تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ý ويعلل أركون أخذه بهذا المنهج قائلاً: (لكي تحلل وتدرس وضع الإسلام الراهن في مواجهة الحداثة بشكل صحيح، فإنه من الضروري أن نوسع من مجال التحري والبحث لكي يشمل، ليس فقط الفكر الإسلامي الكلاسيكي، وإنّما القرآن نفسه أيضاً إن المهمة تبدو مرعبة لأسباب معروفة جيداً، سوف نرى، مع ذلك، لماذا هي شيء لابد منه، إذا ما أردنا أن نعالج بشكل دقيق المكان الذي أتيح للتاريخية أن تحتله في الإسلام) (المصدر السابق: ص 113 – 114

ý هاجم اركون الكتب التي كتبها غربيون يثبتون فيه صحة القرآن وسلامته من التحريف، وصحة الإسلام وثبات مناهجه وقوة حقيقته ووصفها بأنها كتب تبجيلية هزيلة، لا لشيء إلاّ لقيام مؤلفيها بتوضيح الحقيقة بطرق علمية في أحدها وفلسفية اجتماعية في الثاني، فهل من دليل أكبر من هذا الدليل على مقدار ماينطوي عليه “ أركون ” من عداء للإسلام وانتماء لأعدائه؟. تحدث في هذا الصدد عن كتاب موريس بوكاي المسمى “ التوراة والقرآن والعلم: الكتابات المقدسة ممتحنة على ضوء المعارف الحديثة ” فقال عنه أركون: (كتاب تبجيلي هزيل جداً) ثم عن كتاب روجيه جارودي “ وعود الإسلام ” فقال عنه: (كتاب هزيل أيضاً). انظر: الفكر الإسلامي لأركون: ص 83 - 84.

ý يتحدث بصورة تشكيكية عن ثبوت القرآن، ويؤكد أن القطع بذلك إنما هو من قبل الروح “ الدوغمائية أي المنغلقة القاطعة بانفرادها بالحقيقة.

ثم يتحدث عن جمع أمير المؤمنين عثمان - رضي الله عنه - للمصحف وتوحيد المصاحف عليه بأن ذلك من قبل الهيجان السياسي الديني، الذي قام بفرض نسخة رسمية واحدة، وأن المسلمين يثنون بدوغمائية على هذا الموقف، ثم يقرر في الصفحة نفسها بأن (الفكر الإيجابي “ الواقعي ” هو فكر تاريخي) (الفكر الإسلامي لأركون: ص 126

ý في محاضرة لأركون في ندوة الإسلام والحداثة يقول تحت عنوان “ الحداثة ومشكلة المعجم الاعتقادي القديم ” حين اعترض عليه أحد الحاضرين وطلب منه احترام المقدسات وخاصة الوحي والتنزيل أجاب أركون: (بالطبع، معك بعض الحق، وقد نبهت منذ البداية إلى أنه ينبغي أن نسير في موضوع الحداثة بتؤدة وبطء فالأرض مزروعة بالألغام، ولكنك تستخدم كلمات كثيفة جداً ومثقلة بالدلالات التاريخية دون أن تحاول تفكيكها أو تحليلها ... ، كل هذه التعابير المصطلحية الأساسية التي ورثناها عن الماضي “ كمفردات الإيمان والعقيدة بشكل خاص ” لم نعد التفكير فيها الآن، ونحن نستخدمها وكأنها مسلمات وبدهيات ونشر بها كما نشرب الماء العذب، هذا ما تعودنا عليه منذ الصغر ومنذ الأزل، ولكن إذا صممنا على أن ندخل فعلياً في مناخ الحداثة العقلية، فماذا نرى؟ ماذا تقول لنا الحداثة بخصوص هذه المفردات الضخمة الكثيفة التي تملأ علينا أقطار وعينا؟، ماذا تقول لنا بخصوص هذه المصطلحات الإيمانية المشحونة بالمعاني وظلال المعاني ... عندما يستخدم المرء بشكل عفوي هذا المعجم الإيماني اللاهوتي القديم لايعي مدى ثقله وكثافته وشحنته التاريخية وإبعاده المخفية، وكل الأخطار المرافقة لاستخدامه، فمثلاً عندما يقول المؤمن التقليدي أن هناك أشياء لاتتغير ولاتتبدل، وعندما يقول هناك المقدس “ أو الحرم باللغة الإسلامية الكلاسيكية ”.وينبغي عدم التساؤل حوله أو مسه، وعندما يقول: هناك الوحي، وكل هذه الأديان انطلقت من النقطة نفسها: الوحي ... الخ عندما يقول كل ذلك فإنه يستخدم لغة كثيفة أكثر مما يجب، هكذا تلاحظون أني استخدم صفة كثيفة أو ثقيلة “ بمعنى الوزن ” الحيادية لكيلا أطلق أي حكم قيمة، ماذا تعني هذه الكلة؟ إنها تعني أن كواهلنا تنؤ تحت ثقل أكياس هذا المعجم القديم، فهو أثقل من أن نحتمله أو نستطيع حمله بعد الآن، ... ففي هذه الأكياس “ أكياس المعجم التقليدي ” أشياء كثيرة لا شيء واحد، وينبغي أن نفتحها لكي نعرف ما فيها، لم نعد نقبل الآن بحملها على أكتافنا وظهورنا دون أي تساؤل عن مضمونها كما حصل طوال القرون الماضية، ماذا تقول لنا الحداثة بخصوص كل واحدة من هذه الكلمات والمصطلحات التيولوجية القديمة؟، ماذا تقول لنا إذا ما قبلنا أن ندخل فعلاً في مناخ الحداثة ونتنفس هواها الطلق؟) (الاسلام والحداثة 327 - 328.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير