????? ????????? ??? ????? ???? ??? ?? ??????????? ?????? ?????? ?????? ????????????? ?????? ??? ???????????? ??????????) أي لا أحد أضل من هذا المذكور - و العياذ بالله - و إنك لتعجب حينما تشاهد في أنحاء كثيرة من العالم الإسلامي الخرافة، و الصوفية، و البدعة متمكنة و مهيمنة على قلوب كثير من الناس، و توجههم بالدعاء و الرغبة و الرهبة و الرجاء و الخوف لهذه المشاهد و النصب و المزارات و القبور التي اتخذوها آلهة من دون الله سبحانه و تعالى، و هذه حقيقة العبادة فتوجههم إلى هؤلاء الأموات فيما لا يقدر عليه إلا الله هو حقيقة الشرك الأكبر و لهذا شدد الله عز وجل حتى قال لنبيه عليه الصلاة و السلام (???? ?????? ??? ????? ???? ??? ?? ????????? ???? ???????? ? ????? ???????? ???????? ?????) يعني بمجرد هذا (????? ????????????? ?????) أي المشركين، كما قال عز و جل: (???? ?????????? ???????? ??????? ????)، (????? ?????????? ???? ??????? ???? ??????? ?????? ???? ???? ? ????? ?????????? ???????? ?????? ?????? ????? ?????? ??????? ????) و قد فتن أصحاب هؤلاء بها حتى أنه أصبح ذكر هؤلاء في قلوبهم و ذكرهم على ألسنتهم، فإذا قام و قعد و عثر وسقط

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير