تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

الله تعالى: (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم)، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا فضل لعربي على عجمي؛ ولا لعجمي على عربي؛ ولا أسود على أبيض؛ ولا لأبيض على أسود إلا بالتقوى) ...

ومن أمكنه الهدى من غير انتساب إلى شيخ معين؛ فلا حاجة به إلى ذلك، ولا يستحب له ذلك بل يكره له. وأما إن كان لا يمكنه أن يعبد الله بما أمره إلا بذلك؛ مثل أن يكون في مكان يضعف فيه الهدى والعلم والإيمان والدين؛ يعلمونه ويؤدبونه، لا يبذلون له ذلك إلا بانتساب إلى شيخهم، أو يكون انتسابه إلى شيخ يزيد في دينه وعلمه؛ فإنه يفعل الأصلح لدينه. وهذا لا يكون في الغالب إلا لتفريطه، وإلا فلو طلب الهدى على وجهه لوجده. فأما الانتساب الذي يفرق بين المسلمين، وفيه خروج عن الجماعة والائتلاف إلى الفرقة وسلوك طريق الابتداع ومفارقة السنة والاتباع؛ فهذا مما ينهى عنه، ويأثم فاعله، ويخرج بذلك عن طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم). و لا يخفاكم أن ذلك ينطبق كذلك على الانتساب السلبي أي بتنسيب الصوفية تنسيباً يُخرَجون به من السنة أو ينسبون فيه إلى البدعة هكذا لمجرد التسمية!

http://majles.alukah.net/report.php?p=297891

فلعل الرجل يعوض جفاف المنطق بشطح التصوف ... وقد شوهد وكثيرا من الدكاترة الذين غر بهم يرقصون الرقص البدعي كالجهال من العوام ...

هذا تصرف منه شخصي في مجالس خاصة لم يدعُ الناس إليها و هو أجلّ من أن يجعل هذا دعوة! و لا يجوز أن نأتي لنطلق دعوًى كبيرة (الشطح) الذي تعورف فيه على الجانب العقدي النظري الخطير ثم نستدل على ذلك بالرقص فقط! و هذا الرقص إن كان مارسه ففي مجالس خاصة , ما أنشأ لها دعوة! ثم إننا لا ندري مبلغ الدقة في هذا الوصف أم كان مجرد تمايل لا يخرج صاحبه عن اتخاذ موقف منه بهذا الشكل الذي لا يناسب الفقيه!

-له نقد لقراء التراث وعلى رأسهم الجابري لكن هل كان نقده موضوعيا أم انتقاما من الجابري الذي سفه العقل العرفاني (التصوف).؟.و في نظري لا خير في الناقد والمنقود من هذه الجهة .. فطه عبد الرحمن يريد استبقاء التصوف زبدة الإسلام وروح الدين أما خصمه فيريد إقصاء كل شيء إلا العقلانية المغربية المتمثلة عنده في ابن خلدون وابن رشد ...

إن التصوّف الذي يبقيه الدكتور الإمام طه زبدة الإسلام هو ذلك الذي يعتبر حقاً زبدة الإسلام - و منه مدارج السالكين للإمام العظيم ابن القيّم رحمه الله .. و الذي لا تجد له ذكراً يُذكر في أدبيّات و دروس كثير من البلاد المتأثرة بهذه الدعاية مع أنه شرح لتلك المعاني الربانية التي تمثّل معارج الإيمان و مدراج الإحسان فقط لأنه تلمّس هذا الجانب الذي لم نعتد عليه شرحاً و تحليلاً و اصطلاحاً تحاشياً متوهماً من تعارضه مع " السلفية "!؟! - و ما لم ترجع هذه المعاني إلى مناهج المسلمين اليوم فلن تقوم لهم قائمة! و سيظل عبدالبديع الأمريكي يتلقّى درس الإيمان في الهند: ذلك الدرس الذي يستعذب فيه جعل حياته كلها لله بله المجاهدة في ذلك .. قائلاً لأهل مكة - و قد رجع لتوّه من أندونيسيا و قد رأى من جماعات التنصير الآلاف بعد تسوناني محذراً من القلة المخيفة للدعاة بين الناس -: " يا أولاد الصحابة "!؟! ...

أقول: إن التصوّف الذي يبقيه الدكتور الإمام طه زبدة الإسلام هو ذلك الذي يعتبر حقاً زبدة الإسلام و ليس ما يدور في مخيّلة الباحثين المعاصرين .. ! و الحوار في الحلقة واضح في الدلالة عليه.

و طه أجلّ من أن يندفع في مشروع عظيم كهذا من ردود أفعال .. إنه لا يدافع عن التصوف في سياق مذهبي لنتهمه بذلك بل في سياق إسلامي يتعرّض فيه الدين و لبابه إلى الهجوم. إنه رجل الآفاق العالمية لا المطاحنات " الإسلامية "

-طه عبد الرحمن هو الآن على شفا السفسطة .. فقد وقفت على كتابه الحق في الاختلاف ... فراعني أنه بدأ يتبنى مبدأ " تعدد الحق " ويشهره في وجه الناس وهو محمول على موجة " التسامح والتعددية " ورافضا لمن يدعي امتلاك الحقيقة المطلقة ..

-نرجو له الهداية.

ليت الأخ الكاتب فهم جيّداً ما يريده الدكتور قبل إطلاق حكم كهذا (إلى درجة الدعاء بالهداية) على رجل لم يعرف له مثيل في الدقة العلمية! مفصّلا لها من أثواب المصطلحات ما ينوّر الأذهان ليأخذ بأيديها إلى إحكام التصوّرات في زمن الهلاميّة العلمية! و بالرغم من أنني لم أطلع في هذا الجانب إلا على الحلقة التي تحدثت عن ذلك بإيجاز إلا أنني أتحمل مسؤولية كلامي و دفاعي!

أيها الأساتذة المحترمون:

ما أحوجنا إلى شرب كؤوس من الشاي معاً على مرأى من جميع الأمة مع دورية صغيرة و موقع عالمي باسم جميع المسلمين مهمته فقط:

التحقيق في الأوهام و تقرير الصحيح بين الناس من كتب العلماء الكبار المحققين ... حتى تزول أسباب الفرقة المصطنعة .. ثم ليتحمل كل فريق حصته مما لا يوافقه فيه الفريق الآخر!

ستجدون أن أكثر التشرذم موهوم السبب ... موصول بالأدب!؟!

و العجيب أن ما هو علمي منه أكثره ناشيء من المصطلحات و سوء استعمالها و مكمن العجب أن الإمام طه هو فارس هذا الميدان بلا منازع!

يقول رباني الأمة أبو الحسن الندوي رحمه الله:

" إن لجناية المصطلحات على الحقائق قصة طويلة "

و بارك الله فيكم.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير