ـ[محمود البعداني]ــــــــ[29 Nov 2010, 05:29 م]ـ
الشيخ الكريم حاتم القرشي وفقكم الله
ملاحظتكم المتعلقة بعدم اعتداد الجابري بالإجماع في محلها، وقد راجعت قبل كتابة هذه المشاركة كتابه بنية العقل العربي ص 125 - 134 فوجدت حاصل موقفه من الإجماع أنه تكريس لسلطة السلف وسلطة الماضي!
والحقيقة أن مثل هذه المواضيع هي مسالك في نقد الحداثة تتعدد طرقها، فتارة نسلك مسلك نقد الأصول التي يتبنونها، وتارة أخرى يكون من المفيد النقد التفصيلي، أو بيان مخالفتهم للأصول المعتبرة.
وأحياناً قد يقع الاقتراح لأمر أو موضوع ما والذهن ذاهل عن خلل منهجي يؤثر على الموضوع كما هو الحال في الخلل الذي ذكرتم تطرقه لموضوع (الآيات التي خالف فيها الجابري الإجماع)
أشكر لكم هذا الإثراء وفقكم الله ونفع بكم.
ـ[طارق منينة]ــــــــ[30 Nov 2010, 10:27 م]ـ
نعم اخي الشيخ حاتم القرشي الرد عليه ضروري وان كان تأثيره-اقصد شحرور- في مجال الفكر العلماني العربي قليل -بحسب علمي-ويمكن تتبع ذلك في اعراض كثير من النقاد العلمانيين -او قلة ذلك جدا-عن تناول فكره كما يفعل بعضهم مع بعض، ولكن الامر فعلا يحتاج لاهتمام ذلك انني ازعم ان تأثيره على العلمانيين المغاربة اعمق مثل تأثير الجابري عليهم بل انه قد يؤثر على الاسلاميين لدرجة ان احد كبارهم في المغرب-وهو رجل عريق في نقد العلمانية-قال يوما كلمة مدح بين قوسين في شحرور!!، ومع ذلك اعرضت عن الرجل لترجيحي غيره واولوية غيره عليه فالنقد هو للأعظم تأثيرا وانتشارا وقبولا عند الغرب! لكنني الآن تجمع لدي كثير من كتبه وانتظر الوقت المناسب للقنص ورشق السهام المسنونة لعل الله يكتبنا من جنود الحق المسددة سهامها برحمته ونعمته!
وبخصوص كتاب الجابري فهم القرآن الحكيم، فقد قرأت غالبه، وهو وإن كان خاتمة مشروع الجابري المتعلق بالقرآن الكريم إلا أن الكتاب الأول من مشروعه: مدخل إلى القرآن الكريم يبقى متميزاً عن بقية مشروعه بأنه في القواعد الكلية وتأصيل رؤيته للتفسير ومباحثه.
نعم الآن فهمت قصدك الاول اخي الاستاذ الشيخ محمود البعداني
فعلا كتاب الجابري " المدخل" يعتبر جامع في القواعد الكلية بالنسبة لغيره من كتبه مما اتى بعده اي الاجزاء الثلاثة لتفسيره وتأصيل رؤيته للتفسير ومباحثه.
وان كنت ارى ان الجابري لم يفعل في المدخل هذا (أو يمكن تسميته"الدخيل .. "اقصد على كتب الاصول للتفسير!) الا ان ساق اتهامات المستشرقين المعروفة في موضوع التأثيرات المختلفة -جمعها كلها بسذاجة في كتابه هذا-والذي زاده واضافه على نتف الاستشراق والنصارى!،هو مااطلق عليه "أن يكون معاصرا لنا"!،لكنك اذا ذهبت للتفسير ذاته اي الاجزاء الثلاثة التابعة لل"منافيستو" لو صح التعبير اي "المدخل الى القرآن" لترى مامعنى قول الجابري "ان يكون معاصرا لنا" لوجدته ظاهريا وعلى السطح!، يكاد يكون تفسيرا اسلاميا عاديا الا ماقام الجابري بدسه وحشره ووضعه بين التفسير السلفي، المنقول اغلبه، للنصوص (وهذا هو هدف من اهداف تفسيره) من جعل القرآن مرددا لاساطير يونانية قديمة حتى في مسائل الكونيات والعلميات (الخاطئة)!
ومعلوم ان طيب تيزيني قد قال (في مشروعه الضخم المعروف المسمى" مشروع رؤية جديدة للفكر العربي من بداياته (12 مجلد) "وخصوصا الجزء الرابع مقدمات أولية في الاسلام المحمدي الباكر" استغرق تاليف المشروع اكثر من عشر سنوات) قبل الجابري بتأثير الفكر اليوناني والفكر الهندي على القرآن و مااضافه الجابري هنا هو انه قدم امثلة ساذجة وبطريقة ظاهرة التلفيق على هذا التأثير المزعوم وهي الامثلة التي عرضتها في سلسلة انهيار الاستشراق اللهم الا مثالا واحدا ضربه الجابري واغفلته عمدا.
لم يأتي الجابري بجديد من الاتهامات ولاحتى باتهامات معاصرة يمكن ان نقول ان الجابري تفرد بها اللهم الا اذا قلنا بانه تفرد بأمثلة سخيفة في عالم المقارنات الباهتة الباطلة.
¥