تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وهذه النسخة كما مر معنا كتبها الكاتب لنفسه فاعتنى بها، وقابلها وصححها، ففي هامشها تصحيحات كثيرة، وفيها بعض التعليقات النافعة وبيان لبعض المبهمات ونحو ذلك. وهي نسخة مرقمة الأبيات، إذ كتب على رأس كل مائة بيتٍ منها رقمَهُ وهكذا، واستمر ذلك إلى مائة و ثلاثة آلاف ثم ترك الترقيم بعد ذلك. و يلاحظ أن الورق شح على كاتبها، ولذلك تجده ابتداءاً من اللوحة 120 يستخدم هوامش الورق في كتابة أبيات النونية فيها، واستمر ذلك حتى آخر المخطوط.

ب- المجلد الخمسون من (كتاب الكواكب الدراري في ترتيب مسند الإمام أحمد على أبواب البخاري) لابن زكنون الحنبلي (علي بن حسين ابن عروة)، وكان الفراغ من تتمة هذا المجلد يوم الخميس مستهل شهر صفر سنة ثمانٍ وعشرين وثمانمائة من الهجرة النبوية على يد أفقر عباد الله إلى رحمته ومغفرته ورضوانه: إبراهيم بن محمود ابن بدر الحنبلي. ومن المعلوم أن (الكواكب الدراري) ضمَّنه مؤلفه الكثير من كتب شيخ الإسلام ابن تيمية، وكتب تلميذه ابن القيم فكانت النونية شاغلة للمجلد الخمسين من الكواكب الدراري.

وأصل هذه النسخة محفوظ في ظاهرية دمشق في المكتبة الأسدية، وعنها صورة بجامعة الإمام برقم (2953).

وهذه النسخة هي في الغالب تابعة للنسخة السابقة، ولذلك فقد اتخذت النسخة (أ) أصلا، وقابلتها بالنسخة (ب)، ولم أذكر من الفروق بينهما إلا القليل مما أرى أن في إثباته فائدة، أو ما بدا لي فيه رجحان ما في النسخة (ب) على النسخة (أ) الأصل؛ فإني حينئذ أقدمه على ما في الأصل وأبيِّن ذلك. وفي أحوال قليلة أقدم ما في إحدى المطبوعات على ما في المخطوطين إذا اقتضت مناسبة ذلك، وأبين ذلك في الهامش أيضا إن شاء الله.

وربما لجأت إلى الاعتضاد بقرينة الوزن (وزن البيت) لأثبت ما أراه مناسباً في موضعه من ترجيح بين النسخ، أو اعتماد لضبط ومعنى دون معنىً آخر؛ إذ الأصل في أبيات القصيدة أن تكون موزونة، وليس الحفاظ على وزنها من الانكسار بكبير شيء حتى يشق على الإمام ابن القيم العلامة المتفنن الذي أتى بهذا النظم البديع. وعليه فإن اعتبار أن الأصل في أبياتها كونها غير مختلة الوزن مما يساعد على تصحيح بعض ما يقع من خطأ من النساخ ونحوه، على أني ألتزم أن أبيّن كل تصرُّف تصرفته في الكتاب من حذف وإضافة أو تصحيح و نحوه –إن كان مما يتعلق برسم الكلمات- في الهامش إن شاء الله تعالى.

ويتلخص عملي في هذا النظم المبارك إضافة إلى ما أسلفته من مقابلة المخطوط بالمطبوع، وشكل النص وضبطه في ما يلي:

1 - كتابة الكلمات على قواعد الرسم الإملائي الحديث، إلا أني راعيت في رسم الكلمات طريقة النطق بها عند قراءتها نظماً على وجه لا يختل به وزن البيت. وهذه هي طريقة علماء الرسم لما كتبوا المصاحف وشكلوها فإنهم راعوا في ذلك طريقة التلفظ بهذه الكلمات. وعليه فلربما تضمنت الكلمة همزة قطع، فكتبتها بحذف الهمزة، أو لربما همزت ما لا تهمزه العرب مثل: ابن، أو اسم حتى يستقيم لقارئها أن يقرأ القصيدة بطريقة صحيحة.

وقد واجهتني مشكلة في رسم الكلمات تكمن في اضطراب منهج الناسخَيْن في كتابة قافية القصيدة فتارة يثبتون وصل البيت بعد الرويِّ، ووصل هذه القصيدة كما هو معلوم من فن القوافي هو الياء، وتارة يحذفونه، ولم أعلم لهم في ذلك منهجا مضطردا، بل لربما حذفوا ياء أصلية من الكلمة في مثل هذه الكلمات: زاني، عاني، داني؛ وربما ألحقوا الياء ببعض الكلمات التي يسبب إلحاقها بها لبساً في الفهم في مثل الكلمات: الإحسان، الجثمان، اللسان. ولما أن كان الأمر هكذا فإني رأيت أن أثبت الياء في ما كانت ياؤه أصلية من الكلمات، أو إذا كانت هذه الياء ياء المتكلم، أو ياء النسب ولو أنه يسوغ حذف بعض هذه الياءات والتعويض عنها بتنوين العوض؛ وحذفت الياء مما سوى ذلك لأن الوصل لا يلزم إثباته خطاً، والله تعالى أعلم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير