تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[المخطوط العربي ومصدريته لأهم العلوم والفنون- علم التوثيق أنموذجا]

ـ[أبو الحارث البقمي]ــــــــ[20 - 06 - 08, 01:49 ص]ـ

[المخطوط العربي ومصدريته لأهم العلوم والفنون- علم التوثيق أنموذجا]

د. صحراوي خلوتي

كلية العلوم القانونية والإدارية- سعيدة- الجزائر

تمهيد:

الحديث عن المخطوط العربي حديث شيق وجذاب ذلك لما يتضمنه من الغرائب والعجائب ولاحتوائه على ذلك الزخم الهائل المتنوع من العلوم النفيسة والثقافات المتنوعة التي ظلت عبر أزمنة طويلة تمد طلبة العلوم و المعارف بنفائسها ومدخراتها.

فالمخطوط هو كتاب يتحقق عموما بأمرين اثنين هما:

المادة التي يكتب عليها وتراث فكري يدوّن على هذه المادة، فبالرغم من بساطة الأدوات التي كان يكتب عليها والوسائل التي كان يكتب بها، إلاّ أنها حفظت لنا ما كتب فيها من علوم في التخصصات المختلفة والثقافات المتنوعة.

وتبقى المخطوطات على وفرتها وتنوع مصادرها و تغطيتها لجميع الفنون والمعارف شاهدة على المستوى الفكري و الثقافي الذي وصل إليه الأسلاف، ثم على المجهودات الجبارة التي كانوا يبدلونها في ميدان الكتابة و التأليف، ويشاركهم في هذا الفضل الورّاقون الذين كانوا يساهمون بفاعلية في المحافظة على هذا الزخم الهائل من العلوم، حتى إنّك لتجد الكتاب الواحد قد خطه في أزمنة لاحقة عشرات الوراقين في أماكن مختلفة من بلاد الإسلام.

والجزائر ككثير من الدول العربية والإسلامية لاسيما في جنوبها الكبير تتوفر على محصول ضخم و مكتنز كبير من المخطوطات والوثائق، وإذا كانت بعض مكتباتها وخزائنها تحفل بالكثير من هذه وتلك، فإنّ ثروة خطية مهمة تحتفظ بها الأسر والأفراد مما يمتلكونه من كتب أو ما يتوارثونه من المستندات، وهذا القطاع لا يزال بحاجة ملحة للكشف عن محتوياته وإخراج جواهره ولآلئه التي تعد من الكثرة بمكان بما يتطلب تسخير الجهود وتحفيز الهمم وتكثيف العمل، ولن يتم هذا إلاّ بركوب مهيع الترغيب والإغراء من جانب والتوعية والإقناع من جانب آخر، ترغيب الباحثين و تشجيعهم بالهدايا والعطايا التي تسهل لهم طرق البحث وتحفزهم على طرق هذا الباب، وتوعية الخواص وإقناعهم بضرورة تمكين الباحثين من اقتناء هذه المخطوطات و البحث فيها.

وأكاد أجزم أنّ نفائسا وذخائرا من هذا الرصيد تعد بالأطنان لا تزال مبثوثة في الخزائن الخاصة وعند الأفراد، منع وصول الأيدي إليها في أغلب الأحيان جهل أصحابها بضرورة تمكين الغير منها، أو تكتمهم عليها باعتبارها ميراث علمي أوصى الأباء والأجداد بحفظها وعدم عرضها لأي كان، وأسباب أخرى كثيرة تجتمع لتحرم الأمة من الخير وتمنعها من هذا الفضل.

مفهوم المخطوط:

يلتزم كثير من الباحثين عند تعريفهم للمخطوط إلحاق لفظ مخطوط بكلمة كتاب فيقولون الكتاب المخطوط، لأنّ ليس كل ما كتب باليد يعتبر بالضرورة مخطوطا، ومنه لا يمكن اعتبار النقش على الحجارة أو النقر على الصخور من جنس مخطوطات، ومن ثمّ لابدّ أن نتفق أنّ الذي نعنيه بالمخطوط العربي هو الكتاب المخطوط بخط عربي سواء أكان في شكل لفائق أو في شكل صحف ضم بعضها إلى بعض على هيئة دفاتر أو كراريس ([1] ( http://www.ulum.nl/d50.html#_edn1))، وبهذا التحديد تخرج الرسائل والنقوش و الصكوك عن حدود معنى المخطوط الذي نريد تناوله.

عرف الفيومي الخط فقال "خط الرجل الخط بيده أي كتبه" ([2] ( http://www.ulum.nl/d50.html#_edn2))

وقال صاحب القاموس المحيط "الخط الكتب بالقلم" ([3] ( http://www.ulum.nl/d50.html#_edn3)).

ويعرف المخطوط أنّه كلّ كتاب قديم كتبه مؤلفه بخط اليد سواءا بخط يده أو خط أيدي تلاميذه أو خط أحد النساخ من بعدهم.

وبصورة أعم يعتبر المخطوط العربي الإسلامي ذلك المخطوط الذي تناول موضوعا من الموضوعات الأدبية أو الفلسفية أو العلمية باللغة العربية، ونسخ بالحرف العربي ويتسع ليشمل مخطوطات الدول الإسلامية غير العربية كلغات إفريقيا السوداء واللّغات الحامية كالأمازغية واللغات الهندية الأوربية كالفارسية والأفغانية والأوردو أو الباكستانية والعثمانية والتركية، وغيرها من لغات الشعوب الإسلامية التي استعارت حرف القرآن للكتابة، وقد تتبعها العالم الأوربي جوفرو روبار" G Robert " وأحصاها فوجدها مائة و تسعة وعشرين لغة ([4] ( http://www.ulum.nl/d50.html#_edn4)).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير