[دندنة]
ـ[طويلب بريطاني]ــــــــ[24 - 04 - 2009, 03:45 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
فأجازف - مترددا - بكتابة بعض الجمل متصلة بحياتي، كالخطوة الأولى على هذا الدرب الطويل لتعلم لغة الضاد. وتصحيح الأخطاء عليكم.
فمنذ فترة طويلة و أنا و زملائي جالسون في مسجدنا و قد امتلأ، ننتظر بداية الدرس. فخارج المسجد يطوف الناس و يقضون حوائجهم، المسلمون منهم و غير المسلين و بفضل الله كنا في روضة من الرياض الجنة.
كنت أطالع مضطربا و بعدم التصبر في الأخ الذي قام بضبط صوت المضخم. فمنذ كم و نحن نسمع اسم هذا الشيخ الجليل، و تبحره في عدد من الفنون الديني، و فضله، و حلمه، و رفقه بطلاب العلم ...
فجأة أسمع رنة الهاتف تمتلأ المسجد، فما كان موعدنا بالشيخ وجها لوجه بل عبر الهاتف. فأسمع طنينا تلو الآخر، و من ثم سكوت تام، و في الأخير سمعته يسلم علينا. سمعته و ما أدري كيف أعبر عن شعوري حينما سمعتْه أذناي؟ فكنت أحبه حبا جما.
فأخذ الشيخ يتكلم و يدرس و يدعوا لنا - وما عرفت هذا إلا بعد ما ترجم حديثه، ما كنت آنذاك أفهم إلا كلمات من العربية. و لكن جلسنا نستمتع بدندنة صوته، صوت علم و رجولة. و بعد قليل ما عرفتني إلا و أنا بدأت أحزن و أزعل - كلما أسمعه يحاول أن يربينا، كلما أغضب و ألوم نفسي قائلا: لا تلمْ إلا نفسك فأنت الذي ما حاولت أن تتعلم لغة الشيخ.
فينتهي الشيخ الحبر البحر من درسه و يسلم علينا و يتلاشى صوته المهدىء، الملطف. فبدأت أخمن: من عند الشيخ الآن؟ من يدرس معه و يجلس أمامه؟ كيف يعاملهم الشيخ؟ كيف يصلي الشيخ؟ هل يقوم كل ليلة؟ كيف أكسب هذه اللغة البالغة النفاسة؟ فكأنه ليس على وجه الأرض مسكين في حالة أسوأ مني.
تركت أصحابي و خرجت من المسجد. مشيت قليلا تجاه بيتي و مررت بخمارة، تسيل منها رائحة خمة، نتنة، ممتلئة بلبهائم - لا بل هم أضل. فتجاوزته ومن ثم أواجه الثانية و الثالثة - هناك ثلاث خمارت في الطريق إلى بيتي: و تخرج من كلهن رائحة أسوأ من البول - أكرمكم الله.
على كل حال وصلت إلى بيتي و أخرجت كتابا لنفس الشيخ وهي بالعربية ... أقلب الصفحات و لا أدرك ولا كلمة ما عدا البسملة و ما يشابهها. أطالع في اسمه و يُرَدَّدُ صوته في رأسي، فتمنيت من الله أن يفهمني لغة كتابه، لسانَ رسوله صلى الله عليه و سلم، و دندنةَ هذا الشيخ، الإمام، الوالد، العلامة، الفهامة، الزاهد، الحبر البحر عبدالعزيز بن عبدالله بن باز، رحمه الله و أدخله فسيح جناته و إيانا معه.
ومن ذاك اليوم و أحاول أن أتقدم قليلا بعد قليل، حتى خطيت على المرقاة الأولى في تعلم هذا اللسان المبارك. فيسر الله ذلك لي حتى أفهم كثيرا مما قد كتبه الشيخ و حتى أترجم أشياء من موقعه على الإاترنت إلى الإنجليزية و من ثم أنشره عبر البريد الإكتروني.
و بعون الله ثم بمساعدتكم سوف يستمر سفري لأنني ما وصلت بعد ... والدرب هذا ما ينتهي ...
ـ[أنس بن عبد الله]ــــــــ[25 - 04 - 2009, 12:17 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
فأجازف - مترددا - بكتابة بعض الجمل المتصلة بحياتي، كالخطوة الأولى على هذا الدرب الطويل لتعلم لغة الضاد. وتصحيح الأخطاء عليكم.
فمنذ فترة طويلة و أنا و زملائي جالسون في مسجدنا و قد امتلأ، ننتظر بداية الدرس. فخارج المسجد يطوف الناس و يقضون حوائجهم، المسلمون منهم و غير المسلين و بفضل الله كنا في روضة من رياض الجنة.
كنت أطالع مضطربا و بعدم التصبر في الأخ الذي قام بضبط صوت المضخم. فمنذ كم و نحن نسمع اسم هذا الشيخ الجليل، و تبحره في عدد من الفنون الدينية، و فضله، و حلمه، و رفقه بطلاب العلم ...
فجأة أسمع رنة الهاتف تملأ المسجد، فما كان موعدنا بالشيخ وجها لوجه بل عبر الهاتف. فأسمع طنينا تلو الآخر، و من ثم سكوت تام، و في الأخير سمعته يسلم علينا. سمعته و ما أدري كيف أعبر عن شعوري حينما سمعتْه أذناي؟ فكنت أحبه حبا جما.
فأخذ الشيخ يتكلم و يدرس و يدعوا لنا - وما عرفت هذا إلا بعد ما ترجم حديثه، ما كنت آنذاك أفهم إلا كلمات من العربية. و لكن جلسنا نستمتع بدندنة صوته، صوت علم و رجولة. و بعد قليل ما رأيتُني إلا و قد بدأت أحزن و أزعل - كلما أسمعه يحاول أن يربينا، كلما أغضب ألوم نفسي قائلا: لا تلمْ إلا نفسك فأنت الذي لم تحاول أن تتعلم لغة الشيخ.
فينتهي الشيخ الحبر البحر من درسه و يسلم علينا و يتلاشى صوته الهادئ، اللطيف. فبدأت أخمن: من عند الشيخ الآن؟ من يدرس معه و يجلس أمامه؟ كيف يعاملهم الشيخ؟ كيف يصلي الشيخ؟ هل يقوم كل ليلة؟ كيف أكسب هذه اللغة البالغة النفاسة؟ فكأنه ليس على وجه الأرض مسكين في حالة أسوأ مني.
تركت أصحابي و خرجت من المسجد. مشيت قليلا تجاه بيتي و مررت بخمارة، تسيل منها رائحة خمة، نتنة، ممتلئة بالبهائم - لا بل هم أضل. فتجاوزته ومن ثم أواجه الثانية و الثالثة - هناك ثلاث خمارت في الطريق إلى بيتي: و تخرج من كلهن رائحة أسوأ من البول - أكرمكم الله.
على كل حال وصلت إلى بيتي و أخرجت كتبا لنفس الشيخ وهي بالعربية ... أقلب الصفحات و لا أدرك ولا كلمة ما عدا البسملة و ما يشابهها. أطالع في اسمه و يُرَدَّدُ صوته في رأسي، فتمنيت من الله أن يفهمني لغة كتابه، و لسانَ رسوله صلى الله عليه و سلم، و دندنةَ هذا الشيخ، الإمام، الوالد العلامة الفهامة الزاهد الحبر البحر عبدالعزيز بن عبدالله بن باز، رحمه الله و أدخله فسيح جناته و إيانا معه.
ومنذ ذلك اليوم و أنا أحاول أن أتقدم قليلا بعد قليل، حتى خطيت على المرقاة الأولى في تعلم هذا اللسان المبارك. فيسر الله ذلك لي حتى أفهم كثيرا مما قد كتبه الشيخ و حتى أترجم أشياء من موقعه على الإنترنت إلى الإنجليزية و من ثم أنشره عبر البريد الإكتروني.
و بعون الله ثم بمساعدتكم سوف يستمر سفري لأنني ما وصلت بعد ... والدرب هذا لا ينتهي ...
وفقك الله و يسّر أمرك ...
¥