إن كانت هذه هي تبريرات الإغلاق , فلتقم الأمارة مشكورة بإغلاق الحرم المكي , لأن فيه وافدين خطر على عقيدتنا فالحرم في السعودية سعودي ويجب سعودته. وإن كان كذلك فلتقم بإغلاق المساجد لأن من يصلي فيها هم من مختلف الجنسيات منهم من يحمل إقامة ومنهم من جاء بتاشيرة عمره وبقي في مكة وجدة سنوات طوال قاربت الـ 14 سنة بدون إقامة وربما أكثر.
لنغلق على أنفسنا الباب ونقفله جيداً حتى لا يدخل لعقولنا الإرهاب , لذلك لا داعي لفتح حلقات القرآن في المساجد , بل لنجعل بيوتنا مساجد , وليأخذ كل شخص مجموعة من طلاب الحي ويجلب لهم محفظاً وافداً كان , أو سعودي ويعطيه هذا المبلغ الزهيد الذي سيكون شراكة بين أهل الحي ويستمروا في حلقات تحفيظ القرآن ولكن في البيوت وبدون نظام.
هل يريد المسئول أن يصل الناس إلى هذه المرحلة من التحايل على النظام؟ لأن النظام غير متعاون ولم يوفر للأبناء معلمين أكفاء؟ يعني لو وجدنا غداً منطقة الحجاز التي كانت على مر العصور منطقة خالية من التعصب والإرهاب أن نراها تفرخ إرهابيين بسبب المنع والتضييق؟
لن أجعلها هجمة على خالد الفيصل كما روج البعض , فاليوم كل من يقول رأيه في الحلقات يصنف تحت راية المهاجمين لخالد الفيصل وليس المدافعين عن حلق القرآن.
عندما همس الدويش لأول مره في أذن أخيه خالد الفيصل, صاح المطبلون إنه "يريد أن يقضم أذنه" فهو أعرابي شديد , لا يتفاهم إلا بالشدة , والغلظة , وله نوايا مبيته. ثم برروا ذلك بأن له سابقة مع الأذن ألم تسمعوه يكتب عن الجمل الذي لم يذهب منه إلا أذنه.
وعندما تكلم السكران عن البسمة المغيبة اتهموه بالتحريض على التبسم وأن البسمة نوع من الإرهاب واستدلوا ببيت الشعر الشهير:
إذا رأيت نيوب الليث بارزة ** فلا تظنن أن الليث يبتسم
وعندما كتب المشائخ والدعاة رسائلهم قابلها سيل جارف من المقالات التبريرية , فهذا يمدح على حساب القضية , وذاك يذم لأنها فرصة لا تعوض , فالكلام عن العلماء وجبة دسمة تغري هؤلاء , وكيف لو كانت الكتابة بسبب الدفاع أمير , وتقسيم المجتمع كالعادة إلى محاربين ومدافعين , والأمير بينهم فهو من بيده تهدئة الأمور وبيده صلاح ما أفسدته القرارات الخاطئة , فليس الخطأ أن تعود لأن العود أحمد , بل الخطأ في الاستمرارية وبطر الحق.
الدكتور يماني رحمه الله انسابت دموعه الطاهرة وصعدت روحه إلى بارئها وهو يطالب بعودة حلقات التحفيظ , وعندما ترحم الناس عليه ورفعوا أكفهم لله سبحانه وتعالى للدعاء لهذا الرجل , رجعت هذه الأقلام لتذكر بما كان عليه هذا الرجل , فقائل يقول لماذا يكتب الصحويين عنه ألم يكن وزيراً للإعلام وكان يبث المنكرات ولنا أن نتخيل ما كان عليه الإعلام سابقاً وحالياً والفرق الشاسع بين اليوم والأمس, والآخر يقول يماني رجل صوفي فلماذا تدافعون عن المبتدعة , ولم يفهم هؤلاء أن لكل إنسان أخطاء وعيوب ,فكيف نحكم على شخص , شهد له أهل الأرض بالخير , وأختار له الله سبحانه وتعالى أن تكون هذه خاتمته (صائماً مدافعاً عن حلق القرآن).
لم يعد الأمر مجرد رسائل يبعثها الناصحون ولا خطب يخطب بها الدعاة على المنابر , المسألة هي وحدة قلوب ووحدة شعب كان وما زال يكرم القرآن وأهل القرآن.
ـ[محمد عادل عقل]ــــــــ[17 Nov 2010, 04:06 م]ـ
أبواق التزوير ومعاول الهدم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين , والصلاة والسلام على نبينا محمد , وعلى آله وصحبه أجمعين , ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد:
ففي ظل الكارثة التي تعرضت لها منطقة مكة المكرمة , على إثرقرار الأخ خالد الفيصل القاضي بـ " سعودة " معلمي حلقات تحفيظ القرآن الكريم , وذلك بدعوى التنظيم وتطبيق الأنظمة , وهي كما يقال: انتقائية التطبيق , حيث أثبت الواقع ذلك , ولم يعُد خافياً أن عشرات بل مئات الجهات والإدارات لم تتعرض لمثل هذا الإجراء التعسفي , مما يؤكد الانتقائية , خاصة إذا انضاف إلى تلك الدلائل دلائل أخرى تعطي بمجموعها إثباتاً بأن الدعاوى إن لم تكن بينات فأصحابها أدعياء.
¥