تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ليه لأن هو جزء من هذا الكل فكيف بالجزء أن يحيط بالكل، النقطة الأولى العقل لا يمكن أن يبرهن إطلاقاً عن نفسه ليه؟ لأنه لكي يبرهن عن نفسه يحتاج إلى عقل فوقه، يعني له وسائل أقوى وإذا أردنا أن نبرهن على العقل الثاني نحتاج إلى عقل من فوقه وهكذا دواليك في تسلسل لا ينتهي وإما إذا بقينا في الحلقة الأولى يعني نبرهن على العقل بالعقل كما هو بوسائله فنقع في حلقة مفرغة، يعني بمعنى آخر أن العقل له حدود لا يمكن أن تتجاوز ومبرهن عليها رياضياً ببراهين طويلة ومعقدة جداً وليست في متناول إلا الرياضيين، في متناول الرياضيين، فإذاً مسألة الحدود تكلم عنها القدماء ولكن بلغة أخرى إما بلغة عقائدية أو بلغة صوفية،

مسألة عقائدية باعتبار يعني فقهية باعتبار أن العقل لا يصل إلى معرفة العالم الغيبي،

صوفية بمعنى أن العقل أطوار هناك طور لا يمكن أن يتجاوزه، هناك حدود أو باللغة الفيزيائية والطبيعة أن العقل هو ينظر في الظواهر أما ما سوى الظواهر لا يمكن أن ينظر فيها إطلاقاً وهو غير قادر عليها وهذه النظرية بدأت من كونت ولازالت إلى يومنا هذا، فإذاً ولكن الآن الأمر ما بقاش فقط فقهي أو صوفي أو فلسفي بل أصبح اليوم مسألة حدود، مسألة علمية ثابتة بالبرهان الذي لا يمكن رده واعتباره مثلاً فاسداً كالبراهين الفلسفية التي يمكن بمعنى آخر أصبحت حساب يعني

أصبح اليوم حدود العقل يبرهن عليها حسابياً.

مالك التريكي:

أهمية هذه النقطة دكتور هي في المسائل المعرفية وليست بالضرورة في المسائل الاجتماعية أو في المسائل السياسية.

طه عبد الرحمن:

حق جداً طبعاً العقل هذه مسألة نحن نتكلم على العقل كما يفهمه الفلاسفة وكما يفهمه العلماء ..

مالك التريكي [مقاطعاً]:

وتصور خاص جداً للعقل.

طه عبد الرحمن [متابعاً]:

يعني يفهمه العلماء باعتباره أنه طريق في البرهان، يعني تبرهن .. يعني البرهان له ضوابط معلومة ولا نريد الدخول فيها إنما بالنسبة للعقل الحياتي فهو عقل آخر، لأن عقل البرهان عقل صناعي، يعني صناعي عبارة عن آلات يصنعها العالِم للوصول إلى إثبات بعض الحقائق ولكن هل لها وجود في الواقع؟ لا وجود لها، ليه؟ لأنها عبارة عن أشكال وصور وعلاقات صورية في حين العقل في الحياة الاجتماعية هي عبارة عن عقلانية، دائماً تكون فيها المضامين متداخلة مع أشكالها، مع العلاقات، بحيث لا يمكن أن نفرق بين المضمون والعلاقة، بحيث أحياناً يُغلّب المضمون على العلاقة وعلى الصورة ويحتكم إلى المضمون ولا يحتكم إلى الصورة من حيث صحة الدليل أوعدم صحة الدليل.

مالك التريكي:

لذلك تسميها بالعقلانية الحجاجية.

طه عبد الرحمن:

الحجاجية.

مالك التريكي:

نعم وليست بالعقلانية البرهانية.

طه عبد الرحمن:

ليست بالعقلانية البرهانية فنحن يعني في حياتنا اليومية نتعامل بعقلانية حجاجية.

!؟!

انتهى الحوار ج1


و بإذن الله سيرى المنتدى من بدائع الدراسات الحِجَاجيّة لهذا
الإمام المنطقي أو الفلسفي http://www.tafsir.net/vb/images/smilies/confused.gif
ما يعجب الأنظار و النُّظّار!؟!
خسرو

ـ[حاتم القرشي]ــــــــ[12 Oct 2010, 05:31 ص]ـ
طه عبد الرحمن هو فيلسوف مغربي متصوف له جهود مشكورة في الرد على الحداثيين وغيرهم، وسأنقل نقداً مختصراً للكاتب المبدع أبي عبدالمعز هذا نصه:
قرأت جل أعمال الرجل ... وتقييمي له هكذا:
-هو متمكن جدا من المنطق ومناهج العلوم بل لا أعرف له نظيرا في هذا الباب ...
-هو صوفي، وصوفيته قديمة ولا يخفيها .... فلعل الرجل يعوض جفاف المنطق بشطح التصوف ... وقد شوهد وكثيرا من الدكاترة الذين غر بهم يرقصون الرقص البدعي كالجهال من العوام ...
-له نقد لقراء التراث وعلى رأسهم الجابري لكن هل كان نقده موضوعيا أم انتقاما من الجابري الذي سفه العقل العرفاني (التصوف).؟.و في نظري لا خير في الناقد والمنقود من هذه الجهة .. فطه عبد الرحمن يريد استبقاء التصوف زبدة الإسلام وروح الدين أما خصمه فيريد إقصاء كل شيء إلا العقلانية المغربية المتمثلة عنده في ابن خلدون وابن رشد ...
-طه عبد الرحمن هو الآن على شفا السفسطة .. فقد وقفت على كتابه الحق في الاختلاف ... فراعني أنه بدأ يتبنى مبدأ"تعدد الحق" ويشهره في وجه الناس وهو محمول على موجة "التسامح والتعددية"ورافضا لمن يدعي امتلاك الحقيقة المطلقة ...
¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير