تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أوروبا على غفلة منا، أو بقصد من بعض تجارنا، فلو أن أحدًا منكم ذهب اليوم إلى أي متحف أو

مكتبة في أوروبة لوجد فيها النوادر والروائع من تراثنا المخطوط أو الآثار الفنية المنقولة كالس ? جاد

والأواني الخزفية والتحف وا?وهرات .. هذه الأشياء .. قسم منها انتقل ?بًا أو َ غ ? ضبًا كما فعل

الفرنسيون في شمال أفريقية، وفي سورية ولبنان، وكما فعل الإِنجليز في مصر وبلاد الشرق الأقصى،

وكما فعل الروس في بلاد إيران وتركيا.

- وما أقوله ليس افتراءً، فقد رأيت بنفسي مخطوطات عليها وقفيات على مدارس أو مساجد في

مدينة تركية أو إيرانية أو مغربية فوجد?ا في لينينغراد أو باريس. وقسم آخر باعه التجار عندنا ابتغاء

المال لأننا كنا مغّفلين لا نعرف قيمة هذا التراث. فبيع على الأغلب بأسعار بخسة. ولعلكم تعلمون ق ? صة

ذلك التاجر الإِيطالي الذي كان في صنعاء يبيع الناس الأقمشة والأرز وال ? س ّ كر ويرفض أخذ النقد

الدارج عندهم، كان يطلب منهم أن ?يحضروا له ُ ك?تبًا. وال ُ ك?تب كانت كّلها مخطوطة. فجمع ما يقرب

من ستة آلاف مخطوط، كما قيل وحملها معه إلى إيطالية، وأهداها إلى الفاتيكان. والفاتيكان أهداها إلى

مكتبة مشهورة في ميلانو، اسمها (الأمبروزيانا)، وأنا ذهبت إلى هذه المكتبة وبقي ? ت فيها شهرًا ووضع ? ت

فهرسًا لقسم من هذه المخطوطات اليمن?ية.

- ولماذا نذه ? ب إلى اليمن، وإلى ميلانو، وعندنا من أنباء مخطوطات المدينة المنورة التي انتقلت إلى

أوروبة الكثير. كان في المدينة على ساكنها أفضل الصلاة وأزكى السلام عالم من آل الحلواني كان

?متخ ? صصًا بالفلك. وله كتاب جيد في ال? رد على جرجي زيدان واسمه محمد بن حسن. فهذا الرجل كان

? جماعة للكتب. يلتقط جميع ما يستطيع أخذه من مخطوطات مكتبات المدينة المنورة، وكّلها كانت كتبًا

موقوفة لا يجوز إخراجها من مكا?ا ولا بيعها. وفي عام 1883 ميلادية أقيم في أمستردام ?ولندا

المعرض الاستعماري الدولي. فحمل الحلواني كل ما عنده من مخطوطات وذهب إلى المعرض ل?ب?يعها.

قسمًا كبيرًا مما عرضه من آثار قديمة وكتب، وباع بريل قسمًا من هذه Brill فاشترت مؤسسة بريل

في الولايات المتحدة. Yale المخطوطات لمكتبة برلين. وقسمًا آخر إلى جامعة ييل

- وكان عندنا في دمشق، والقاهرة، وبغداد ثلاثة من هؤلاء الت ? جار الذين كانوا يجمعون الكتب

من دور الأسر العلمية، وخاصة بعد وفاة أصحا?ا ويبيعو?ا إلى أوروبة. كان في القاهرة أمين الخانجي

صاحب مكتبة الخانجي المشهورة، كان في بغداد نعمان الأعظمي، وكان في دمشق الأستاذ أحمد ? عبيد

صاحب المكتبة العربية والشيخ حمدي السفرجلاني، رحمهما الله، وصاحب مكتبة الُق ? ص?يباتي. وكّلهم

كانوا من العارفين بالمخطوطات الج ? ماعين لها. وكانوا كّلما مات عالمٌ من العلماء سارعوا إلى شراء ما

عنده من الكتب، مطبوعة أو مخطوطة. وكان ذوو هؤلاء العلماء لا يعرفون على الأغلب قيمتها

ويريدون الخلاص منها فيبيعو?ا. فهؤلاء اهتدى إليهم مستشرق يهودي عالم اسمه (ا. س. يهودا) يعيش

في إنجلترة وطلب منهم أن يشتروا له أحسن المخطوطات. وكان يدفع لهم الثمن بالليرات الذهبية

ل?يغريهم بالشراء له، فجمع هذا الرجل مكتبة من أعظم المكتبات في العالم. ولما توفي انتقل قسم من كتبه

بالبيع إلى مكتبة شستر بتي في (? د?بلِن)، وكان شستر بتي الإِرلندي يحب اقتناء الأشياء النادرة، فاشتراها

وهي Princeton وأوقفها في مكتبة سميت باسمه في (? د?بلِن). وقسم ثانٍ منها بيع إلى جامعة برنستون

خمسة آلاف مخطوط وهذا القسم كله مما بيع من دمشق. وقسم ثالث، وهو مهم جدًا، كله مخطوطات

طبية من مؤلفات الأطباء المسلمين العرب. اشترته وزارة الدفاع الأميركية ووضعت هذه الكتب في

مستشفى كليفلاند. وهو مستشفى مشهور جدًا في الولايات المتحدة.

أميركي كان من هواة الرياضة، وبط ً لا من أبطال Garett - وكان يوجد رجل اسمه ر. جاريت

الألمبياد عام 1884. ثم أصبح رئيس مجلس الإِدارة في جامعة برنستون. وُأرسل في بعثة أثرية للتنقيب

عن الآثار في حوران في سورية. فتعّلق بشراء الآثار والمخطوطات. وعاد معه عشرة آلاف مخطوط

وقطع كثيرة فنية أثرية. فأهداها كلها إلى جامعة برنستون ويطلق عليها مجموعة جاريت. وكثيرون هم

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير