والأمير البطل أسامة بن ?م?نقِذ، والمؤرخ الفيلسوف ابن خلدون، وغيرهم. ولا ُأخفي عنكم أني أجد لذة
كبرى في قراءة هذه التراجم الذات?ية وأفيد منها فائدة عظيمة.
- لذلك فسأتحدث إليكم وآمل أن لا تملوا حديثي.
- ولدت في دمشق، في ح ? ي مشهور جدًا هو ح ? ي الق?يميرِ?ية، جنوب المسجد الأموي، في ? زقاق
الص ? واف. وأسر?تنا قديمة جدًا بدمشق، وما يزال في مقبرة الباب الصغير قبر "أبي ج ? دي"، وعلى شاهد
القبر أنه توفي سنة 1260 هجرية. وكان جدي محمد سليم من أعيان دمشق وكبار تجارها، وكانت
1) المقري: هو أحمد بن محمد بن أحمد المقَّري "بفتح الميم والقاف المشددة"؛ ولد بتلسمان سنة 986 ه، وتوفي بالقاهرة لسنة 1041)
ه. من أهم مؤلفاته: "نفح الطيب" و "أزهار الرياض في أخبار عياض".
تجارته بين دمشق والحجاز. فأرسل أحد أعمامي واسمه محمد خليل إلى مكة ?يدير الأعمال فيها. وتوفي
رحمه الله ?ا. وما يزال أحفاده أبناء عمنا فيها. أما والدي عبد الله فقد انصرف، رحمه الله، منذ شبابه إلى
العلم فحفظ القرآن الكريم على الشيخ محمد الشرقاوي المصري، ثم جمع القراءات السبع على الشيخ
المقرئ الأستاذ أحمد دهمان، وحفظ الشاطب?ية، ثم حفظ الدرة، وهو ما ?يسمى بالقراءات العشر
الصغرى، ثم عكف على طلب العلوم الدينية: فدرس العربية والتفسير والحديث والفقه الشافعي على
الشيخ بكري الع ّ طار وأجازه بذلك كّله، وقرأ صحيح البخاري وصحيح مسلم وبقية الكتب الستة
على مفتي الشام الشيخ عطاء الله الكسم، وأجازه كما أجازه مح ? دث الشام الشيخ بدر الدين الحسني.
والشيخ عبد القادر الق ? صاب، والشيخ أحمد البرزنجي مفتي المدينة المنورة، والشيخ محمد صالح الآمدي
مفتي آلاي المدينة المنورة أيضًا.
- ثم أراد رحمه الله أن يجمع القراءات العشر الكبرى، بمض ? من الط?يبة والنشر، وهو ما ?يسمى
القراءات الأربع عشرة. فأخذ ذلك عن الشيخ شرف الدين موسى المصري وكان الوحيد بدمشق
الذي يعرفها. فت ? م له بذلك رئاسة الإِقراء بدمشق. وكان أول من تلّقى العشر الكبرى من علماء
دمشق. وكان شيخ القراء والمقرئين فيها.
- وهكذا نشأ ? ت في بيت يرفرف عليه القرآن الكريم. وتجدون ترجمة كاملة لسيدي الوالد
وشيوخه وتلاميذه في ذيل كتاب دور القرآن بدمشق، الذي حققته ونشرته ذكرى له.
- كانت دراستي الابتدائية في مدرسة (البحصة) وهي مدرسة مشهورة. أما الثانوية فقد بدأت
فيها في (مكتب عنبر) ثم انتقلت إلى الكلية العلمية الوطنية. وكان لي الحظ فيها أن أتتلمذ على عالمين
كبيرين هما: الع ّ لامة الشيخ محمد ?جة البيطار، والشاعر الكبير الأستاذ خليل مردم بك. وبعد نيلي
الشهادة الثانوية انتسبت إلى دار المعلمين العليا، وكان من أساتذتي فيها الدكتور كامل نصري المربي
الشهير، والدكتور خالد شاتيلا. فلما تخ ? رج ? ت منها ع?ين ? ت سكرتيرًا للتعليم العالي والفني في وزارة
المعارف. وكان ينبغي أن أذهب إلى مدرسة ابتدائية أعّلم فيها. لكن أستاذي الدكتور شاتيلا انتقل من
دار المعلمين إلى وزارة المعارف مديرًا للتعليم العالي، فنقلني معه إلى الوزارة. وطمحت نفسي إلى ما هو
أعلى من التعليم والسكرتارية. فانتسبت إلى معهد الحقوق، كي أدرس القانون ففعلت. وكان حامل
الليسانس في الحقوق ?ي ? س ? هل عليه الانتساب إلى أي وزارة من الوزارات. وكان من أساتذتي في كلية
الحقوق أعلام كبار كالع ّ لامة الشيخ أبي ال?ي ? سر عابدين، والأستاذ عبد القادر العظم عميد الجامعة،
والأستاذ فايز الخوري، والدكتور سامي الميداني، والأستاذ سعيد المحاسني. وقضيت ثلاث سنوات في
كلية الحقوق. ثم أخذت أتد?رج في وظائف مختلفة كنت بادئ الأمر سكرتيرًا للتعليم العالي. ثم رئيسًا
لديوان وزارة الإِعاشة، ثم رئيسًا لديوان مديرية الآثار القديمة، بعد مسابقة ُأجريت وكنت الأول فيها،
ثم مديرًا للآثار بالوكالة، ثم مديرًا للعلاقات الثقافية والبعثات في وزارة المعارف. وتاقت نفسي إلى نيل
الدكتوراة. فأوفد ? ت في بعثة إلى باريس وهناك حصلت على الدكتوراة في القانون الدولي العام، وفي
التاريخ. وتابعت دروسًا في علم المكتبات وعلم الخطوط (الباليوغرافيا)، وتر ? ددت على متحف اللوفر
لدراسة الفن الإِسلامي.
¥