تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

الكنيسة وباباواتها خصوصا بابا الكنيسة المصرية الحالي البابا شنودة. (لن أقوم بأي محاولة هنا لعرض أخطاء الدكتور العوا حفظه الله, مثل موقفه من الشيعة مثلا, فهذا ليس مجالنا, وليس من شأن المسلم عرض أخطاء أهل العلم أو الفكر أو الدعوة في كل مجال وحال, وترك الفضائل والإيجابيات والحسنات, ومقالنا هذا ليس نقدا للدكتور في كل أمر قام به ولكنه نقد للكنيسة وبيان موقف الدكتور الغامض من قضية كاميليا

ما أود قوله في هذه العجالة القصيرة هو أنه على أرجح الظن فإنه ما كان الدكتور العوا ليتحلى بتلك الشجاعة العلنية النادرة لولا الضوء الأخضر من الأمن المصري، وذلك في مواجهة تمادي الكنيسة المصرية المعاصرة فيما تمادت فيه من تحريض وأكاذيب، وقد ازدادت الأكاذيب تحت رئاسة البابا شنودة الذي اشترك قديما -وهو الراهب- في التنظيم العنصري "جماعة الأمة القبطية"، ومن أفكار هذه الجماعة أن مصر مصرية ذات أصول مصرية فرعونية, وهي ليست عربية وليست جزءا من العالم العربي والإسلامي, ويجب إعادتها لهويتها المصرية مع إقامة علاقة قوية مع الغرب غير مشدودة للهوية العربية والإسلامية، لأن مصر لم تكن جزءا من الهوية العربية الإسلامية, وأن الأقباط هم الذين يمثلون الهوية المصرية، وأن المجتمع المصري خرج عن هويته المصرية ويجب إعادته إلى هويته الأصلية، كما شرح فكرة هذا التنظيم المفكر رفيق حبيب على الصورة التي عرضتها، وقال معقبا على ذلك: إن ذلك هو السيناريو الخاطئ في معالجة المشاكل. وقد وجد أقباط المهجر من بعض أفكار هذه الجماعة التي كان شنودة قد انضم إليها وهو راهب, وجد أقباط المهجر فيها متكأ لهم ودعما لمحاولة تغيير مصر وتشويه صورتها من الخارج، بل وتبني إستراتيجية خارجية, يقول رفيق حبيب: "جماعة الأمة القبطية ظهرت في تيار داخل الرهبان وفي تنظيم أقباط المهجر", ويمكن الاطلاع على كلام الدكتور رفيق حبيب من هذا الرابط:

http://www.youtube.com/watch?v=8q1UTIVg_28&feature=player_embedded

ما كان الدكتور محمد سليم العوا ليتمكن بتلك الصورة الشجاعة الفريدة من المواجهة من أهل الإرهاب الكنسي لولا الإشارة الأمنية الصريحة أو الضمنية- وأُرجح أن تكون تلك الإشارة صريحة وصريحة جدا! بأن يصرح بما احجمت عنه الدولة المصرية والإدارة الأمنية زمنا طويلا, وخصوصا في العقد الأخير الذي تجاوزت فيه الكنيسة كل الحدود المسموح بها في التعامل بوهم وانتفاخ فارغ مع الوضع المصري الشائك، والذي لايشكله فقط التفاعلات الفكرية والدينية، فالسيطرة في الإدارة السياسية هو لغير التفاعلات الدينية، وإنما تؤثر عليه بدرجات كبيرة أيضا تلك القرارات للدولة المصرية التي لا تجعل الشريعة قانونا لها يطبق في كل مناحي الحياة، ما يمكن أن يقال عنها أنها سبب الأوضاع المتردية في مصر، وكذلك الظروف الاقتصادية التي أنتجها وفرخها نظام الحزب الواحد الذي لا يطبق نصوص الشريعة الإسلامية, وهي الظروف التي تكتمها القيادات المسيحية وتنسب الأسباب إلى القرآن والرسول!!، نعم ينسبون معاناتهم إلى الإسلام وشريعته!، بل إلى تصورهم الوهمي والمختزل للدين الإسلامي والمسلمين عموما. (فهنا نجد أن النصارى الحيارى بين أمرين: الأول حجبهم لحقيقة الحكومة والقوانين الحاكمة، وثانيا تزويرهم للشريعة ورسم تصور خيالي لها يقومون بمحاكمته!!)

ولقد أفزعت كمية المعلومات الشجاعة والدقيقة التي القاها الدكتور العوا في سلة الكنيسة المصرية وفضح بها خطتها المتسللة ببطء لكن بعلانية وبدعم خارجي، خصوصا الدعم الامريكي الذي تراهن المؤسسة الكنسية في العقد الأخير على الاستقواء به، ظنا منها أن الشعب المصري بما فيه من جماعات عاملة للإسلام يساوي جيش صدام الهارب أو وضع أفغانستان, أفزعت تلك المعلومات قيادات التعذيب والإرهاب داخل الكنيسة وفروعها الداخلية والخارجية.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير