[يا أمير المؤمنين طاب امضرب!]
ـ[ابن المغيرة]ــــــــ[01 - 04 - 2006, 09:54 ص]ـ
قالها أبو هريرة رضي الله عنه لأمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه لما حصروه.
و معنى الكلام: يا أمير المؤمنين طاب القتال.
و ((امضرب)) هي ((الضرب)) و لكنها لغة لبعض قبائل اليمن يبدلون اللام ميما، و لا تزال مستعملة إلى اليوم في جنوب المملكة العربية السعودية.
و جاءه الحسن بن علي رضي الله عنهما، و قال له: أخترط سيفي.
قال له: لا، أبرأ إلى الله إذا من دمك، و لكن ثم سيفك، و ارجع إلى أبيك.
و قال له عبد الله بن الزبير رضي الله عنه: يا أمير المؤمنين، إنا معك في الدار عصابة مستبصرة، ينصر الله بأقل منهم فأذن لنا.
فقال عثمان رضي الله عنه: أنشد الله رجلا أهراق في دمه.
و حث كعب بن مالك رضي الله عنه الأنصار على نصرة عثمان رضي الله عنه، و قال لهم: يا معشر الأنصار كونوا أنصار الله مرتين، فجاءت الأنصار عثمان و وقفوا ببابه.
و دخل عليه زيد بن ثابت رضي الله عنه، و قال له: هؤلاء الأنصار بالباب، إن شئت كنا أنصار الله مرتين.
فرفض القتال و قال: لا حاجة لي في ذلك، كفوا.
و مع رفضه القتال رضي الله عنه حصلت مناوشات بين بعض من كان معه في الدار و بين المحاصرين.
فقد أخرج من الدار يوم قتل عثمان أربعة شبان من قريش ملطخين بالدم محمولين، كانوا يدرؤون عن عثمان رضي الله عنه، و هم:
الحسن بن علي، و عبد الله بن الزبير، و محمد بن حاطب، و مروان بن الحكم.
و ذهب إليه كثير من الصحابة رضي الله عنهم إما لأنه طلبهم و إما لأنهم أرادوا الدفاع عنه.
فهذا عبد الله بن سلام بن الحارث الإسرائيلي يحذرهم من قتله و قال لهم: ((و الله لا تهرقون محجما من دم إلا ازددتم من الله بعدا)).
و أقسم لهم بأنهم إن قتلوه فلا يصلون جميعا أبدا.
و حذرهم من انسلال سيف الله عليهم، و قد كان مغمودا عنهم، و أخبرهم أيضا بأن لم يقتل نبي قط إلا قتل به سبعون ألفا، و لا خليفة إلا قتل به خمسة و ثلاثون ألفا قبل أن يجتمع الناس، و ذكر لهم أنه قتل على دم يحيى بن زكريا سبعون ألفا.
و قال حذيفة بن اليمان رضي الله عنه لما بلغه قتل عثمان: ((اليوم نزل الناس حافة الإسلام، فكم من مرحلة قد ارتحلوا عنه)).
و نختم ما سبق بما كان ينبغي أن نبدأ به فقد قال النبي صلى الله عليه و آله و سلم لعثمان رضي الله عنه: ((و إن سألوك أن تنخلع من قميص قمصك الله - عز و جل - فلا تفعل)).
و بشره بالجنة في الحديث المشهور من رواية أبي موسى الأشعري قال: ((ثم استفتح رجل، فقال لي: افتح له و بشره بالجنة على بلوى تصيبه، فإذا عثمان، فأخبرته بما قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم، فحمد الله، ثم قال: الله المستعان)).
و في الحديث الآخر عن أبي سهلة عن أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنهما أنها قالت:
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: ((ادعوا بعض أصحابي)).
قلت: أبو بكر؟
قال: ((لا)).
قلت: عمر؟
قال: ((لا))
قلت: ابن عمك علي؟
قال: ((لا)).
قالت: قلت: عثمان؟
قال: ((نعم)).
فلما جاء عثمان قال: ((تنحي))، فجعل يُساره، و لون عثمان يتغير.
فلما كان يوم الدار و حصر فيها قلنا - و الكلام لأبي سهلة -: يا أمير المؤمنين، ألا نقاتل؟
قال: لا، إن رسول الله صلى الله عليه و سلم عهد إلى عهدا، و إني صابر نفسي عليه)).
تجد ما سبق من أحاديث و آثار - و زيادة - مع التخريج و الكلام عليها تصحيحا و تضعيفا في كتاب:
((فتنة مقتل عثمان بن عفان رضي الله عنه و أرضاه)).
تأليف الدكتور: محمد بن عبد الله الغبان.
و يقع في جزأين!
و هذا فهرس لبعض موضوعات الكتاب:
الباب الأول: مسوغات الخروج و بدء الفتنة و مثيروها:
الفصل الأول: مسوغات الخروج:
المبحث الأول: ما صح أن الخارجين سوغوا به الخروج أو عابوه عليه.
المبحث الثاني: ما روي و لم يصح في أن الخارجين سوغوا به.
المبحث الثالث: ما اشتهر من ذلك و ليس له إسناد.
الفصل الثاني: مثيرو الفتنة و بدؤها:
المبحث الأول: مثيرو الفتنة.
المبحث الثاني: قدوم أهل الأمصار.
الباب الثاني: يوم الدار و قتل عثمان - رضي الله عنه -:
الفصل الأول: يوم الدار:
المبحث الأول: وصف الدار.
المبحث الثاني: بدء الحصار.
المبحث الثالث: المفاوضات بين عثمان و محاصريه.
المبحث الرابع: دفاع الصحابة عنه و رفضه لذلك و أسباب رفضه للقتال.
المبحث الخامس: القتال يوم الدار.
المبحث السادس: آخر أيام الحصار و فيه الرؤيا.
الفصل الثاني: قتله و قاتله:
المبحث الأول: صفة قتله.
المبحث الثاني: تاريخ قتله.
المبحث الثالث: سنه عند استشهاده.
المبحث الرابع: قاتل عثمان.
المبحث الخامس: جنازته و الصلاة عليه و دفنه.
الفصل الثالث: متفرقات عن الفتنة:
المبحث الأول: ما أثر عن الصحابة في أثر قتل عثمان.
المبحث الثاني: نقد لمواضع من كتاب العقاد (ذي النورين عثمان).
و في آخر الكتاب ملحقات لتخريج الآثار و بيان الصحيح من الضعيف.
و الكتاب - كأي جهد بشري - لا يخلو من نقص و مآخذ لكنه جهد عظيم نسأل الله أن يجعله في موازين حسنات مؤلفه.