تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

مُّبِينٍ)) 12

إن العاملين للتمكين لدين الله في الأرض اليوم يجب أن تصاغ خططهم ومناهجهم في كل الجوانب الدعوية والتربوية والفكرية صياغة كاملة شاملة على أساس علمي متين؛ لأن التغيير الذين يرمون إليه عبء ثقيل وأمانة عظمى لا تتأتى إلا ببناء العقول وإصلاح الفكر؛ وهو أمر غاية في الخطورة والصعوبة، لا يحصل بالأحلام والأمنيات، ولا بالعواطف والانفعالات، ولا بالارتجال والاحتمالات.

إن قاعدة هذا التغيير والبناء والإصلاح متينة، ترسم أهدافاً عنوانها: الشرعية والوضوح والمرونة والملاءمة، وتنهج طريقاً واضحة علائمه، بيّنة منائره .. إنه منهج تعظيم النصوص الشرعية من الكتاب والسنة الصحيحة، وفهمها بفهم سلف الأمة ـ الذين اختارهم الله لإقامة دينه وحمل رسالته ـ، ثم التسليم والانقياد لها خِلْواً من المعارضات المرفوضة التي تتكئ إلى القياسات العقلية الفاسدة، والأذواق الرديئة، والمنامات الفارغة .. التي ما ناب الأمة منها إلا التفرق والشقاق والتيه والتأخر.

بهذا المنهج السلفي يجب أن تدرس وتفهم أصول الدين ومهماته من مسائل الاعتقاد والسلوك، ثم فروعه وأحكام الحلال والحرام، وبه تُدرك سبيل المجرمين، ويُفهم الواقع، وتُصنع الحياة.

ويوم أن نهجت الأمة ذلك النهج سطع نجمها، وعلا ذكرها، وامتد سلطانها، وبقي ذكرها، ونالت المجد والسؤدد ... يومها وأدت نوابت السوء في مهدها، وكان السيف ينصر يوم أن كان العلم يهدي.

يتبع إن شاء الله ....

ثبت المراجع

*القرآن الكريم.

1 - مقدمة كتاب فقه التمكين في القرآن للدكتور علي بن محمد الصلابي.

2 - مجلة البيان العدد 132شوال 1418هـ-فبراير 1998م افتتاحية العدد.

3 - سورة [العلق:1].

4 - (محمد الصادق عرجون: محمد رسول الله-صلى الله عليه وسلم-، ج1، ص 542.)

5 - (المصدر السابق ج1 543).

6 - المرجع السابق، ج1، ص 545.

7 - سورة [طه: 114].

8 - أصول التربية والتعليم كما رسمها القرآن)) د .. أحمد بن شرشال

دار الحرمين لنشر التراث.

9 - سورة [يوسف: 108].

10 - سورة [الفرقان: 31].

11 - مفتاح دار السعادة 1/ 154.

12 - سورة [الجمعة: 2].

ـ[محمد المصري]ــــــــ[16 Aug 2007, 07:25 م]ـ

*المعرفة والقراءة:-

إن المتأمل لحياة وواقع الشعوب الغربية يجد أنها شعوب قارئة متعلمة، بل ومولعة بالقراءة، تحب الثقافة بمفهومها العام، وليس هذا إعجاباً بهم .. لا .. فالطريق مختلف .. لكنها حقيقة يعيشونها وسلوك يحيونه، فلا تجد شخصاً (بشكل عام) إلا ويقرأ جريدة أو صحيفة مجلة أو قصة أو كتاباً .. تلمح ذلك في الشوارع والمحلات التجارية .. في المكاتب، في الحدائق العامة والأماكن الترفيهية، في الحافلات العامة والقطارات، ولن أخوض في ماهية ما يقرؤون من روايات تافهة أو قصص سخيفة أو مقتطفات سطحية أو أو .. فهذا ينعكس عموماً على طبيعة شعوبهم ونمط حياتهم الاجتماعية والفكرية .. ولن أتعمق أيضاً في خلفيات هذه القراءة وهذا النشاط .. ولا الأسباب التي دعتهم، بل ونمت فيهم حب المطالعة والقراءة .. من أساليب تربوية ومناهج تعليمية أثناء مراحل الدراسة .. لكن شيئاً واحداً ملاحظاً ونؤكد عليه كظاهرة عامة واضحة، إنها شعوب قارئة13،وانعكست هذه المعرفة علي التقدم التقني عندهم، فتعلم الصناعات الكبرى عندهم تبدأ نظرية وتطبق أولاً في الجامعات الغربية، حيث يطلب الجيش الأميركي أو الفرنسي تطويراً لجهاز ما ويتحدثون عن المشكلة الصناعية أو الجهاز الذي يريدون مع أستاذ في الجامعة وسرعان ما يقوم المدرس وعدد من تلاميذه وأكثرهم وللأسف من دول العالم الإسلامي بدراسة المشكلة وحلها، وما هو إلا زمن يسير حتى تنتهي وتتحسن الصناعة وهكذا بقية الشركات وأغلب المؤسسات العلمية العلم عندهم يعني العمل والتطبيق المباشر.

أما السياسة عندهم فهي علم يدرس في الجامعات، يدرّسه مهرة يعيشون في موقع القرار في الدولة، أو عايشوا ذلك في الماضي، وهم على صلة قريبة جداً بكل ما يحدث، وما تسمعه اليوم من خبر في وسيلة إعلام قد يكون موضع نقاش ودرس وبحث عن السبب والحل في الجامعة والصحافة، لأنهم كما قالوا: سياستهم علم وسياستنا كهانة.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير