تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ويمكن القول إنه من بعد قنبلة الشيخ محمد الغزالي "قذائف الحق" لم نعثر على ما يساويها في القوة والشجاعة والكشف والصراحة والفضيحة لقيادات كنيسة كبيرة إلا في حلقة الدكتور العوا في قناة الجزيرة, فالرجل طوى لنا تاريخ العصابات المسيحية الجديدة, التي تريد تحويل الكنيسة إلى أهدافها الخاصة, وبرنامجها الخيالي اللاواقعي.

لقد صرح الدكتور سليم العوا بما أحجم عنه البعض أو لمح. واستطاع استخدام التوقيت المناسب، والوضع المناسب، لبث قولة حق في القضية بصورتها العامة، وإن كنت سأعقب على ماحجبه دكتورنا الحبيب في نص حواره مع أحمد منصور، سأحاول في هذا المقال أن أتصور سيناريو لتفسير هذا الحجب لحقيقة قصة أختنا كاميليا (فك الله أسرها من تنظيم الرهبان الكبار الصغار!).

وانصافا للحقيقة نقول: نعم لم يتوقع أحد أن تأتي التصريحات بتلك الجرأة من الكشف والمصارحة والمواجهة! , من تلك الجهة العلمية التي كان يظن بها أنها تُعرض عن مثل تلك القضايا الخطرة. فقد كانت كلمات العوا قوية وصريحة ودقيقة -الا في قضية واحدة، كما قلنا، هي قضية السيدة كاميليا زوجة الكاهن الصغير الذي دخل التاريخ من خلال خزائن الكنيسة وسرقتها بحسب ما أُعلن! لكننا نرى أن المكاشفة والمصارحة ديدن أهل الفكر والعلم والنقد الإسلامي كما فعل الشيخ محمد الغزالي بإصدار كتابه قذائف الحق, وفيه يقول:" أن يحلم البعض بإزالتنا من بلدنا، ويضع لذلك خطة طويلة المدى، فذلك ما لا يطاق، وما نرجو عقلاء الأقباط أن يكفونا مؤونته، ونحن على أتم استعداد لأن ننسى .. وننسى .. " وقال في مقدمة الكتاب: "أما كهان اليهودية والنصارنية فحولهم تهاويل، ولهم مكانة لا تمس!! وشاركت مراكز القاهرة مراكز لبنان فى مهاجمة القرآن، ومخاصمة نبيه، وتزوير تاريخه .. وانسابت من جحورها أفاع ما عرفت الصفو يوماً تريد أن تنفث سمومها علناً، وأن تخذل القضايا الإسلامية فى كل مكان" .. وقال في نهاية الكتاب "إن بعض النصارى وبعض التنظيمات المسيحية تريد تمزيق الكيان العربى الذى عاش فيه المسيحيون دهراً طويلاً مواطنين مكافئين للمسلمين فى الحقوق والواجبات، وهدفها إما قتل الإسلام وإما خلق فتن طائفية في كل مكان. والخطة معروفة، وعلى المسلمين أن يزدروها ويزدروا مروجيها ويفضحوا مَن وراءهم. إن مطالبة العرب بالتخلى عن الإسلام سفالة لا قرار لها، وإني أقول لقومي: لا خيار لكم أمام مؤامرات عالمية واسعة .. مطلوب منكم أن ترتدوا عن دينكم وأن تتنازلوا عن أوطانكم ... "

ومعلوم أن الشيخ الغزالي رحمه الله هو أول من فضح شنودة في كشف مخططه في تنصير مصر، ومحاولة الاستيلاء الوهمي عليها، وقد قدمتُ نصه ونص الخطة في المقال السابق الذي وضعته كمقدمة لمقالنا هذا،وهذا هو رابطه في موقع المرصد لمقاومة التنصير.

http://www.tanseerel.com/main/articles.aspx?selected_article_no=11645

وقد تم منع كتاب الغزالي في السبعينات من القرن المنصرم. وكنا يومئذ نحصل علي الكتاب خلسة وبطريق البيع الخاص من أمام مسجد القائد إبراهيم في مدينة الإسكندرية. وفي الحقيقة فإن ما استخلصه الغزالي قديما استنتجه رفيق حبيب حديثا، وهو مفكر من أصل مسيحي، وهو أن شنودة حاول فرض سلطة الكنيسة خارج إطار العقيدة, ما أدى إلى فرض تلك السلطة في قضايا سياسية غير وطنية بالتتابع, بناء على دعاوى خاطئة وتفسير وهمي للأحداث. وهو ما أكده حبيب نفسه من أن المسيحيين تورطوا فيه باستقوائهم بالغرب.

ويبدو أن الوضع اليوم اختلف عن الظرف الذي صدر فيه كتاب الغزالي وتم منعه, ما دفع الدولة المصرية إلى توجيه رسائل معينة للكنيسة، عن طريق كُتَّاب أو مفكرين لا صلة لهم مباشرة بها ولا بأجهزتها الرسمية، في نفس الوقت الذي تسعى فيه الدولة وبوسائلها التي لا نوافق على بعضها -مثل تسليم المسلمات إلى الكنيسة- لتفادي الصدام المباشر مع الكنيسة. ولذلك يمكنني القول بأنه على ما يترجح عندي فإنه قد سُمح للدكتور سليم العوا بقول ما كان يعتلج في صدره، والتصريح بما تُحجم الدولة والعلماء عن قوله، وهو الخبير -حفظه الله- بعالم القضاء والمحاماة، وله دكتوراه الفلسفة (في القانون المقارن) من جامعة لندن عام 1972، وخبرة في عالم الجماعات والقضايا الشائكة التي تخص الوطن، كما أن له خبرة بالعقيدة المسيحية وتاريخ

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير