تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

برد الناس الى قراهم! وفي الرواية ص 63 من نفس الكتاب وهو فتح مصر:" وان اختار دينه فخلوا بينه وبين قريته" " فردهم عمر ابن الخطاب الى قراهم" فمن بقي " كانوا جميعا على ماكانوا عليه"! فردت للمصريين جميعا حريتهم ووفرت عليهم اموالهم التي كانت يجمعها منهم السلطة الرومانية وحفظت دماءهم واعراضهم.

وبعد ان ذكر المؤرخ المسيحي يعقوب نخلة الفتوحات وانهيار الروم وسكنى المسلمين وسماحتهم تجاه اهل مصر قال:" فسبحان من يرث الارض ومن عليها" (المرجع نفسه ص 52) ثم قال:" ولما ثبت قدم العرب في مصر شرع عمرو بن العاص في تطمين خواطر الاهلين، وإستمالة قلوبهم اليه وإكتساب ثقتهم به وتقرب سراة القوم وعقلاؤهم منه وإجابة طلباتهم، وأول شيء فعله من هذا القبيل إستدعاء بنيامين البطريرك الذي سبق القول انه اختفى من أمام هرقل ملك الروم، وذلك انه كان من رؤساء الاقباط المتقربين من عمر واحد يسمى شنوته (شنودة) فتقدم اليه واعلمه بخبر البطريرك وماكان من أمر هروبه واختفاءه ... ولما حضر وذهب لمقابلته ليشكره على هذا الصنيع أكرمه ... وقيل ان عمرو لما تحقق منه قربه اليه وصار يدعوه في بعض الاوقات ويستشيره في الأحوال المهمة المتعلقة بالبلاد وخيرها، وقد حسب الاقباط هذا الالتفات منة عظيمة وفضلا " (المرجع نفسه ص 54) وفرض عمرو ضريبة على السكان كما يفعل اليوم اي حزب بل افضل من هذه الاحزاب التي تستنزف اموال الناس بالباطل، وخير الناس بين البقاء او الهجرة فبقة الوثنيون واليهود والمسيحيون، وهاجر، بحسب يعقوب نخلة، 300 ألف نفس من الروم!:" وكان عدد الروم في مصر ينوف عن ثلثمائة الف فهاجر أغلبهم ... وانتهز القبط خروج الروم فرصة مناسبة فوضعوا يدهم على كثير من كنائسهم وأديرتهم وملحقاتها ... ومن ذلك الحين عاش الروم بالحسنى وانتهت من بينهم المنازعات والمخاصمات التي كانت تقضي الى قتل الا لوف المؤلفة لزوال اسبابها" (المرجع نفسه ص 55 - 56) وفي هذا النص تجد ان المسلمين لم ياخذوا كنائس الروم وقد كانوا يقدرون وانما تركوها او تركوا اصحاب العقيدة المسيحية الاخرة ياخذوها، وهنا شيء لافت وهو انه لو كان المسيحيون هؤلاء رأوا الارهاب من المسلمين لما قدروا ان يتحركوا قيد خطوة الى كنائس الروم كما ان حسنة الاسلام انها انقذتهم والروم ايضا من قتل بعضهم بعضا كما انههم لم يفرضوا على احد الاسلام، هذه حقائق خطيرة جدا تبين ان اولاد اسماعيل جاؤوا لانقاذ الشعوب وتحريرها لا استعبادها واذلالها." وضرب الخراج على البلاد بطريقة عادية"يقول يعقوب نخلة ص 56) بل ويؤكد حب الاقباط لعمرو بقوله:" ومما حبب الاقباط في عمرو وجعلهم يميلون اليه كل الميل انه كان مراعيا في كل تصرفاته مصلحتهم وراحتهم " (المرجع نفسه ص 63)

اي ان الاسلام حرر المسيحي من اضطهاد المسيحي وسلطاته الظالمة وطرد عدو الاقباط –جميعا مسيحيين ووثنيين وفلاسفة! -شر طردة واستشهد في سبيل هذا المبدأ مئات الصحابة الذي سمعوا رسول الله يتحدث وينزل عليه الوحي ويوصيهم بالحق والعدل-ومنه –استوصوا باهل مصر خيرا- وحادثوه وتعلموا منه صلى الله عليه وسلم كل علومهم الانسانية والاخلاقية والدينية وطعموا معه وشربوا، وسافروا معه وسمعوا الوحي ورأوه صلى الله عليه وسلم يعرق اثناء نزول الوحي .. رأوا هذا كله وسمعوا آيات العدل والقتال في سبيله فحرروا اقباط مصر جميعا وطردوا الغزاة، ونحن ابناء عمرو رضي الله عنه وابناء اولئك الشهداء وابناء الاقباط المصريين الوثنيين (قبل الاسلام) الذين اسلموا والمسيحيين الذين اسلموا، لن نصمت حتى نحرر الاخوات المسيحيات (سابقا) المسلمات (اليوم) من اسر كنيسة الاستعباد الشبيهة بكنيسة روما الذي تلذذت بالدماء ولعقت آلام مئات المسيحيين المظلومين في القديم. فشفى الله الصدور بالمسلمين-من علمهم يابيشوي!؟ - وارجع لهم حقوقهم بالاسلام فلما الاضطهاد للنساء وتزييف الحقائق؟

ان قضيتنا هي التحرير من الظلم وحيثما كان العدل فثم شرع الله كما قال ابن القيم رحمه الله.

واقامة العدل هو اصل اصيل من ديننا.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير