تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

??? ????????????? ?????? ????? ?????????? ????)، نسأل الله أن يجعلنا و إياكم بمنه و كرمه من هؤلاء.

............................

الحمد لله رب العالمين، و الصلاة و السلام على خاتم النبيين و سيد المرسلين، و حجة الله على خلقه أجمعين نبينا محمد و على آله وأصحابه و التابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين و علينا وعلى عباد الله الصالحين. أما بعد ..

فيقول الإمام محمد بن عبد الوهاب تغمده الله بواسع رحمته في معرض ذكر بعض أنواع العبادة عند كلامه على الأصل الأول وهو معرفة العبد ربه: قال: و دليل الإنابة قوله تعالى: (????????????? ?????? ????????? ????????????? ?????). الإنابة: من ناب ينوب نوباً و نوبة و هي الكرة بعد المرة ومن هذا النوبة جاءت النوبة لفلان، و منه النوائب و هي الشدائد التي تتكرر على ابن آدم و تعتاده و تعتوره و تعتريه، و الإنابة هي الرجوع إلى الله عز و جل لأن الإنسان يولد على الفطرة فإذا جنح عن الفطرة و جمح في سيره و تعدى و ابتعد و شرد و أدبر ثم رجع مرة أخرى، قيل أناب بمعنى تاب رجع إلى فطرته مرة أخرى، و الإنابة كالتوبة و تدخل في الخضوع و الدعاء و هي عبادة لا تصرف إلا لله عز و جل (????????????? ?????? ????????? ????????????? ?????) و الإسلام سيأتي إن شاء الله تعالى.

قال: و دليل الاستعانة قوله عز و جل: (??????? ???????? ????????? ??????????? ???)، و قال ?: " إذا استعنت فاستعن بالله ".

الاستعانة: طلب العون و الغوث، الاستعانة طلب العون، السين سين الاستفعال وهي دائماً تدل على الطلب طلب الفعل الاستفادة طلب الفائدة الاستزادة طلب الزيادة، الاستعانة طلب العون فإذا رأيت السين سين الاستفعال فهي دالة على الطلب، و هي من السداسي و السداسي لا يكون إلا على وزن الاستفعال، كما أن الخماسي يكون على وزنين الافتعال و الانفعال انفجر، ارتطم، أما الرباعي فله أوزان عديدة و الثلاثي كذلك، الاستعانة طلب العون، و هي عبادة و هو نوع من العبادة لا يكون إلا لله عز و جل بالضابط الذي تقدم في الدعاء و هو يعني متى يكو ن عبادة؟ فيما لا يقدر عليه إلا الله عز و جل، و أما فيما يقدر عليه الإنسان فهو جائز الاستعانة بالحي الحاضر القادر جائز و مباح كما إذا استعنت أحداً مثلاً في قضاء دينك أو استعنت بأحد في رفع جسم ثقيل، أما أن تستعين بأحد في كشف النوب و إزالة الكروب فهذا لا يكون إلا لله عز و جل و صرفه لغير الله شرك كطلب الاستعانة من الأنبياء و هم أموات أو من الجن الغائبين و مناداتهم بالحضور كل هذا يدخل في الاستعانة بغير الله عز و جل و هو نوع من الشرك و لهذا قال عز و جل: (??????? ???????? ????????? ??????????? ???)، و تقديم المعمول يدل على الحصر كما تقدم مراراً يعني لا نعبد إلا إياك و لا نستعين إلا بك فجعل أو قرن فعل الاستعانة بالعبادة لبيان أنها منها من العبادة و ليعلم المسلم أنه لا حول و لا طول و لا قدرة و لا استطاعة له على العبادة إلا إذا أعانه الله عز و جل و لهذا قال شيخ الإسلام: تأملت أنفع الدعوات فوجدتها طلب العبد العون على عبادة الله ثم رأيتها في قوله عز و جل: (??????? ???????? ????????? ??????????? ???) يعني لولا معونتك إيانا ما عبدناك و لولا توفيقك ما شكرناك و لهذا " لن يدخل أحد الجنة بعمله " لأنه أصلاً الذي وفقه و أعانه على العبادة هو الله عز و جل، أرأيت لو لم يمتعك الله عز و جل بالقدرة التي بها تصلي أو تجاهد، أو السماحة التي بها تبذل الصدقة الزكاة أو لو لم يثبت قلبك على الطاعة فمن لك بهذا بل لولا توفيق الله عز و جل لك ما شكرت نعمته عليك نعمه الظاهرة و الباطنة و لهذا قال القائل:

إذا كان شكري نعمة الله نعمة علي و في أمثالها يجب الشكر

فحقي إذاً أن أبرح الدهر شاكراً و لو طالت الأيام و اتصل العمر

إذا مس بالسراء عم سرورها و إن مس بالضراء أعقبها الأجر

و ما منهما إلا له فيه حكمة لها ضاقت الأوهام و البر و البحر

فلله الحمد في الأولى و الآخرة و له الشكر سبحانه و تعالى.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير