تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

إن ما لا تستطع القوي المختلفة أن تقيمه حقا هو قدرة هذا الشعب العريق في الإسلام خصوصا في العقود الأخيرة منذ سبعينات القرن الماضي على مواجهة أقوي الإمبراطوريات العالمية, وليس ببعيد عن صفحات التاريخ أن أغلب القوي الإسلامية المصرية أرسلت رجالاتها لدعم الجهاد الأفغاني وتدعيم القضايا التحررية في العالم, ولا أتكلم عن تنظيم القاعدة، فليس هذا ما أرمي إليه, فأنا أخالفه التوجه والفعل ورد الفعل, وإنما جماعة كالإخوان مثلا وغيرها من الجماعات والجمعيات والمدارس السلفية المتعددة والمعتدلة, فما بالكم والساحة اليوم مليئة بالتيار السلفي الذي يطور نفسه وإن بصورة بطيئة لكنها فعالة إن شاء الله.

كان لابد لهذه المقدمة .. للتلميح إلى ظروف الشجاعة التي تحلى بها الدكتور العوا في عرضه العام للقضية المسيحية في مصر.

لقد عرضت موقفي من رسالة الدكتور العوا للشعب المسيحي والسلطة الباباوية الانقلابية الجاثمة على صدره, في ملتقى أهل التفسير، وكان علي هنا أن أبلوره بصيغته المعروضة أمامكم. سأنقله مع بعض التوضيب ليطلع القارئ الكريم على صورة من التحليل قد تكون خاطئة وقد تكون صائبة ولكنها على كل حال تعرض ما يختلج في نفوس بعض المثقفين أو الكتاب أو القراء.

تابعت حلقة الدكتور في الجزيرة بكامل وعيي وبيقظة تامة وحرص على المتابعة الدقيقة. ووجدت أن الدكتور العوا لُبس عليه في قضية كامليا -والله تعالى أعلى وأعلم- مع أنه قال ما لم يقله أحد علنا في القضية العامة عن اختطاف الكنيسة للمؤمنات, خصوصا وأنه لم يجرؤ أحد ان يقول بمثله من جهته العلمية في الربع الأخير من القرن الـ20 والعقد الأول من قرننا الحالي .. ومعلوم أن ما قاله الغزالي في قذائف الحق كان من المحرمات قديما. الأمر الذي سمحت به رسالة الدكتور العوا, الرسالة الشجاعة والمثيرة للتساؤل والتفكير. لكن السؤال الذي يطرح نفسه بعد حلقة الدكتور وبإلحاح هو: ما الذي أوقع الدكتور العوا فيما وقع فيه من إنكار إسلام كاميليا في نفس الوقت الذي عرض فيه وبتفاصيل مثيرة ودقيقة إسلام وفاء قسطنطين وماريا؟ أمور لا يتحصل عليها في الحقيقة إلا من هو قريب من الملف الأمني لتلك السيدات الطاهرات، ومعلوم أن طبيعة عمل الدكتور العوا منحته المساحة والحركة للاطلاع على تلك الملفات الأمنية الخفية.

لكن هل هذا هو كل شيء؟! أم أن قرب الدكتور العوا من الجهاز الأمني المصري أضاف للقضية بعدا جديدا؟ ولا شك أن الجهاز الأمني قد لا يجد أفضل من الدكتور العوا في استشاراته في كثير من الملفات الدينية ومنها ملفات الجماعات الإسلامية والقبطية، هذا على أغلب الظن، وقد أهديت للدكتور العوا كتابي (جماعة شهود يهوه) عندما جاء إلى البلد الأوروبي الذي أعيش فيه, جاء -حفظه الله- بدعوة من مكتبتها العامة على ما أظن، فقال لي –ولم يكن لي علاقة به من قبل- إنه قبل سفره إلى هنا سأله الأمن عن كتاب في شأن تلك الجماعة أو الفرقة المسيحية التي علمتُ من أتباعها -في الماضي الذي كنت أدرس أفكارهم ومنظمتهم داخليا- أن بعض المبشرين منهم هم رهن التحفظ, وقد استنتجت من تلك الإشارة وجود علاقة للأسباب التي قدمتها. وهذا يؤدي إلى الاستنتاج أن الدكتور اطلع بصورة تفصيلية على ملفات إسلام الطاهرات الكريمات من أقرب الطرق الأمنية!

وفي ظني أن أغلب المعلومات التي عرضها الدكتور كانت مفاجئة للكنيسة، ذلك أنها كانت من العمق والتفصيل والتحدي لاستفزاز الكنيسة بما لايدع مجالا للشك أن أكثر تلك المعلومات مستقاة من مصادر موثوقة وأمينة .. عندها الخبر اليقين!

لكن هل هذا هو كل شيء؟! هل لبَّس الجهاز الأمني –على وجه الخصوص- على الدكتور في قضية أختنا كاميليا؟

لماذا لبس الأمن على الدكتور في هذه القضية بالذات وكان أمينا معه في بقية القضايا المعروضة في حلقة الجزيرة؟ أقصد أنه لم يلبس عليه في قضية وفاء وماريا, وقد تحلى الدكتور سليم العوا بشجاعة مدهشة عندما صرح في البرنامج أن تسليم وفاء قسطنطين للكنيسة يعتبر الأول من نوعه في تاريخ الإسلام, وأن تسليمها -كما قال في برنامج آخر- سبب جرحا عميقا في الوجدان المسلم المصري، (سلمتا إلى الكنيسة بغير الحق).وقد عرض العوا قضيتهما بمنتهى الأمانة والشجاعة والصراحة، وعرض ما خفي عن كثرة من الكتاب والصحفيين!، وذكر أن الامن

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير