تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

إن الفكرة الأساسية التي بني عليها هذا البحث هي أن كل ما يمكن وضع قاعدة له يعد معلوما للقارئ، ولا يحتاج من الكاتب إلى ضبطه بأي من حركات التشكيل، نحو حروف المد فإنها لا تتطلب إثبات الحركة المجانسة لها على الحرف الذي يسبقها، وكذلك الحرف الذي يسبق تاء التأنيث فهو مفتوح أبدا .. وإلى غير ذلك مما أشرنا إليه في هذه المداخلة وأشار غيرنا إليه مما اطلعنا عليه.

وبناء على هذه الفكرة أيضا فلم أقم بتشكيل أواخر الكلمات لأنها تتبع منظومة معقدة جدا من القواعد تكفل ببيانها وبسطها علم مستقل بها يسمى النحو. ولأني، كالكثيرين غيري، عير ضليع بالنحو، فقد فكرت أن أقدم لهؤلاء الذين يشاركونني ضحالة المعرفة بمعظم مسائله، بعض القواعد التي أعتقد أنهم لو عرفوها لاستطاعوا ضبط ما أهملناه من تشكيل للكلمة بنسبة أحسب أنها كبيرة بلا جدال.

وأول هذه القواعد، إن التزمنا بتقسيم الكلام إلى اسم وقعل وحرف، أن الحروف كلها مبنية وبالتالي لا تحتاج من القارئ الفطن إلى تشكيل، فحاله هنا يصير كحال من رفض من القدماء فكرة التشكيل التي طورها الخليل بن أحمد، وإن لم يبلغ مبلغ هؤلاء من إنقان للنحو إتقانا يبيح لهم أن يستغنوا عن التشكيل استغناء كاملا.

وأما الاسم فإنه يقبل تشكيل آخره بالحركات الثلاث، الفتحة والضمة والكسرة. فإذا عرفنا أن الكسرة أمرها هين لأنها تختص ببابين معلومين في النحو هما الجر والإضافة، فإن الفتحة، خلافا لذلك، تحتاج إلى قدر من المعرفة أوسع وخاصة في أبواب المفاعيل وما يتعلق بالنصب عموما كاسم إن وأخواتها وخبر كان وأخواتها وغير ذلك مما يتيسر تعلمه لطالبه متى شاء. فأما الذي يجد القارئ أنه لا يلزمه النصب أو الجر من الأسماء فسبيله إلى الرفع مطلقا.

وكذلك الأمر في الفعل المضارع، ومعه المستقبل، (الماضي مبني دوما على الفتح)، فإنه لا يقبل إلا حركتين من ثلاث هما الفتحة والضمة بالإضافة إلى الحركة الصفر، وتعني الجزم أو التسكين، وهذه لم نثبت لها رمزا، بل نعجب من الخليل كيف وضع لها رمزا وهي التي تدل على سلب للحركة. فتعريتها من رمز الحركة يشير وحده إلى حالة الجزم أو السكون في الكلمة.

وهنا أتوقف عن هذا الاستطراد في حديث أشعر بأنه يخوض في مجال غير مجالي، كيف وفي هذا القسم من المنتدى علماء لا يستهان بهم. وهم وإن كنت لا أعرفهم جميعا، ودعك من أن بعضهم يتخفى وراء أسماء حركية، فإن أبرز هؤلاء العلماء الأفذاذ حقا أستاذنا الدكتور أبو أوس إبراهيم الشمسان، ولعله يتفضل بتصحيح ما أخطأنا فيه أو يكمل ما قصرنا في بيانه، فهو بلاشك أحد سدنة هذا العلم المخلصين.

ـ[راضي123]ــــــــ[04 - 02 - 2009, 03:30 ص]ـ

لقد استفدت كثيراً من قرائتي لهذا الموضوع وأود أن أضيف أن ما وضعت من أفكار في الاقتصاد في التشكيل مفيدة جداً وأرجو لو أن ترشدني للأبحاث التي تناولت هذا الموضوع حتى أستزيد.

ـ[سليمان أبو ستة]ــــــــ[05 - 02 - 2009, 11:21 م]ـ

ممن كتب في هذا الموضوع الدكتور خليل محمود عساكر وبحثه المعنون "الكتابة العربية بين نموها الرأسي ونمو أفقي مقترح" منشور بمجلة جامعة أم القرى (معهد اللغة العربية) العدد الأول 1402 هـ/ 1982م.

وللدكتور مصطفى حركات كذلك كتاب بعنوان "الكتابة والقراءة وقضايا الخط العربي" وهو من إصدارات المكتبة العصرية بلبنان عام 1998م، وقد أفدت منه كثيرا.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير