تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

إنَّ الاستعمار أشاع بين من أعطوه آذانهم وقلوبهم أنَّ المسلمين في مصر غرباء، وطارئون عليها، ويجب أنْ يَزولوا، إنْ لم يكن اليوم فغداً، وعلى هذا الأساس أسموا جريدتهم الطائفية: (وطني)! صيحاتٍ مريبةٍ أنعشها وقوَّاها بابا شنودة دون أي اكتراثٍ بالعواقب، وقال: "لهم ما لهم من حقوقٍ، وعليهم ما عليهم من واجباتٍ، أما أنْ يُحاولوا فرض وصايتهم على المسلمين، وجعل أزِمَّة الحياة الاجتماعية والسياسية في أيديهم، فلا .. إذا أرادوا أنْ يَبنوا كنائس تَسَعُ أعدادهم لصلواتهم وشعائرهم الدينية فلا يعترضهم أحد .. أما إذا أرادوا صبغ التراب المصري بالطابع المسيحي وإبراز المسيحية وكأنها الدين المهيمن على البلاد فلا .. إذا أرادوا أنْ يحتفظوا بشخصيتهم فلا تمتهن، وتعاليمهم فلا تجرح فلهم ذلك، أما أنْ يودُّوا "ارتداد" المسلمين عن دينهم، ويُعلنوا غضبهم إذا طالبنا بتطبيق الشريعة الإسلامية، وتعميم التربية الدينية؛ فهذا ما لا نقبله".

كذلك فقد حمل الدكتور محمد سليم العوا حملةً كبيرةً على محاكم التفتيش الكنسية التي تمنع حرية الاعتقاد لأتباعها الذين دخلوا الإسلام بكامل حرياتهم, وتُكرههم على المسيحيَّة، وتهينهم وتقوم بخطفهم وتعذيبهم وكأنهم عصابة قساوسةٍ مرتزقةٌ .. ورهبانٌ وكهنةٌ مغتصبةٌ, تقوم بالتشنيع على المهتدين .. التشنيع النفسي عليهم بوسائل إرهابية منحطَّةٍ، مثل رمي بعضهم بالجنون والمرض النفسي، وقد سمعنا بعض من أسلم يؤكِّد ذلك، مثل الشاب الاسكندراني المتفوق دراسياً، واسمه "فادي"، وقد سمعته بنفسي في غرفةٍ من غرف البالتوك.

هذا فضلاً عن ترويج الإشاعات الفجَّة من أنَّ شباب الإسلام يخطفون المسيحيَّات لإكراههن على الإسلام.

المدهش أنَّ في إنجيلهم نصٌّ بالإفراج عن الزانيات: "من كان منكم بلا خطية فليرمها بحجر ... اذهبي"، (نص في الإفراج عن زانية منسوبٌ للمسيح زوراً وبهتاناً، باعتراف كثير من شرَّاح الأناجيل) ..

أما الإفراج عن الأسيرات المسلمات فدونه خرط القتاد، بل خَطْفُهنَّ وإيذاؤهنَّ، أو الدعوة الكهنوتية إلى الاستشهاد!!

وكأنَّ تحرير الزانية والغانية أولى عندهم من تحرير العفيفة الشريفة .. وكأنَّ تلك الزانية عند كهنة التعذيب أشرف من أولئك الطاهرات اللآئي انتقلن من تأليه المسيح ومحبَّةِ قتله وصفعه والبصق عليه -بحسب روايات العهد الجديد- إلى تعظيمه كنبيٍ عظيمٍ، له دورٌ عظيمٌ في مسيرة الإنسانية.

يُرجع العوَّا هذه التطرُّفات المنتشرة في الأرثوذكسية من أنَّ مصر للمسيحيين، وأن الفرعونية والقبطية والعلمانية أفضل من الإسلام، الذي حماهم من الرومانية الغربية .. وما تبع ذلك من تعامل البعض مع إسرائيل لمدِّ نصارى مصر بالسلاح لتحرير مصر من الإسلام والمسلمين .. يُرجع العوَّا ذلك إلى تصريحاتٍ كهنوتيةٍ غير مسؤولةٍ، وقراراتٍ غير معقولةٍ -فضلاً عن كونها لا تاريخيةٍ ولا علميةٍ- لرجالٍ لهم مكانتهم في الكنيسة المصرية: "إنَّ من يُحرِّض أمثال هؤلاء من عَيِّنَةِ جوزيف -يقصد مُهرِّب السلاح من دولة إسرائيل إلى مصر- هي تصريحات الأنبا بيشوي، الذي قال في أحد تصريحاته: (إننا على استعدادٍ للاستشهاد في حالة إذا تُدُخِّل في شئون الكنيسة) ".

وقد أدت أوهام تلك الفتنة التي يشترك في إشعالها قساوسة وجماعات مسيحية مختلفة (مثل تنظيم أقباط المهجر) إلى تضليل نصارى مصر عن أسباب المشاكل الحقيقية التي يعانون منها -وهناك مشاكل مصطنعة- كما يعاني منها أغلب أهل مصر من المسلمين, وتزداد التغطية والتعمية على مصدر تلك المشاكل بالدعوة الكهنوتية الى تأييد جمال مبارك كرئيس مقبل للدولة المصرية، وهو ما أدى بالدكتور العوا إلى السخرية من هذا النفاق الكهنوتي، والا فكيف تبايعه في الداخل وتستصرخ ضده الخارج!؟

لم يمرر العوا كل تلك المسائل وغيرها مرور الكرام، وإنما كشف عنها الغطاء وفضح منها الغباء، وعرى فيها كهنة الشقاء والبلاء والإشاعات الكاذبة والتفتيش والخطف والتعذيب.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير