وأنا لا أعلم ماهي الرموز تماما ولكني أعرف الفكرة: فمثلا يمكن أن نرمز للحرف ع بالرمز (. _. _)
وللحرف ل بالرمز (_._.) وللحرف م بالرمز (. _ _.)، فماذا لو كتبنا هذه الكلمات:
1 - (_. _. /. _ _. /. _. _)
2 - (. _. _ /. _ _. / _. _.)
3 - (. _. _ / _. _. /. _ _.)
فإذا أردنا أن نعرف معاني هذه الكلمات فسوف نحتاج إلى تركيز شديد وإلى جهد أكبر ووقت أطول مما لو كتبناها هكذا:
1 - لمع
2 - عمل
3 - علم
انظر إلى الفرق في التركيز والوقت والجهد اللازم للتعرف على ثلاث كلمات فقط؛ فما بالنا لو كانت فقرة ذات جمل؛ أو كانت موضوعا ذا فقرات؛ أوكانت موضوعات طويلة متعددة؟؟
لا شك أنه لو كان أمامنا صفحة كاملة بهذه الطريقة لأصبنا بالإحباط؛ ولاحتجنا إلى عزيمة حديدية للإقدام على قراءتها وترجمتها إلى كلمات بالحروف المعتادة؛ وسوف نصاب بالملل والإجهاد والتعب قبل أن ننتهي منها؛ وإن أنهيناها فسوف تأخذ وقتا وجهدا طويلا وسوف تكون مليئة بالأخطاء بعد كل هذا.
كذلك الأمر بالنسبة إلى بحور الشعر؛ فلو أردنا أن نتعرف على وزن كل بحر من خلال رموز حركاته وسكناته سواء أ كانت هذه الرموز حرفية مثل (ح) للمتحرك و (س) للساكن مثلا أم كانت دائرة صغيرة للساكن وشرطة للمتحرك أو حتى إذا ما استخدمنا رموزا رقمية؛ وسواء أكانت أنواع الرموز هذه ترمز إلى المتحرك والساكن أم ترمز إلى السبب والوتد؛ فإننا سنجد أن التعرف على أوزان تلك البحور من خلال هذه الرموزيتطلب وقتا وجهدا أكبر مما لو حاولنا أن نعطي رموز كل بحر تنغيمات مميزة نستطيع تمييزها بمجرد قراءتها أو سماعها.
فما العيب في ذلك إذن؟؟ إن التيسيرومحاولة الوصول إلى النتائج بوقت أقصر وجهد أقل هو مطلب مهم عند وضع العلوم؛ وخاصة إذا لم يكن لهذا التيسير أية عيوب أو آثار جانبية يقينية؛ فما بالنا إذا اتضح أن هناك فوائد أخرى إلى جانب التيسير؟؟
ونستطيع أن نعدد بعض فوائد التنغيم فيما يلي:
1 - سرعة التعرف على البحر.
2 - التعرف على إيقاع البحر.
3 - إمكانية النظم على وزن البحر بمضاهاة المنظوم مع إيقاع البحر الذي يمثله التنغيم
4 - متابعة دراسة الوزن بالتركيز المعتاد بوقت قصير وجهد قليل وأخطاء أقل.
5 - سلامة وسرعة نقل المعلومات بالمشافهة فقولنا مثلا: مفاعيلن هو أسرع من قولنا ثلاثة اثنان اثنان أو حركة حركة سكون حركة سكون حركة سكون أو قولنا دائرة دائرة شرطة دائرة شرطة دائرة شرطة؛ فانظر كيف اختصرت لفظة مفاعيلن كل هذا اللغط الذي يحتاج إلى إعادة للتوثق والتأكد ثم بعد ذلك قد يكون هناك أخطاء رغم محاولات تجنبها.
6 - عند حدوث تغييرات بكل جزء يمكن تمييز التغييرات بسهولة ومعرفة أماكنها بدقة حيث سنلحظ تغير الجزء الذي حدث فيه التغيير وسلامة الأجزاء السالمة من التغيير.
ولا شك أن هناك مزايا أخرى ومهمة تتضح لمن يستعمل التنغيم.
وليس القصد من هذا أنه دعوة لترك الترميز .. بل إن الترميز له فوائد متعددة؛ فهو أسرع في الكتابة، وهو أوضح في الدراسة وأشمل عند وضع القواعد؛لكن القصد أنه لا ينبغي أن يطغى جانب على جانب فنهتم بأحدها ونهمل الآخر ولكن يجب أن تسير كل النقاط المفيدة جنبا إلى جنب في خطوط متوازية حتى يتم الاستفادة منها جميعا؛ وما ينقص في إحداها نجد ما يكمله في الأخرى.
كان هذا تمهيدا للدخول بعده إلى تفاصيل تنغيم البحور
وإلى لقاء قريب إن شاء الله
دمتم بخير
@@@@@@@@@@@@@@@@
رد الأستاذ خشان
تحية لأستاذي الكريم
وددت أن أذكر ما يلي - ليس من باب الحوار - ولكن لتقاطعه مع ما تفضلت به
أ - المتحرك والساكن: وهما ذات الوزن
2 - المقاطع من أسباب وأوتاد وهي للوزن واحدة لا تتعدد فهي كالأسماء
3 - التفاعيل وهي للوزن كالكنى قد تتعد
1 - ذات المنسرح = 1 ه 1 ه 1 1 ه 1 ه 1 1 ه 1 1 ه 1 1 ه
2 - اسم المنسرح = 2 2 3 2 3 3 1 3
3 - من كنى المنسرح
مستفعلن فاعلن مفاعلتن = مس تف علن فا علن مفا علتن = 2 2 3 - 2 3 – 3 1 3
مستفعلن مفْعُلاتُ مستعلن = مس تف علن مفْ علات مسْ تعلن = 2 2 3 – 2 3 1 – 2 1 3
ولنا أن نضيف هذه الصيغة
مستفعلاتن متفعلاتُ فعلْ = 4 3 2 – 3 3 1 – 3
وهذه أيضا
فعْلن فعولن مفاعلن فعِلُنْ =2 2 – 3 2 – 3 3 – 1 3
ثمة جوهر ومظهر
¥