تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[د. عبدالرحمن الصالح]ــــــــ[16 Sep 2010, 12:41 ص]ـ

وُلد مسلما ولم يجاهر بردة.

ظل منتميا إلى المسلمين ولا يحمل مشاعر العداء والبغض لا للإسلام ولا لأهله

عاش في بيئة تختلف عن بيئتنا قلبا وقالبا

وكان يكتب بعقل تحليلي حيادي

ومثل هذا الرجل لا يمكننا الحكم عليه بشيء

سوى أن ظن ونخمن هل نفع أم ضرّ

لو عاش أيٌّ منا بين هؤلاء المجانين من أقطاب ماـ بعد ـ الحداثة في باريس

مدة أسبوع لتمنى أن يكون بينهم مثل أركون ممن ينتمي إلى التراث الإسلامي ولا يحمل مشاعر

عداء للمسلمين ويحاكم فكر هؤلاء بمنطلقاتهم وركائزهم التي أساسها المساواة والنسبية والتساؤل.

لكن إذا كنا نحاكمه من بيئة مغايرة (فقط لأنه تحدث عن موضوعاتنا نفسها) فهذا يعني أننا

أخرجناه من سياقه، وجعلناه كالعبارة خارج سياقها، نظن أننا نفهمها ولكن في الواقع نحن

نضعها داخل سياق جديد أي أننا نفهمها فهما جديدا قد يكون مضادا أو مناقضا لمعناها الحق.

من وجهة نظري المتواضعة أن نكتفي منه بما ذكرت، وهو عدم التصريح بالردة وأنه كان يمتلك مشاعر ود

وتعاطف مع المسلمين.

وأن نحكم على أفكاره وما كتب هل يمكن أن تنفع الأمة في أي جانب؟

في البداية يجب أن لا ننسى أن ما كتب قد ترجم إلينا من بين عشرت ومئات ما يكتب عنا مما لا نقرؤه

ولا نعلم به ولكنه يشكل وعي شعوب أخرى عنا ويصوغ نظرتها إلينا. أي أنه لو لم يكتب أركون لكتب غيره

فالحضارة الغربية التي أصبحت عالمية منذ أزيد من قرن (بتحديد توينبي منذ 1897) لا تضع قيودا على الفكر

أبدا.

ومن هذا المنطلق أرى وجوده ضرورة عرفنا من خلال ما كتب عرفنا كيف يفكر أصحاب مابعدـ الحداثة وكيف

يسمحون لعقولهم أن تتفلسف في كل موضوع.

تناقشنا ذات مساء أنا العبد لله والدكتور عبدالله السيد عما يسمى بمشاريع نقد التراث والعقل الإسلامي

والعربي فقال لي الجابري خير من أركون وأنفع لنا وللناس لأنه قدم مشروعا متكاملا واضحا أما اركون فهو ينتقد

دون أن يثبت شيئا، وكان محقا فيما قاله لكنه لم يصادره كل ما له حنقا لما عليه.

وحين اطلعت أنا العبد لله على خبر نعيه في الملتقى هذا الصباح خشيت أن يتحول الموضوع إلى مجرد شتائم

وأنا أعرف أن بين الإخوة من تحملهم غيرتهم على الدين أن يقذعوا في بعض كلماتهم فأردت أن أسلط الضوء على

بعض محاسن هذا الرجل، فهذا الحوار بيننا خير بلا مقارنة، أو هكذا بدى لي، من أن نكيل له السباب ونوغل في

الاحتجاج على ما قام به.

ورأيي الذي لا أجزم بصحته أن يُكتفى منه بأنه ولد مسلما ولم يجهر بردة وأنه لا يحمل

مشاعر عداء للمسلمين، وما نفهم كل مراميه.

ولا شك أنه ينتصر للعقلانية المحض، ونحن المسلمين لنا فيها نصيب مثلما لغيرنا بمعنى أننا نتساوى مع غيرنا من

البشر في أي دراسة عقلية تجعلنا موضوعا لها. وأن خطرها ونفعها يمسنا مثلما يمس غيرنا، فقد لا يجمل

بنا أن نتخوف منها أكثر من خوف الآخرين على أفكارهم وثقافاتهم وعقائدهم. ولا سيما أننا نمتلك أسلم عقيدة

وأنصع فكر حتى قال الأستاذ إسماعي الفاروقي رحمه الله إن مهزلة التثليث لا يمكن أن تصمد أمام عظمة التوحيد.

في هذه الدائرة تحدثت عنه وأردت أن أسلط الضوء على ما يمتاز به على سواه ممن صُنفوا على أنهم

منتقدون للدين أو للخطاب الديني. وما قصدته نافعا لم أقصد أنه نافع للإيمان بل للعقل وهو سلاح

للمؤمن ولغير المؤمن، لكنه إذا استخدم على وجهه رجحت فيه كفة الإيمان كما أثبت ذلك كثير من

الفلاسفة المتدينون،

وأرجو أن أكون قد أوصلت الفكرة إلى من وقعت عينه عليها من الإخوة الفضلاء

وأنا أعتذر ممن يخالفني الرؤية، وإن كانت فكرة لا

يُتفق فيها على شيء كما قال ماكولي

"حين يصبح العقل موضوع النقاش يصبح كل شيء موضوعا للنقاش"

وخير من رأيته في تراثنا العظيم انتقد اهل العقلانية الصرفة هو ابن عطاء الله السكندري حيث قال

"لا تكن كحمار الرحى تفرّ من كون إلى كون بل انفلت من ربقة الأكوان وتفكر في خالق الأكوان"

نسأل الله تعالى أن يقينا من شر ما كتب الكُتاب وأن يهدينا لما اختُلف فيه من الحق بإذنه وأن يتوفانا

مسلمين ويلحقنا بالصالحين، والخير أردت والله من وراء القصد

ـ[أبو تيماء]ــــــــ[16 Sep 2010, 02:06 ص]ـ

جزاكم الله خيراً جميعاً .. كم أنا سعيد بهذا الجمع المبارك!

أشكر ذوي الفضيلة والمشائخ والمتخصصين على تواجدهم وحضورهم في مثل هذه الموضوعات

للإيضاح والبيان وهو من أعظم الجهاد الواجب، والدعوة بالحكمة، والجدال بالتي هي أحسن

مع ما تشهده الساحات الإعلامية من تذبذب واضطراب في الفكر والتصور ..

وبتوثيق مثل هذه المناقشات يتميز ملتقانا ويرتقي إلى الأدوار المنوطة به

ـ[عمر المقبل]ــــــــ[16 Sep 2010, 06:56 ص]ـ

ورأيي الذي لا أجزم بصحته أن يُكتفى منه بأنه ولد مسلما ولم يجهر بردة وأنه لا يحمل

مشاعر عداء للمسلمين، وما نفهم كل مراميه.

ما أعظم الفرق بين هذه الكلمات وبين جعلك له (أعظم وأكبر) عالم مع صاحبه الجابري تأثيراً في العالم الإسلامي!!!

هذه تحمد لك، وليتك تزيد الأمر حُسْناً وتقرأ النصوص ـ كتابا وسنة ـ على أصول السلف الصالح، لكي تنقض بها أصول الفلاسفة لا العكس يا دكتور، والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير