7 - عن أيوب السخيتاني قال: "من أحب أبا بكر فقد أقام الدين، ومن أحب عمر فقد أوضح السبيل، ومن أحب عثمان فقد استنار بنور الله، ومن أحب علياً فقد استمسك بالعروة الوثقى، ومن قال الحسنى في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد برئ من النفاق" [8].
8 - وقال الإمام مالك بن أنس: "من يبغض أحداً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وكان في قلبه عليه غل فليس له حق في فيء المسلمين"، ثم قرأ قول الله تعالى: {مَّا أَفَاء ?للَّهُ عَلَى? رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ ?لْقُرَى?} إلى قوله {وَ?لَّذِينَ جَاءوا مِن بَعْدِهِمْ} [الحشر:6 - 10].
وذُكِر بين يديه رجل ينتقص أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأ مالك هذه الآية: {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ ?للَّهِ وَ?لَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى ?لْكُفَّارِ} إلى قوله {لِيَغِيظَ بِهِمُ ?لْكُفَّارَ} ثم قال: "من أصبح من الناس في قلبه غل على أحد من أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام فقد أصابته الآية" [9].
9 - وقال أبو جعفر الطحاوي: "ونحب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا نفرط في حب أحد منهم، ولا نتبرأ من أحد منهم، ونبغض من يبغضهم وبغير الخير يذكرهم إلا بخير، وحبهم دين وإيمان وإحسان، وبغضهم كفر ونفاق وطغيان" [10].
10 - وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: "ومن أصول أهل السنة والجماعة سلامة قلوبهم وألسنتهم لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كما وصفهم الله به في قوله تعالى {وَ?لَّذِينَ جَاءوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا ?غْفِرْ لَنَا وَلإِخْو?نِنَا ?لَّذِينَ سَبَقُونَا بِ?لإيمَـ?نِ وَلاَ تَجْعَلْ فِى قُلُوبِنَا غِلاًّ لّلَّذِينَ ءامَنُواْ رَبَّنَا إِنَّكَ رَءوفٌ رَّحِيمٌ} [الحشر:10]، وطاعة للنبي صلى الله عليه وسلم في قوله: ((لا تسبوا أصحابي فو الذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهباً ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه)) [11] ... ويتبرؤون من طريقة الروافض الذين يبغضون الصحابة ويسبونهم، وطريقة النواصب الذين يؤذون أهل البيت بقول أو عمل، ويمسكون عما شجر بين الصحابة ويقولون: إن هذه الآثار المروية في مساويهم منها ما هو كذب ومنها ما قد زيد فيه ونقص وغير عن وجهه والصحيح منه هم فيه معذورون إما مجتهدون مصيبون وإما مجتهدون مخطئون ... " [12].
[1] مروج الذهب ومعادن الجوهر (3/ 75) للمسعودي.
[2] المذاييع: هو جمع مذياع من أذاع الشيء إذا أفشاه وقيل: أراد الذين يشيعون الفواحش. (القاموس المحيط ـ ذاع)، والبُذُر: جمع بَذِر وهو كثير الكلام (القاموس ـ بذر).
[3] انظر: حلية الأولياء (1/ 76 - 77).
[4] حلية الأولياء (1/ 305 - 306).
[5] المسند (1/ 379). وانظر: شرح السنة للبغوي (1/ 214 - 215).
[6] الدر المنثور في التفسير بالمأثور (4/ 272) للسيوطي.
[7] رواه الإمام أحمد في المسند (3/ 134).
[8] انظر: البداية والنهاية (8/ 13) لابن كثير.
[9] انظر: شرح السنة للبغوي (1/ 229).
[10] العقيدة الطحاوية مع شرحها (528).
[11] أخرجه البخاري في المناقب، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم لو كنت .. (3673) ومسلم في فضائل الصحابة باب فضل الصحابة ثم الذين يلونهم (2533).
[12] العقيدة الواسطية مع شرحها (لمحمد خليل هراس) (142 - 151).
الفصل السادس: الثناء على أصناف معينة منهم رضي الله عنهم:
المبحث الأول: الثناء على السابقين الأولين:
السبق هو التقدم إما في الصفة أو في الزمان أو في المكان.
فالتقدم في الصفة: يكون لمن سبق إلى الإيمان بالله ورسوله واليوم الآخر واتخذ ما ينفق قربات عند الله عز وجل.
والتقدم في الزمن: يكون لمن تقدم في أوان قبل أوان.
والتقدم في المكان: يكون لمن تبوأ دار النصرة واتخذها بدلاً عن موضع الهجرة، وأفضل هذه الوجوه هو السبق في الصفات [1].
قال الراغب الأصبهاني: "أصل السبق التقدم في السير نحو: {فَ?لسَّـ?بِقَـ?تِ سَبْقاً} [النازعات:4]، ويستعار السبق لإحراز الفضل والتبريز وعلى ذلك: {وَ?لسَّـ?بِقُونَ ?لسَّـ?بِقُونَ} [المعارج:10] أي: المتقدمون إلى ثواب الله وجنته بالأعمال الصالحة نحو قوله: {يُسَارِعُونَ فِى ?لْخَيْر?تِ} [الأنبياء:89] " [2].
¥