تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

2 - استخدمت علامات الترقيم في مواضع كثيرة من النص. واستخدام علامات الترقيم مع الشعر يعد أمراً غير مألوف إلا أني رأيت الحاجة ماسة إليه في مواضع من هذا القصيد بيانا لبداية الكلام وانتهائه، وفصلا لمعنىً عن آخر. وحقيقة لم أجد من تكلم عن علامات الترقيم في حالة استخدامها مع أبيات الشعر، وكيفية التعامل معها حينئذ، ولكن الشعر كلام كغيره من الكلام إلا أنه كلام موزون ومقفى، وهنا يكمن الفرق، إذ إنَّ أبيات القصيدة يُشَكِّل كلُّ واحد منها وحدةً مستقلة، وهذه الوحدة المستقلة كثيرا ما تستقل بالمعنى فتكون حينئذ غير محتاجة إلى أي علامة من علامات ربطها بما بعدها، وعليه فإني في مثل هذه الحالة لا أضع شيئا من العلامات مكتفيا بدلالة نهاية البيت عن التدليل على ذلك بعلامات الترقيم " لأن علامات الترقيم لا تستقصى إلا عند اللبس "، وفي أحيان أخرى كثيرة يحصل ما يسميه أهل القوافي بالتضمين، والتضمين في علم القوافي هو أن تتعلق القافية أو لفظةٌ قبلَها بما بعدها، فلا يتم المعنى إلا بعد بيتين أو ثلاثة أو غير ذلك، وحينها أتعامل مع هذه المجموعة من الأبيات كمجموعة واحدة، فإذا انتهت وضعت في آخرها العلامة المناسبة لها من فاصلة أو نقطة أو نحو ذلك.

3 - وضع أقواس لبداية ونهاية المقالات التي يحكيها المؤلف عن الطوائف والفرق المختلفة. وهذا أمر مهم للغاية في تقديري؛ إذ بدونه يختلط الكلام على غير البصير بمذاهب الناس فلا يعرف حقه من باطله، ويظن كلام المبتدعة كلاما لأهل السنة، أو العكس. والنونية تضمنت العشرات من مقالات الطوائف المنحرفة عن جادة أهل السنة، فكان في تمييز مقالاتهم مصلحة الحذر منها، والتمييز بينها وبين الرد الذي يذكره ابن القيم عليها، خصوصا وأن ابن القيم كان كثيرا ما يورد مقالاتهم على ألسنتهم هم، ويذكر شبههم وشناعتهم على أهل الحق، كل ذلك قبل أن يكر عليهم بالرد والتفنيد. وعليه فإني أضع لكل مقالة قوسين في أولها، وآخرين في آخرها هكذا: (())، فإن تضمنت المقالة أو النقل حكاية مقالة أخرى، فإني حينئذ أحيط المقالة المضمنة في المقالة المذكورة بقوسين فقط، أحدهما قبلها والآخر بعدها هكذا: ().

4 - وضعت خطوطا تحت بعض الكلمات المهمة مما يساعد على إبراز التقاسيم التي يذكرها المؤلف، وبالتالي فهم الكلام، وترابطه في الذهن.

5 - علقت بعض التعليقات اليسيرة في قليل من المواضع قدرت أن التعليق فيها له أهمية في فهم الكلام، أو تجلية غامض، أو في بيان سبب اختيار وتقديم لفظ على آخر. والذي اعتبرته في الحاجة إلى فهم الكلام فهم عامة طلبة العلم إذ لا مدخل للعوام وأشباههم في هذه المسائل، وحتى لا تكون تلك التعليقات شرحا آخر للكتاب غير الشروح التي كتبها عليه أهل العلم. وهذا أمر يختلف -على كل حال-باختلاف التقدير.

وبعد:

فإن مثل هذا العمل في هذا الكتاب الذي لمّا تكتشف الكثير من كنوزه وخباياه يعتبر عملاً محفوفاً بالمخاطر؛ فضبط الألفاظ بالشكل مبنيٌ على معرفة إعرابها، ومعرفةُ إعرابها هو عِماد معاني الكلام، ولربما - وكما هو معروف – تغير المعنى بالكلية بتغيُّر الاعراب؛ ولذا فإني اجتهدت وسعي في تفهُّم كلام المؤلف ثم في ضبطه، واخترت من المعاني -عند احتمال اللفظ لأكثر من معنى صحيح- ما رأيته أقرب وأسهل، واستعنت على ذلك بالشروح المعروفة كشرح ابن عيسى وشرح الهراس، والمواضع التي شرحها الشيخ ابن سعدي-رحمهم الله – واستفدت من هذه الشروح خصوصاً شرح الهراس. ولكني وقفت في بعض الأحيان دون معونةٍ من شارح ولا من غيره فاستعنت اللهَ وأثبتُّ ما بدا لي صوابه. ومن الله أستمد العون والتوفيق فهو المانح لكل خير.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير