(64) وجاء في غير حديث أنه صلى الله عليه وسلم وقف يدعو رافعا يديه. ومن السنة أيضا التلبية في موقفه على عرفة خلافا لما ذكره شيخ الإسلام في منسكه (ص 383) فقد قال سعيد بن جبير:
" كنا مع ابن عباس بعرفة لي: يا سعيد ما لي لا أسمع الناس يلبون؟ فقلت: يخافون من معاوية قال فخرج ابن عباس من فسطاطه فقال: لبيك اللهم لبيك. فإنهم قد تركوا السنة من بغض علي رضي الله عنه ".
أخرجه الحاكم (1/ 464 - 465) والبيهقي (5/ 113) من طريق ميسرة بن حبيب عن المنهال بن عمرو عنه. قال الحاكم: " صحيح على شرط الشيخين " ووافقه الذهبي.
ثم روى الطبراني في " الأوسط " (1/ 115 / 2) والحاكم من طريق أخرى عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقف بعرفات فلما قال: لبيك اللهم لبيك قال: إنما الخير خير الآخرة. وسنده حسن وصححه الحاكم ووافقه الذهبي.
وفي الباب عن ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم من فعلها. أخرجه البيهقي.
65 - فلم يزل واقفا حتى غربت الشمس وذهبت الصفرة قليلا حتى غاب القرص (65).
66 - [وقال: وقفت ههنا وعرفة كلها موقف: د ن مي مج جا حا حم].
67 - وأردف أسامة [بن زيد: مج جا هق] خلفه.
______
(65) وكان صلى الله عليه وسلم في موقفه هذا مفطرا فقد أرسلت أليه أم الفضل بقدح لبن وهو واقف على بعيره فشربه. كما في " الصحيحين " عنها.
الإفاضة من عرفات
68 - ودفع رسول الله صلى الله عليه وسلم (وفي رواية: أفاض وعليه السكينة: د ن مج) (66) وقد شنق (67) للقصواء الزمام حتى إن رأسها ليصيب مورك (68) رحله ويقول بيده اليمني [هكذا: وأشار بباطن كفه إلى السماء: ن] أيها الناس السكينة السكينة.
69 - كلما أتى حبلا (69) من الحبال أرخى لها قليلا حتى تصعد (70).
الجمع بين الصلاتين في المزدلفة والبيات بها
70 - حتى أتى المزدلفة فصلى بها [فجمع بين: د جا] المغرب والعشاء بأذان واحد وإقامتين (71).
______
(66) هي الرفق والطمأنينة قال النووي: ففيه أن السكينة في الدفع من عرفات سنة فإذا وجد فرجة يسرع كما في الحديث الآخر.
(67) أي ضم وضيق.
(68) هو الموضع الذي يثني الراكب رجله عليه قدام واسطة الرحل إذا مل من الركوب.
(69) في " النهاية ": " الحبل المستطيل من الرمل. وقيل: الضخم منه وجمعه حبال. وقيل: الحبال في الرمل كالجبال في غير الرمل ".
(70) وكان في سيره هذا يلبي لا يقطع التلبية كما في حديث الفضل بن العباس في " الصحيحين ".
(71) هذا هو الصحيح فما في بعض المذاهب أنه يقيم إقامة واحدة خلاف السنة وإن ورد ذلك في بعض الطرق فإنه شاذ كما أن الأذان لم يرد أصلا في بعض الأحاديث. انظر: " نصب الراية " (3/ 69 - 70).
71 - ولم يسبح (72) بينهما شيئا.
72 - ثم اضطجع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى طلع الفجر (73).
73 - وصلى الفجر حين تبين له الفجر بأذان وإقامة.
الوقوف على المشعر الحرام
74 - ثم ركب القصواء حتى أتى المشعر الحرام (74) [فرقى عليه: د مج جا هق].
75 - فاستقبل القبلة فدعاه (وفي لفظ: فحمد الله: د مج جا هق] وكبره وهلله ووحده.
76 - فلم يزل واقفا حتى أسفر جدا.
77 (وقال: وقفت ههنا والمزدلفة كلها موقف: م د ن مج جا حم).
______
(72) أي لم يصل سبحة أي نفلا.
(73) قال ابن القيم: ولم يحي تلك الليلة ولا صح عنه في إحياء ليلتي العيدين شيء. قلت: وهو كما قال وقد بينت حال تلك الأحاديث في " التعليق الغيب على الترغيب والترهيب ".
(74) المراد به هنا قزح بضم القاف وفتح الزاي وبحاء مهملة وهو جبل معروف في المزدلفة وهذا الحديث حجة الفقهاء في أن المشعر الحرام هو قزح. وقال جماهير المفسرين وأهل السير والحديث: المشعر الحرام جميع المزدلفة. نووي.
الدفع من المزدلفة لرمي الجمرة
78 - فدفع [من جمع: هق] قبل أن تطلع الشمس [وعليه السكينة: د ت هق حم] (75).
79 - وأردف الفضل بن عباس (76) - وكان رجلا حسن الشعر أبيض وسيما -
¥