ـ[طارق منينة]ــــــــ[16 Sep 2010, 08:10 ص]ـ
قلت يادكتور رحمنا ورحمكم الله انك قبل ان تكتب ماكتبت في بداية هذا الرابط مدحا في اركون-بصورة اعترضنا عليها جميعا- انك تكلمت مع الدكتور عبد الله السيد وكان هذا الحوار:
تناقشنا ذات مساء أنا العبد لله والدكتور عبدالله السيد عما يسمى بمشاريع نقد التراث والعقل الإسلامي
والعربي فقال لي الجابري خير من أركون وأنفع لنا وللناس لأنه قدم مشروعا متكاملا واضحا أما اركون فهو ينتقد
دون أن يثبت شيئا، وكان محقا فيما قاله لكنه لم يصادره كل ما له حنقا لما عليه.
وسؤالي: ولما بعد ان حكمت على فكره موافقة لصديقكم بما حكم (والحكم كان: أما اركون فهو ينتقد
دون أن يثبت شيئا، وكان محقا فيما قاله)، لماذا بعد هذا الحوار قلت هنا وكتبت وسطرت عكسه تماما، ورفعته فوق الأئمة والعلماء واصحاب الكتاتيب، وقلت فيه ماقلت! هذا شيء غريب حقا.
اما قولك
وُلد مسلما ولم يجاهر بردة.
ظل منتميا إلى المسلمين ولا يحمل مشاعر العداء والبغض لا للإسلام ولا لأهله
عاش في بيئة تختلف عن بيئتنا قلبا وقالبا
وكان يكتب بعقل تحليلي حيادي
ومثل هذا الرجل لا يمكننا الحكم عليه بشيء
فهو غريب ايضا فاركون نفسه قال انه خارج الايمان والاسلام والعقائد والغيبيات القرآنية ورماها كلها في ظلمات الخيال أو بالاصح في انوار الخيال الباطل باعتبارها كلها خيالات حالمة فائدتها تنويم الخيال وتفعيله كاي خيال يتخيله الناس ولاقيمة علمية له الا بوصفه خيالا باطلا مثيرا وعجيب مدهش ومع ذلك فهذا الاركون يناقض هذا ايضا فيقول ان هذا الخيال اضر بالمسلمين ومنع تفتحهم وتقدمهم مع علمه بان مارماه بالخيال الباطل (مفتريا على القرآن) انما صنع ماهو "خارج عن الخيال، وفوق الخيال، وفوق واقعه!، صنع حضارة علمية واقعية ايمانية اسلامية صنعت عدلا وتسامحا (لاخيالا! بل واقعا باهرا) وقدم للعالم تقنية تجريبية وعلمية دقيقة ومناهج خبيرة بالمادة والسنن الكونية والتجريبية وفقه العالم، ودراسة الكون والارض والجسد، واكتشف (لافي آفاق خياله ليس خارج منه) نجوما وكواكب سماها باسماء عربية باعتراف علماء غربيين، كما جاب الأرض واكتشف الجغرافيا وقاس قطر الارض والطول والعرض ورسم خرائط نفعت التجارة العالمية (خارج الخيال!) وسعد الناس بانتاجه في عالم الجغرافيا والطب والفيزياء والكيمياء والصيدلة والدواء والجراجة (كل ذلك خارج الخيال!) منطلقا من تعاليم القرآن فأين الخيال الباطل وانغلاق القرآن بزعم اركون!
ويطالب اركون الغرب بان يعطوا مساحة لاسطورة (!) الاسلام (هكذا كتب وقال وافترى) كما اعطوها للمسيحية (مكانا يتيما للحياة المنعزلة في المجتمع!، ولكن طالب الغرب بنقده اولا ورميه في عالم الاساطير والخيالات والتأملات الساذجة التي تدل على ان الانسان خيالي وان من الخيال ماهو منتج ومنه ماهو مكبل!
فكيف تقول بعد ذلك ان اركون لم يعلن ردته وهو الذي اخبرنا انه خارج عن الاسلام ناقد للقرآن حامل حملة عنيفة على الإيمان، داعيا الغرب والشرق (الغرب بدعوته للمستشرقين وغيرهم، والشرق بدعوته للعلمانيين العرب)، بنقد شامل للقرآن وسيرة محمد (رسول الله) والاسلام المنزل عموما، وصرح بانه في معركة هو رائدها (والنصوص على ذلك كثيرة!) فكيف يكون من هذا شأنه يادكتورنا كتب: بعقل نقدي حيادي!؟
كيف يكون حيادي وهو المحرض للاستشراق على نقد القرآن وجل هجومه على الاستشراق هو من هذا الوجه، أي تحفيزه وتحريضه لنقد القرآن بصورة حداثية تستخدم الجديد من المناهج الحديثة من كل اتجاه وهو الذي رمى الاسلام بالانغلاق؟
انه هو يادكتور من قال بردته لا نحن، هو من حكم على نفسه، وخرج على أصله، ودعا الى مثل موقفه بل حرض الشرق والغرب على ماهو عليه!
فكيف لاتحكم عليه وهو الذي حكم على نفسه
ومعلوم انه أصرح من نطق بهذا ودعا اليه حتى ان الدكتور على حرب في اكثر من موضع ثمن هذه النقطة في اركون ومعلوم ان على حرب هو ناقد علماني من اصحاب العدميات والمائعات والعبثيات واللايقينيات والفراغات والفوضويات، فلاشيء عنده ثابت ولامطلق!
¥