[الولاء والبراء النابلسي]
ـ[عاطف جميل الفلسطيني]ــــــــ[13 - 12 - 09, 12:52 ص]ـ
.
الولاء والبراء:
1 – الولاء والبراء جزءٌ من الدِّين:
أيها الإخوة الكرام، مع درس جديد من دروس سنن الله في كتابه، والقانون اليوم قانون الولاء والبراء، الولاء والبراء جزء كبير من الدين.
2 – من مقتضيات الولاء والبراء الدفاع والنصرة:
لابد أن أوضِّح هذا المعنى:
هناك ابن له ولاء لأبيه، لمّا نقلت له قصة لا تليق بأبيه فكر لعلها افتريت عليه، لأن له ولاء لأبيه، يفكر لعلها مبالغة، وليست كما هي، يفكر أن يدافع عنه، يفكر أن يسأل أباه، لأن له ولاء فيحاول أن يتأكد، ويتحقق، ويدافع، ويسأل، لكن لو أن إنسانا يعادي إنسانا فأقلُّ خبرٍ سيئ يصدقه بلا دليل، لأن هذا الإنسان الثاني ليس له ولاء للأول.
حينما توالي الله ورسوله تنفي كل قصة لا تليق بكمال الله دون أن تشعر، وإذا سمعتَ افتراء وشبهة تحاول أن تبحث وتتأكد، لذلك الولاء أصل في الدين.
حينما توالي الله ورسوله وتوالي المؤمنين فإنه يسعدك ما يسعدهم، ويؤلمك ما يؤلمهم، تدافع عنهم، تحاول أن ترى بعض المبررات لأعمالهم، تحاول أن تعتذر عنهم، تحسن بهم الظن، أما العدو فيبحث عن المثالب، والأخطاء، ويكبر، ويشهر، ويروج.
لذلك قد ينطلق المؤمن من الولاء إلى آلاف التصرفات، كمثل إنسان ذهب إلى بلاد الغرب، التي فيها إيجابيات، وفيها سلبيات، إذا كان ولاءه ضعيفا جداً لأمته ولدينه فكل الميزات في بلاد الغرب يروّج لها، ويتحدث عنها، وأمّا المثالب والعيوب والسلبيات والأخطاء والجرائم والإباحية فيتعامى عنها ولا يذكرها، لأن ولاءه لهم، بينما المؤمن تقلقه سلبيات الغرب، تقلقه إباحيتهم، تقلقه عدوانهم على بقية الشعوب، فيتألم أشد الألم، أما إذا رأى في بلده سلبيات فيتألم، ويحاول أن يصلحها، يحاول أن يقيمها، يحاول أن يبحث عن الأسباب التي أدت إليها، والأصل في الحياة ولاءك وبراءك.
3 – الولاء للحق مهما كانت الظروف:
الإنسان الذي هو عدو للدين ينبغي ألا تكون ولياً له، لأنه يرى الإباحية في بلاد الغرب، يرى التجاوزات، يرى الشذوذ، يرى ما يفعله هؤلاء الأقوياء بشعوب الأرض فلا يتألم أبداً، بل يشيد بصناعتهم، وبنظافتهم، ونظامهم، وأناقتهم، وينسى جرائمهم، إذاً: هذا والاهم، فإن واليتهم فأنت منهم، ومن هوي الكفرة حشر معهم، ولا ينفعه عمله شيئاً.
بشكل أو بآخر ينبغي أن توالي المؤمنين، ولو كانوا ضعافاً وفقراء، وينبغي أن تتبرأ من المشركين، ولو كانوا أغنياء وأقوياء.
آيات الولاء والبراء في القرآن الكريم:
الآية الأولى:
أيها الإخوة، الآية:
? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ آبَاءكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاء إَنِ اسْتَحَبُّواْ الْكُفْرَ عَلَى الإِيمَانِ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ?.
(سورة التوبة).
أنت مع الحق أينما كان، فلذلك ما هي العصبية؟ أنت تنحاز انحيازاً أعمى.
أوضح هذه المسالة بالأمثلة:
لك ابن أخطأ، هناك إنسان ينحاز إلى ابنه على خطئه، أو ابن ينحاز إلى أبيه على خطئه، أما المؤمن فولاءه للحق، فإذا أخطأ ابنه يعنفه أشد التعنيف، ولو كان ابنه، وإذا أصاب إنسان آخر قد يكون له نداً، وهو مع الحق، لذلك قضية الحق والباطل قضية دقيقة جداً.
مرة أبو حنيفة النعمان كان عند المنصور، وكان عند المنصور قاضٍ على عداوة مع أبي حنيفة، فأراد هذا القاضي أن يوقع أبا حنيفة في حرج شديد، قال له: إذا أمرني الخليفة بقتل امرئ أأقتله أم أتريث فلعله مظلوم؟ ماذا يقول له؟ إذا قال له: اقتله، فقد أغضب الله، وإذا قال له: لا ترد عليه، فقد أغضب الخليفة، قال له: الخليفة على الحق أم على الباطل؟ رد له الكرة قال له: على الحق، قال له: كن مع الحق.
فالإنسان أحياناً يوالي المؤمنين، وإذا والى المؤمنين ارتقى عند رب العالمين، وهذا الذي يتخلى عن أمته ليس مواليا لها.
النبي عليه الصلاة والسلام حينما كان في الطائف، وبالغ أهل الطائف في إيذائه، ماذا قال؟ اللهم اهدِ قومي فإنهم لا يعلمون، لعل الله يخرج من أصلابهم من يوحدك.
¥