[التجديد الوزني في البحر الوافر]
ـ[د. عمر خلوف]ــــــــ[04 - 11 - 2009, 07:31 م]ـ
[التجديد الوزني في البحر الوافر]
الوافر بحر غنائي مرن، واسع الانتشار قديماً وحديثاً، له إيقاع مألوف وجميل، لعلّ من أشهر ما كتب عليه معلقة عمر بن كلثوم.
يقوم إيقاعه على تكرار الوحدة الوزنية (مُفاعَلَتُن //ه ///ه)، وبديلتها (مفاعيلن //ه/ه/ه).
ليس له في كتب العروض سوى ثلاثة أضرب:
1 - مُفاعَلَتن مُفاعَلَتن فعولن =مُفاعَلَتن مُفاعَلَتن فعولن
يقول محمد بن حازم الباهلي:
أبى لي أنْ أطيلَ الشِّعْرَ قصدي=إلى المعنى، وعلْمي بالصوابِ
وإيجازي بِمُختَصَرٍ قريبٍ=حذفْتُ بهِ الفضولَ من الجوابِ
فأبعثُهنَّ أربعةً وخمْساً=مثقّفَةً بألفاظٍ عِذابِ
خَوالِدَ ما حَدا ليلٌ نهاراً=وما حسُنَ الصِّبا بأخي الشبابِ
وهنَّ إذا أقمْتُ مُسافراتٌ=تَهادَتْها الرّواةُ مع الرِّكابِ
2 - مفاعلتن مفاعلتن=مفاعلتن مفاعلتن
وهو قالب المجزوء الرئيس، وعليه شعرٌ كثير، خلط فيه أكثر الشعراء بينه وبين الهزج.
يقول ابن أبي ربيعة:
كتبْتُ إليكِ من بلَدي=كتابَ مولَّهٍ كَمِدِ
كئيبٍ واكِفِ العينيـ=ـنِ بالحسَراتِ مُنفَرِدِ
يُؤرّقُهُ لَهيبُ الشّوْ=قِ بينَ السَّحْرِ والكَبِدِ
فيُمسكُ قلبَهُ بيَدٍ=ويمسحُ عينَهُ بيَدِ
3 - مفاعلتن مفاعلتن=مفاعلتن مفاعيلن
يقول عبيد الله بن قيس الرقيات:
رُقَيّةُ تيّمتْ قلبي=فوا كبدي من الحبِّ
وقالوا داؤهُ طِبٌّ=ألا بل حبُّها طبّي
تهاني أخوتي عنها=وما للقلبِ من ذنبِ
وما أقبَلُ نُصْحَ النّا=صحي من شدّة الكَرْبِ
ـ[د. عمر خلوف]ــــــــ[04 - 11 - 2009, 07:38 م]ـ
الثمانيات:
1 - مُفاعَلَتن مُفاعَلَتن مُفاعَلَتن مُفاعَلَتن=مُفاعَلَتن مُفاعَلَتن مُفاعَلَتن مَفاعيلن
يقول أحمد السمرة من قصيدة طويلة:
أيا أحداقَ آفاقي دعينا ننشدُ الماءَ=فلا ظَمَئي يُفارقُني وهذا الوردُ قد ساءا
وسفحي قمة الإذلال سلَّمَني لِجَلاّدي=فقيَّدَني أنا الصادي وأعْوَزَني كما شاءا
وشقَّقَ شمسَ أيّامي ليبْذُرَ حبّةَ الليلِ=وعلَّلَ بالجَنى أمَلاً بحمْلِ كهانةٍ ناءا
كهانة ثُلّةٍ سَكِرَتْ بِخَمْرِ الزّيفِ خدّاعاً=يُبعْثرُ ريحها خزْياً إذا ما راحَ أو جاءا
السداسيات التامة:
2 - مُفاعَلَتن مُفاعَلَتن مُفاعَلَتن =مُفاعَلَتن مُفاعَلَتن مُفاعَلَتن
ذكره الجوهري بقوله: "وهذا مُحدَثٌ، ولم يجئْ عن العرب في مسدّسه بيتٌ صحيح". وشاهده عنده:
أدارةَ دعد ما فعَلَتْ بكِ الدّوَلُ=عفَتْ وعليكِ لا دِمَنٌ ولا طلَلُ
يقول عبد المجيد بن جدّه:
أخي ما الحربُ بالحَسَراتِ والأرَقِ=وبالكلِماتِ ننثُرُها على الورَقِ
مِدادُ الحبْرِ أجريناهُ أوديةً=وفي البلوى سلكْنا آمِنَ الطُّرُقِ
عَتادُ الحرْبِ في أوطاننا قلَمٌ=سفينُ الحرفِ لا يُنجي منَ الغرَقِ
3 - مُفاعَلَتن مُفاعَلَتن مُفاعَلَتن =مُفاعَلَتن مُفاعَلَتن مَفاعيلن
ذكره ابن القطاع في شواذ الوافر، وشاهده:
مضى زَمَنٌ صحِبْتُ بهِ أبا كُرَبٍ=ففارَقَني أبو كُرَبٍ على كَرْبِ
ومن المعاصرين، يقول إحسان البني:
سألتُ اللهَ أنْ يُبْقيكِ في صدري=كنَزْفِ الجرْحِ في آهاتِ ذكْرانا
فطَعْمُ الجرحِ في ذكراكِ أعشقُهُ=وقد أضحتْ جراحي فيكِ إدْمانا
فمُذْ سافرْتِ والألوانُ باهتةٌ=وأحداقي تُذيبُ الليلَ أحزانا
أرى في الخَلْقِ أشباحاً مُوَشْوِشَةً=ويبدو ليْ ضياءُ الشمسِ نيرانا
فلا فجْرٌ خفيفُ الظلِّ يُفْرِحُني=ولا كأسٌ يُعيدُ القلبَ نَشْوانا
سرابٌ أنتِ والطرُقاتُ تائهةٌ=يَهونُ الصبْرُ والمشوارُ ما هانا
ـ[د. عمر خلوف]ــــــــ[04 - 11 - 2009, 07:49 م]ـ
السداسيات
1 - مُفاعَلَتن مُفاعَلَتن فعولن =مُفاعَلَتن مُفاعَلَتن فعولْ
نقله ابن القطاع عن الزجّاج، منشداً فيه "عن عبد الله بن مسلم بن قتيبة، قولَ العَلاء بن المنهال الغنوي، في شريك بن عبد الله القاضي؛ قاضي الكوفة:
فلَيْتَ أبا شريكٍ كانَ حَيّاً=فيُقْصِرَ حينَ يُبصِرُهُ شريكْ
ويتركَ منْ تَذَرُّبِهِ علينا=إذا قلنا لهُ هذا أبوكْ
وقد وجدت له قول زياد الأعجم:
ألَمْ ترَ أنني وتَّرْتُ قوسي=لأبقَعَ منْ كلابِ بني تَميمْ
عوى فرميتُهُ بسهام موتٍ=يُصِبْنَ عَوادِيَ الكلْبِ اللئيمْ
وكنتُ إذا غمزْتُ قناةَ قومٍ=كسرتُ كَعوبَها أو تستقيمْ
فلسْتَ بسابقي هَرِماً ولَمّا=يمرّ على نَواجذِكَ القَدُومْ
فحاولْ كيف تنجو من وِقاعي=فإنّكَ بَعْدَ ثالثةٍ رَميمْ
فقدْ قَدُمَتْ عُبودَتُكمْ ودُمْتمْ=على الفحشاءِ والطبْعِ اللئيمْ
2 - مُفاعَلَتن مُفاعَلَتن فعولن =مُفاعَلَتن مُفاعَلَتن فعو
قالب جميل، وضعتُه قياساً، وقلتُ فيه:
جبلْتُكِ دميةً بدمي ودمعي=وقلتُ لكِ اسكُني أضلاعيَهْ
زرعتُكِ في شعوري نفْحَ طيبٍ=تضوعُ على الدُّنا نفَحاتيَهْ
ثم وجدت عليه قول العماد الأصفهاني:
أحاطَ بوردِ وجنتِهِ الجَنِيْ=بنفسَجُ خَطّ عارضِهِ الطّري
وجالَ وشاحُهُ في الخصْرِ منهُ=مَجالَ الوهْمِ في السرِّ الخَفي
وجاذبَ حقفَهُ غصْنٌ قَصيفٌ=فيا ويحَ الضعيفَ من القوي
يؤاخذُ طرفَهُ بالذّنْبِ قلبي=فيا جَوْرَ السقيمِ على البَري
3 - مُفاعَلَتن مُفاعَلَتن فعو =مُفاعَلَتن مُفاعَلَتن فعو
وضعته قياساً، ومثّلتُ له بالقول:
جبلتُكِ دميةً بدِمائيَهْ=وقلتُ لكِ اسكني أضلاعيَهْ
زرعتُكِ في شعوريَ نفحةً=تضوعُ على الدُّنا نفحاتيهْ
وقد وجدتُ مثاله في قول د. مريم البغدادي:
لقد نامتْ وأهدتْني الأرَقْ=وأصْلَتْ لي فؤادي فاحترَقْ
بُليتُ بها فساءَتْ حالتي=وسَدَّتْ منذُ جاءتني الطّرُقْ
وصار النحْسُ حظّاً دائماً=ببيتي، فوق صدري قد طَبَقْ
وأنّ السعْدَ منْ بيتي اختفى=وفَرْحيَ منْ فؤاديَ قد سُرِقْ
متى يا ربّ ترحمُني، متى=تُخلِّصُني منَ العَيْشِ القلِقْ
وتُبْعدَ عنْ طريقي شُؤْمَها=فخادِمتي بَلاءٌ مُنْدَفِقْ
¥