الجواب: لأن الناسخ ربما سقطت منه بعض الكلمات سهوا، وقلما تسقط الكلمة نفسها من كلتا النسختين، فالنسخة الأخرى تتمم ما سقط من الأولى.
أثناء الجمع لابد من أخذ جميع بيانات النسخ (العنوان كاملا، اسم المؤلف كاملا وسنة وفاته لأن بعض أسماء المؤلفين تتماثل، وعدد الصفحات لاسيما إذا كانت ضمن مجموع، ورقم المخطوط).
و إذا وقف على فهرس مكتبة معينة فالأفضل مع تدوين البيانات أن يصور صفحة الفهرس من المكتبة ويشير إلى هذه المخطوطة، ويرسل مع طلبه صفحة الفهرس هذه، فربما يكون وصفه غيردقيق، ولئلا يُتذرع بعدم وجود طلبه.
سؤال: إذا كان المخطوط بخط المؤلف هل يكفي؟
الجواب: هذا عزيز، ونسخة المؤلف تعتبر ثمينة جدا، لكن لابد من البحث عن نسخة أخرى تعضدها؛ لأن بعض المؤلفين يكتب الكتاب أكثر من مرة، فربما حصلتَ على النسخة التي كتبها في وقت متقدم، والمؤلف نسخ كتابه مرات، في كل مرة يزيد عليه، بالتالي النسخة الأخيرة هي الأنفس لأن فيها زيادات. مثل طبقات القراء للذهبي.
وأحيانا تكون نسخة المؤلف التي حصلت عليها هي المسوّدة، ولها نسخة مبيضة، هنا لابد له من الحصول عليها.
أو يبحث عن أخرى حتى يتأكد هل هذه التي معه هي نسخة المؤلف أم لا؟ أيضا لا مانع إذا كان معه نسخة المؤلف أن يعضدها بنسخ أخرى حتى تكتمل عنده البيانات.
وإذا لم يتوفر لديه إلا النسخة الأم فهذا شي ثمين بالنسبة للمخطوطات.
معايير اختيار النسخة الأصل
بعد جمع الطالب ما تيسر له من نسخ قد تكون بحسب عوامل الزمن معها بعض العاهات بسبب تآكل أو رطوبة أو عدم وضوح خط، أو تكون واضحة لكن فيها نقص في هذه الحال عليه أن يضعها جميعا أمامه ويقدم منها:
1. نسخة المؤلف.
2. أو نسخة عليها خط المؤلف-لأن وجود خطه يعني أنه قرأها-.
3. أو نسخة عليها سماعات المؤلف (قرأها علي فلان وأجزته بما فيها).
4. أو نسخة كتبها التلميذ، والمؤلف قرأها وأجازها.
مثل هذه المخطوطات النفيسة تقدم وتعتبر هي الأصل.
تليها نسخة منسوخة عن نسخة المؤلف، أو بخط أحد تلاميذه. لأن احتمال الخطأ فيها أقل.
وهناك عشر نقاط على الباحث أن يتبعها لتقديم ما عنده من مخطوطات:
يضع المخطوطات أمامه ويعطيها درجة أو لا يعطيها حسب ما لديه من هذه النقاط لكل منها وهي:
1. القدم.
2. الكمال.
3. خلوها من العيوب (أما حبر تفشى ويسمى الطمس أو تآكل أو سوء التصوير).
4. الوضوح وحسن الخط.
5. مقروءة على أحد العلماء -بمعنى أنها صوبت-.
6. إذا كان عليها إجازة. (شهادة للمخطوطة بأن القارئ عرضها على عالم وتم تقويمها). يقول الإمام المزني: قرأنا كتاب الأم على الشافعي ثمانين مرة وما من مرة إلا ووقفنا فيه على خطأ، فقال الشافعي: إيه أبى الله أن يكون كتاب صحيحا غير كتابه.
7. وجود التملكات عليها.
8. أن يكون الناسخ معلوما.
9. أن يكون تاريخ النسخ معلوما.
10.خلوها من الأخطاء الإملائية.
النسخة التي لها درجات أكثر تقدم وتعتمد وتتخذ أصلاً
ـ[أبو الحسن علي]ــــــــ[08 - 07 - 08, 05:04 م]ـ
خطة التحقيق العامة وإعداد التقرير
تنقسم الخطة في التحقيق إلى قسمين:
القسم الأول: الدراسة
المقدمة
الفصل الأول: المؤلف وحياته العلمية
المبحث الأول:
· اسمه وكنيته ونسبته.
· رحلته.
· شيوخه.
· تلاميذه.
المبحث الثاني:
· مكانته العلمية وأقوال العلماء فيه.
· مذهبه.
· آثاره.
· وفاته. (ويدخل فيه ما قيل فيه من رثاء).
... ملاحظة: قد يمتد التعريف بالمؤلف إلى ثلاثة مباحث أو أكثر حسب المؤلف.
الفصل الثاني: دراسة الكتاب
المبحث الأول:
· توثيق العنوان.
· توثيق نسبة الكتاب للمؤلف.
· قيمة الكتاب العلمية. (ماقيل عنه)
المبحث الثاني:
· مصادر المؤلف في الكتاب. (المواضع والكتب التي أخذ منها)
· منهج المؤلف. (الخطة التي سار عليها وبعض المؤلفين يبين في مقدمة كتابه)
· المصطلحات والرموز. (سواء التي استخدمها المؤلف أو التي استخدمها المحقق)
المبحث الثالث:
· منهج التحقيق (والأصل أن تكون مناهج التحقيق موحدة ولكن كل كتاب تفرض عليك طبيعة تحقيقه أن تنحو منحى معينا لكن ضمن إطار التحقيق العام)
· المصطلحات المعتمدة في التحقيق. (كرموز النسخ، المصادر)
· وصف النسخ ونماذج من المخطوطة.
القسم الثاني: النص المحقق.
... ملاحظة هامة:
ترجأ الدراسة (القسم الأول) إلى مابعد عملية التحقيق لأن الأمور تكون قد نضجت عنده، وسيسجل ملاحظات أثناء التحقيق يحتاجها في موضوع الدراسة. أما لوبدأ الدراسة وهولم يطلع على التحقيق ستكون هناك ثغرات كبيرة في موضوع الدراسة لأنه لم يكن على علم بها قبل موضوع التحقيق. فأولا التحقيق ثم الدراسة من حيث العمل.
إعداد التقرير لطلاب الماجستير أو الدكتوراه:
إذا أراد الطالب أن يقدم موضوعه تحقيقا فإن الجامعة تطلب منه تقريرا يدرس في لجنة الدراسات العليا وبناء عليه تتم الموافقة أو الرفض.
س/ ماذا يشمل التقرير؟
§ لابد أن يكون الطالب اختار العنوان (الكتاب) المناسب. (سبق الكلام عنه)
§ يكون قد جمع النسخ وعرف مواطنها حتى التي لم يستطع التوصل إليها يعرف مكانها-مواصفاتها-حجمها، وأنه يسعى في جلبها.
§ يكون قد وضع الخطة التي سيسير عليها. ويكتب دراسة موجزة في خمس صفحات تقريبا تشمل المؤلف، وبعض شيوخه، وتشمل الكتاب: قيمته العلمية، ومنهجه، ويفهرس المخطوط، ويبين أهم مصادره.
§ يرفق صور من النسخة ثلاث الصفحات الأولى. (وبعضهم يرفق الصفحة الأولى والأخيرة)
وقبل هذا لابد أن يكون الباحث قرأ المخطوط وعرف مافيه من جديد؛ ليقنع أعضاء المجلس بأهمية المخطوط وأنه يستحق الدراسة. وبقدر مايكون الطالب أنضج لفكرة التقرير بقدر مايضمن الموافقة في المجلس. ثم يرفق هذا التقرير مع الخطة.
¥