مطلعها و لهذا الاستعاذة بغير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله كأن تستعيذ ببشر في كشف الكروب و في غفران الذنوب أو بجن أو ما أشبه ذلك هذا شرك أكبر و لهذا أنكر العلماء على المتنبي قوله:
يا من ألوذ به يا من أعوذ به مما أحاذره.
يا من ألوذ به فيما أُؤَمله و من أعوذ به مما أحاذره
لا يجبر الناس عظماً أنت كاسره و لا يهيضون عظماً أنت جابره
هذا و العياذ بالله لا يصلح إلا لله عز و جل و كثيراً ما يحصل على ألسنة الشعراء شرك و مغالاة و لهذا يقول ابن القيم: سمعت شيخنا شيخ الإسلام ابن تيمية يردد هذه الأبيات في سجوده لله عز و جل:
يا من ألوذ به فيما أُؤَمله و من أعوذ به مما أحاذره
لا يجبر الناس عظماً أنت كاسره و لا يهيضون عظماً أنت جابره
هذا إنما يصلح لله سبحانه و تعالى و كثير من الأبيات التي تنطلق من ألسنة قد يحصل فيها شيء من الغلو الذي لا يصلح إلا لله سبحانه و تعالى كقول القائل يخاطب ملك مصر:
ما شئت لا ما شاءت الأقدار فاحكم فأنت الواحد القهار
نعوذ بالله هذا كفر و شرك و كقول القائل و هو أبو فراس الحمداني يخاطب سيف الدولة و يستعطفه:
فليتك تحلو و الحياة مريرة و ليتك ترضى و الأنام غضاب
و ليت الذي بيني و بينك عامر و بيني و بين العالمين خراب
إذا صح منك الود فالكل هين و كل الذي فوق التراب تراب
هذا كما يقول ابن القيم لا يصلح إلا لله عز و جل و مخاطبة البشر فيه شرك و كقول أيضاً المتنبي:
يا من يعز علينا أن نفارقكم وجداننا كل شيء بعدكم عدم
أعوذ بالله هذا لا يصلح إلا لله سبحانه و تعالى فالشاهد أنه ينتبه لهذا و هذا من الغلو الممقوت المذموم مهما كان البشر الذي يخاطبه لأنه لا يصلح إلا لله سبحانه و تعالى هذه الاستعاذة، الاستعاذة في الأمور التي لا يقدر عليها إلا الله عبادة لا تصرف إلا لله وحده لا شريك له.
قال: و دليل الاستغاثة قوله سبحانه و تعالى: (???? ?????????????? ???????? ????????????? ?????? ?????? ????????? ???????? ????? ???????????????? ??????????? ???) تستغيثون تطلبون الغوث، و الغوث هو النجدة الاستغاثة نوع من الدعاء لكنها أخص من الدعاء، الدعاء مطلق لكن الدعاء عند الكرب استغاثة يسمى استغاثة دعاء المكروب يسمى استغاثة طلب الغوث، الغوث النجدة.
دعوت لما نابني مسورا فلبى فلبي يدا مسورا
يعني من الأمور التي يقدر عليها البشر استغث بالبشر فيما يقدر عليه يجوز لإنقاذه من غرق أو حرق و لكن الأمور التي لا يقدر عليها إلا الله فلا تطلب الاستغاثة إلا من الله سبحانه و تعالى وحده لا تطلب من مَلَك مقرب و لا نبي مرسل و لا من جن و لا من ملك و لا من صغير و لا من كبير طلبها من غير الله عز و جل شرك كما قال الشقي و العياذ بالله:
فاغثنا يا من هو الغيث و الغوث إذا أجهد الورى اللأواء
يخاطب الرسول عليه الصلاة و السلام هذا شرك أكبر و ذنب لا يغفر نسأل الله السلامة و العافية، وسواء كان ذلك في الرخاء أو الضراء الاستغاثة لا تكون إلا لله عز وجل و تعجب للمتعلقة قلوبهم بمعبوداتهم من أسيادهم و أصحابهم و قبورهم يعكفون عليها و يطلبون منها الغوث و خاصة عند الشدائد والعياذ بالله فهم كما تقدم أسوأ حالاً من أصحاب الجاهلية الأولى يقول:
يا سيدي، أعوذ بالله نسأل الله السلامة و العافية و حكاية الكفر ليست كفراً
يا سيدي يا صفي الدين يا أملي يا سندي يا عمدتي بل و يا ذخري و مفتخري
إني رجوتك إلى قوله
فكف عنا أكف الظالمين إذا امتدت إلينا بأمر مؤلم نكر
إلى قوله:
فإنني عبدك الراجي بودك ما أريده يا صفي السادة الغرر
صرح بعبوديته له و العياذ بالله فأي كفر أو شرك أعظم من هذا الشرك و الكفر. * فينبغي للإنسان أن يستعيذ من الشرك و يخاف منه و لهذا في باب الخوف من الشرك لما أورد الشيخ الإمام محمد عليه رحمة الله قول الخليل: (????????????? ???????? ??? ???????? ??????????? ???? ????? ????•??? ?????????? ???????? ????? ?•?•???? ?) قال: فمن يأمن على نفسه بعد الخليل إذا كان الخليل على ماله من المكانة و المنزلة خاف على نفسه الشرك فمن يأمن على نفسه بعد الخليل عليه الصلاة و السلام فتجد أصحاب هذه المعبودات متعلقة قلوبهم بها في كل حال و عند الأهوال و الشدائد يذكر الشيخ محمد أحمد باشميل أمد الله في عمره و أظن أنه
¥